حوار وطني قريب وتواصل مع فيصل المقداد.. الشباب في الساحات وبلينكن “حكومة غير طائفية”

تتجه السلطات الجديدة في سوريا لإطلاق مؤتمر حوار وطني بعد سقوط النظام وسط مطالب بأن يشمل الجميع ويؤسس للمرحلة الانتقالية. بينما كانت الولايات المتحدة تعيد التأكيد على حكومة غير طائفية في سوريا.

من جانبهم رفع “الشباب المدني” في “سوريا” الصوت اليوم عبر تجمعين في “دمشق” و”اللاذقية” طالب المشاركون فيهما بقيام دولة مدنية ديمقراطية تحترم حقوق النساء وتضمن مشاركة حقيقية للمرأة في صناعة القرار وتكفل حقوق المواطنة وسيادة القانون.

في حين جدّد المسؤول عن إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع دعوته لرفع العقوبات عن “سوريا” وإزالة “هيئة تحرير الشام” من قوائم “الإرهاب”.

الدعوة التي شاركه بها وزير الخارجية التركية الذي طالب بإعادة النظر في تصنيف “الهيئة” وقال أن الإدارة الجديدة في “دمشق” شريك شرعي لـ”أنقرة”.

وفي كلمةٍ له اليوم، أكّد الرئيس الروسي أنه لم يلتقِ رئيس النظام المخلوع بعد وصوله إلى “موسكو” لكنه عرض التحدّث إلى “الأسد” حول مصير الصحفي الأمريكي المفقود “أوستن تايس”. فيما كان القادة الأوروبيون يبحثون في “بروكسل” سبل التعامل مع الإدارة السورية الجديدة.

وبينما تحدّث الرئيس التركي عن مساهمة بلاده في ضمان استقرار “سوريا”، فقد اتهمت “قسد” القوات التركية بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته “واشنطن” في “منبج” بينما نفت “أنقرة” مشاركتها في أي اتفاق من هذا النوع مع “قسد” على عكس التصريحات الأمريكية.

وبعد عشرات الغارات الجوية واستيلاء قوات الاحتلال على المنطقة العازلة عند حدود “الجولان”. اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن ذلك يمثّل انتهاكاً لسيادة “سوريا” داعياً لوقف أعمال العدوان على الفور.

محلياً، ورغم حديث وزير “التجارة الداخلية وحماية المستهلك” عن غنى “سوريا” وكفاية مواردها للجميع، إلا أنه أعلن عن وجود نيّة لرفع ما تبقّى من دعم على بعض السلع الاستراتيجية بالتوازي مع رفع الرواتب 400%.

ومع إعلان وزارة الداخلية فتح باب الانتساب لدورة الشرطة والأمن العام. كشف مسؤول في الوزارة عن وصول عدد طلبات التسجيل إلى 300 ألف طلب.

أما وزير الإعلام وبعد حديثه عن إعادة بناء المؤسسات الإعلامية الرسمية. فقد أكّد أن الحريات الفردية متاحة لجميع السوريين مستشهداً بنموذج “إدلب” كدليل على ذلك.

أكدت مصادر سناك سوري أن السلطات الجديدة في البلاد تعمل على إطلاق حوار وطني في العاصمة السورية دمشق.

وأشارت مصادر سناك سوري إلى أنه تم فعلاً التواصل مع عدة أطراف في سوريا وخارجها للمشاركة في حوار وطني جامع.

بدورها تواصلت السلطات في دمشق مع نائب الرئيس السوري المخلوع “فيصل المقداد” اليوم في أول تواصل معه بعد إسقاط النظام. ولم تتكشف الكثير من المعلومات حول هذا التواصل إلا أن مصادر سناك سوري رجخت أن يكون التواصل قد تطرق لموضوع الحوار الوطني المزمع إجراؤه.

بالمقابل كانت منظمات وجهات مدنية وسياسية وناشطون سوريون يدعون لحوار وطني شامل يؤسس للمرحلة الانتقالية ويحدد معالمها بالشراكة بين السوريين.

