كيف صعدت سابرينا كاربنتر إلى عرش النجومية عند "الجيل زد"؟

المصدر : INDEPENDENT | الجمعة , 27 أيلول | : 5428

صعدت سابرينا كاربنتر للنجومية بفضل أغانيها الحيوية وجاذبيتها على المسرح. ألبومها الأخير سيضم أشهر أغنيتين لها، واللتين لقيتا قبولاً مذهلاً من جمهور "الجيل زد".

مرة واحدة في الأقل في الأسبوع، تتسلل كلمات أغنية من أغاني مغنية البوب ​​سابرينا كاربنتر البالغة من العمر 25 سنة إلى ذهني مثل الفكرة المتطفلة. على سبيل المثال، أغنية الديسكو "إسبريسو"، أو أي من المناشدات في أغنية "بليز بليز بليز" [أرجوك]. أغانيها، على كثرتهم، تجذب الانتباه، وفي غضون أيام قليلة، سيكون هناك مزيد من هذه الأغاني مع إصدار ألبومها الجديد "شورت أند سويت" Short n’ Sweet [جميل وقصير].

على رغم أن الجميع ربما سمعوا أغنية "إسبريسو" مرات عدة خلال هذا الصيف، لكنها ليست الأغنية الأكثر نجاحاً من بين أغاني كاربنتر، بل يذهب اللقب إلى أغنية "بليز بليز بليز"، الأغنية التي أوصلت كاربنتر للمركز الأول للمرة الأولى في يونيو (حزيران)، مدعومة بفيديو كليب يظهر فيها حبيب المغنية الحائز جائزة الأوسكار باري كيوغان (من غير المرجح أن تخفف الإشاعات حول انفصالهما من الضجة المحيطة بإصدار ألبومها). بعدها بشهر، حطمت كاربنتر الرقم القياسي في المملكة المتحدة لتصبح أول فنانة تحتل المركزين الأولين في قائمة الأغاني الفردية لمدة ثلاثة أسابيع متتالية.

كلتا الأغنيتين اللتين ظهرتا أخيراً في قائمة أفضل 10 أغانٍ على منصة "تيك توك" هذا الصيف، هما من ألبومها الجديد، الذي صدر الجمعة [23 أغسطس (آب) الماضي]، والذي من المتوقع أن يصبح أفضل ألبوم لموسيقى البوب ​​لعام 2024. من المضحك أن صحيفة "نيويورك تايمز" اعتبرت في العام الماضي أن كاربنتر من العيار المتوسط، أما الآن فقد أصبحت من مجوم الصف الأول. كان هذا العام رائعاً بالنسبة لها لدرجة أنه من السهل الظن أنها مبتدئة. وإن كان ألبوم "شورت أند سويت" هو ألبومها السادس، فإن عدد الأغاني الناجحة خلال مسيرتها قليل، ومن ضمنهم أغنية "غير منطقي" Nonsense وأغنية "ريشة" Feather من العام الماضي، ولكن لا شيء يقارن بالوضع الآن.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الواقع، يمكن القول إن كاربنتر هي الآن الحدث - أو في الأقل جزء منه. إلى جانب نجمة ألبوم "برات" Brat [شقية] شارلي إكس سي إكس، والمغنية تشابيل روان، تجني الفنانة المولودة في بنسلفانيا أخيراً ثمار سنوات من العمل. ليس من قبيل المصادفة أنها حصلت على أكبر جمهور بعد طرح أغانيها الأكثر إيقاعاً، فهي لا تقاوم. في موسيقاها وعلى المسرح، تتعمد كاربنتر أن تظهر كقطعة حلوى - تجسيد بشري لقطعة الحلوى، تميل كلمات أغانيها أيضاً إلى بث ثقة عالية تدفعنا لمحاولة تقليدها، ولو لدقيقتين ونصف فحسب.

