وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يلتقي نظيره الصيني وانغ يي في نيويورك، ومسؤول أميركي يقول إنّ الاجتماع كان "بناء للغاية ومعمقاً".

وزيرا خارجية الصين وأمريكا يجتمعان لاحتواء التوترات بشأن قضية تايوان

التقى دبلوماسيون كبار من الولايات المتحدة والصين، اليوم الجمعة، في نيويورك، في انعكاس لتراجع نسبي في التوترات المتصاعدة حول جزيرة تايوان.

وتصافح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الصيني وانغ يي وتبادلا الحديث أمام الكاميرات قبل الجلوس مع مساعديهما على هامش القمة السنوية للأمم المتحدة، بحسب وكالة "فرانس برس".

ويعتبر هذا أول لقاء بينهما منذ محادثات مكثفة في تموز /يوليو في بالي، حيث بدا الجانبان متفائلين بتحقيق مزيد من الاستقرار.

وخلال اللقاء أكّد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لنظيره الصيني وانغ يي في نيويورك، الحاجة إلى المحافظة على "السلام والاستقرار" في مضيق تايوان.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إثر لقاء بين بلينكن ونظيره الصيني استمر تسعين دقيقة على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، إن الوزير الأميركي "شدد على أن المحافظة على السلام والاستقرار في مضيق تايوان أساسي للأمن والاستقرار الإقليميين والعالميين".

كذلك، حذر بلينكن الوزير الصيني من "التداعيات إذا قدمت الصين دعمها للعملية العسكرية الروسية  لبلد يتمتع بالسيادة".

وأوضح مسؤول أميركي لم يكشف عن هويته أن الاجتماع بين بلينكن ووانغ كان "بناء للغاية ومعمقاً".

علماً أن قبل أن يقابل وانغ مباشرة، التقى بلينكن بنظرائه من أستراليا واليابان والهند، ما يسمى بـ"الرباعية" التي نددت بها بكين باعتبارها "محاولة لعزلها".

U.S. Secretary of State Antony #Blinken arrived at the resident of #China's Permanent Missions to The UN in #NewYork around 11:00am Friday to meet with his Chinese counterpart #WangYi. The meeting is now going on and expected to last an hour.#UNGA pic.twitter.com/46QdERjbZw

وكان وانغ قد أعرب عن غضب بكين حيال دعم الولايات المتحدة لتايوان التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزّأ من أراضيها. وقال "مسألة تايوان تصبح موضوع التوتر الأكثر خطورةً في العلاقات الأميركية الصينية".

كما أكّد أمام مركز "ايجا سوسايتي" للأبحاث "إذا حصل سوء إدارة (للمسألة) فإن ذلك قد يدمّر العلاقات الثنائية" بين البلدين، مضيفاً "مثلما لا تسمح الولايات المتحدة لهاواي (بالانفصال عنها)، يحق للصين المطالبة بتوحيد البلاد".

واعتبر وانغ أيضاً أن البلدين يرغبان في جعل "العلاقات الأميركية الصينية تسير" بدون مواجهة، مشيراً إلى أن واشنطن تلعب على عدة حبال في آنٍ واحد.

والجدير ذكره هنا، أن الرئيس الأميركي جو بايدن قال منذ حوالى أسبوع، إنه مستعدّ للتدخّل عسكرياً في حال لجأت الصين إلى القوة لتغيير الوضع القائم في تايوان، في تصريح يشكل انحرافاً جديداً عن استراتيجية الغموض الأميركية  بشأن الجزيرة.

وفي دليل إضافي على التهدئة، قال الوزير الصيني، أمس الخميس، إنّه التقى في نيويورك المبعوث الأميركي للمناخ ووزير الخارجية السابق جون كيري، رغم أنّ بكين علّقت التنسيق مع واشنطن في هذا المجال، ردّاً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي  نانسي بيلوسي لتايوان في 2 آب/أغسطس الماضي، ما أثار غضب الصين، وأحيا التوترات بين القوتين العظميين.

وقبل  اللقاء، دعا وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إلى الالتزام بالحوار لإنهاء الأزمة في أوكرانيا واستئنافه دون شروط مسبقة، مشدداً على أهمية معالجة الهموم الأمنية المشروعة.

وقال وانغ يي، في جلسة لمجلس الأمن حول الأزمة الأوكرانية: "نقترح الالتزام بالحوار واستئنافه دون شروط مسبقة ومعالجة الهموم الأمنية المشروعة فيما يخص الأزمة الأوكرانية... يجب ضبط النفس وعدم زيادة التوترات".

وأضاف "فيما يتعلق بسلامة المرافق النووية لابد من تجنب المخاطر، وندعم دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية للعب دور حيادي وإيجابي فيما يخص سلامة المرافق النووية بأوكرانيا".

كما  التقى الوزير الصيني في نيويورك نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، مؤكداً له أن بكين تدعو إلى احترام "وحدة أراضي جميع البلدان".

كما قال وانغ يي، في تصريحات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إنّ "توسيع وإطالة أمد الأزمة الأوكرانية، لا يصب بمصلحة أي طرف. نأمل أن تنتهي الحرب في أقرب وقت، وأن تُستأنف محادثات السلام".

وأضاف الوزير الصيني "دعت بكين دائماً إلى إقامة هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام، لضمان تحقيق السلام على المدى الطويل، وسنواصل بذل الجهود لتعزيز المصالحة وتسهيل المفاوضات".

أعلن في شمرا

الأكثر قراءة