مرة أخرى، يجب أن نذكر أن كاربنتر بدأت بالغناء منذ فترة طويلة - وكان النجاح منتظراً منذ مدة. أصدرت كاربنتر ألبومها الأول عندما كانت في الـ15 من عمرها من إنتاج "ديزني هوليوود ريكوردز" في الوقت نفسه الذي كانت تلعب فيه دوراً في مسلسل للمراهقين "فتاة تلتقي العالم" Girl Meets World. وقد صرحت في مقابلة حديثة: "أنا بعيدة جداً عن كوني ممثلة ديزني بعد تفوهي بكلام لا يناسب الأطفال، لكن الناس ما زالوا يرونني بهذه الطريقة".

أصبحت التلميحات اللعوبة جزءاً لا يتجزأ من لغة كاربنتر، بإمكانك أن تجد آلاف المقاطع على الإنترنت مخصصة لأدائها المباشر لخاتمة أغنيتها المنفردة الغزلية "غير منطقي" - والخاتمة تتغير بين الغزل الصريح والإغراء على حسب المدينة التي تؤدي فيها الأغنية. في وقت سابق من هذا الصيف، ظهرت كاربنتر على خشبة المسرح في برنامج "بيغ وييكيند" Big Weekend على إذاعة "بي بي سي راديو 1" مرتدية حذاء كعب عالي باللون الوردي، وتجاهلت طلبات المذيع للحفاظ على الحديث بأسلوب ملائم للأطفال، وقالت مازحة: "طلبت (بي بي سي) [هيئة الإذاعة البريطانية] أن يبقى اللقاء مناسباً للأطفال، أتمنى لو كان لديَّ القدرة على ذلك"، وأرسلت قبلة للمستمعين.

موسيقى كاربنتر حقاً ممتعة للغناء، ليس فقط لأن الكلمات نفسها قادرة على أن تجعل أكثر المستمعين جدية يبتسمون، بل أيضاً بفضل طريقة غنائها. لديها موهبة في النطق مثيرة للاهتمام، كما في أغنية "بليز بليز بليز"، حيث تنتقل بصوتها من صوت رقيق ملائكي إلى الدمدمة. خبير موسيقى البوب ​​جاك أنتونوف، الذي عمل مع كاربنتر على نحو نصف أغاني ألبومها الجديد قال "إن القفز الصوتي الصغير الذي تقوم به مميز وفريد ​​من نوعه - يعطي انطباعاً غريباً بين [الموسيقى] الكلاسيكية والريفية نوعاً ما. لقد أصبحت واحدة من أهم نجمات البوب ​​الشابات، وهذه الأغنية هي تعبير عن النفس، ليس فقط من ناحية الكلمات، ولكن من الناحية الصوتية أيضاً".

صعود كاربنتر تزامن مع صعود "نجمة بوب شابة كبيرة" أخرى. عام 2021، تصدرت كاربنتر عناوين الأخبار باعتبارها "الفتاة الشقراء" التي تم الإشارة إليها بازدراء في أغنية "رخصة القيادة" Driver’s License الناجحة للمغنية أوليفيا رودريغو (زعم أن صديق رودريغو السابق، جوشوا باسيت، وهو أيضاً أحد نجوم ديزني، تركها من أجل كاربنتر عام 2020). ورداً على ذلك، كتبت كاربنتر أغنية ناجحة بعنوان "لأنني أحببت صبياً" وطرحتها في ألبوم "ايميلات لا أستطيع إرسالها" Emails I Can't Send لعام 2022، وجاء فيها: "الآن أنا مدمرة منازل، أنا عاهرة، تلقيت تهديدات بالقتل كافية لملء شاحنات".

لم يؤكد أي من الموسيقيين الإشاعات مطلقاً، لكنها انتشرت، ولا شك أن فكرة مثلث الحب المرتبط بديزني ساعد في دفع كاربنتر لتتصدر العناوين الرئيسة. وعندما فقدت الصحف اهتمامها بالقيل والقال، بقي الناس مهتمين بالموسيقى. ألبوم "إيميلات لا أستطيع إرسالها" لا يزال أفضل ألبوماتها أداءً حتى الآن، إذ وصل إلى رقم 23 على قائمة بيلبورد للألبومات.

على مدى السنوات العشر الماضية، هيمنت على موسيقى البوب ​​النغمات الخافتة والكلمات المثيرة للعواطف والآلات الموسيقية المتواضعة، والتي أصبحت معروفة باسم "موسيقى بوب غرفة النوم" [يستخدم هذا التعبير للدلال على كيفية وسهولة تأليف هذا النوع من الموسيقى وليس على النغمة] مثل أغاني الفنانات "كلايرو" Clairo و"بيبادوبي" Beabadoobee و"هولي هامبرستون" Holly Humberstone. على النقيض من ذلك، تتطلب موسيقى كاربنتر مسرحاً ومكبرات صوت - ومن المفضل أيضاً أن يصاحبها جمهور صاخب. لقد حلت كلماتها الجريئة وطاقتها القوية وموسيقى البوب ​​المفعمة بالطاقة محل موسيقى بوب غرفة النوم. هذه العظمة مدعومة بموهبة الأداء المبهج، بالأصل كاربنتر نجمة ديزني وهي محترفة وبارعة على المسرح - تتمايل برقصات دقيقة مرتدية أحذية بكعب عال بينما تسعد الجماهير بثرثرتها العفوية وشعرها الأشقر المثالي.

ومن الصحيح أنه على عكس موسيقى بوب ​​غرفة النوم، لا يوجد شيء مؤثر حقاً في كلمات مثل كلمات أغنية "إسبريسو"، وقد أعربت كاربنتر بنفسها في السابق عن شعورها بعدم الأمان إزاء قدرة موسيقى البوب ​​على التواصل مع الناس، وكانت مترددة في البداية في تضمين أغنية "غير منطقي" في ألبوم "ايميلات لا أستطيع إرسالها" خوفاً من أن يؤدي غنائها عن الشهوة الجنسية إلى صرف الانتباه عن الأمور الأكثر جدية التي تستعرضها في الألبوم، بما في ذلك التشهير بالنساء الذي واجهته هي نفسها، فضلاً عن خيانة والدها في الماضي.

منذ ذلك الوقت، أدركت كاربنتر كلا الجانبين في شخصيتها، فقد صرحت لمجلة "رولينغ ستون" في يونيو (حزيران) من هذا العام: "تلك اللحظات الحقيقية التي أكون فيها مجرد فتاة تبلغ من العمر 25 سنة وتشعر برغبة جنسية قوية هي لحظات حقيقية تماماً مثل اللحظة التي أمر فيها بحزن شديد وأشعر بالتعاسة ولا أشعر بنفسي". ما عليك سوى إلقاء نظرة على حشد أي حفل موسيقي لسابرينا كاربنتر لإثبات قدرة موسيقى البوب ​​على التواصل.

وبالنسبة لألبومها الجديد، فمن الصعب المبالغة في مدى ارتفاع التوقعات بنجاحه، فعندما تطرح أغنية ناجحة مثل "إسبريسو"، التي أصبحت ثالث أسرع أغنية تصل إلى مليار مشاهدة على تطبيق "سبوتيفاي" Spotify، ماذا تفعل بعدها؟ التزمت كاربنتر بالصمت في معظم الأحيان حول ما يمكن أن يتوقعه المعجبون، ولكنها أشارت إلى أن الألبوم مستوحى من موسيقى البوب ​​في التسعينيات.

كذلك قالت إنها تتطلع إلى التوسع في التنقل بين أنواع الموسيقى المختلفة كما فعلت في ألبومها السابق - والذي دمجت فيه بين موسيقى البوب ​​الشعبية والبوب ​​البديل والبوب ​​الإلكتروني. أياً كان الأمر - بليز، بليز، بليز - آمل أن يرقى الألبوم إلى مستوى التوقعات.

© The Independent