تجمّع مئات السوريين والسوريات في “دمشق” و”اللاذقية” تحت عنوان “تجمع الشباب المدني” رافعين شعارات داعية لقيام دولة مدنية ديمقراطية في “سوريا”.

وقالت مراسلة سناك سوري في “دمشق” أن مئات المشاركين/ات تجمّعوا في ساحة الأمويين تلبيةً لدعوة انتشرت عبر فايسبوك قبل أيام. حيث رفعوا شعارات تطالب بدولة قانون ومواطنة، إضافة إلى لافتات تؤكّد على أهمية حرية المرأة وضرورة مشاركة النساء في مواقع صنع القرار خلال المرحلة المستقبلية.

وفي “اللاذقية” أفادت مراسلة سناك سوري أن عدداً من نساء ورجال المدينة تجمّعوا في ساحة “الشيخ ضاهر”، للمطالبة بأن تكون “سوريا” الجديدة دولة مدنية ديمقراطية.

وحمل المشاركون/ات صوراً للناشطة المختطفة “رزان زيتونة” والممثلة الراحلة “مي سكاف” اللتان تعتبران من أبرز الوجوه النسائية خلال الثورة السورية، كما طالبت المشاركات بتمثيل حقيقي للنساء في الحكومة القادمة، وأكدن رفضهنَ أي محاولة للإقصاء أو التهميش.

قال المسؤول عن “إدارة العمليات العسكرية” “أحمد الشرع” إن “سوريا” ليست “أفغانستان” التي تضم مجتمعاً قبلياً مقابل عقلية مختلفة في “سوريا”.

وأضاف “الشرع” في حديثه لـ“بي بي سي“ أن “سوريا” منهكة من الحرب ولا تشكّل تهديداً لجيرانها أو للغرب. داعياً إلى رفع العقوبات عن “سوريا”. مبيناً أن “هيئة تحرير الشام” ليست جماعة إرهابية ويجب إزالتها من قوائم الإرهاب. وأكّد أن الهيئة قطعت علاقتها بتنظيم “القاعدة” ولم يعد لها أي ارتباطات خارجية، موضحاً أنه لم يشارك في الأحداث الطائفية في “العراق”.

“الشرع” أوضح أنه يؤمن بتعليم النساء مشيراً إلى وجود جامعات في “إدلب” منذ أكثر من 8 سنوات ونسبة النساء فيها أكثر من 60%.

من جانب آخر أشار “الشرع” إلى أنه سيتم تشكيل لجنة سورية من الخبراء القانونيين لكتابة الدستور. ويجب على أي حاكم أو رئيس الالتزام بالقانون وفق حديثه.

دعا وزير الخارجية الأميري “أنتوني بلينكن” هيئة تحرير الشام التي تقود السلطات الجديدة في سوريا إلى الوفاء بوعودها بالاعتدال. وذلك إذا كانت ترغب في تجنب العزلة المفروضة على حركة طالبان التي تقود الحكومة الأفغانية.

وقال “بلينكن” في تصريح صحفي لإن بي سي وفي مداخلة مع مركز “كاونسل أون فورين ريليشنز” لكي تحظى السلطات الجديدة في سوريا بالدعم عليها أن تكون:«شاملة وغير طائفية ولا تدعم الإرهاب».

وكرر “بلينكن” الإشارة إلى أن المسؤول عن إدارة العمليات العسكرية في سوريا “أحمد الشرع” قال أشياء إيجابية. لكن أضاف: «السؤال الحقيقي مالذي سيفعله الشرع على الأرض».

قال وزير الخارجية التركي “هاكان فيدان” إن بلاده تعترف بالإدارة السورية الجديدة كشريك شرعي لـ”أنقرة”. ما دفعها لإعادة فتح السفارة التركية بدمشق.

ودعا “فيدان” في حديث لقناة “الجزيرة” المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في تصنيف “هيئة تحرير الشام” ضمن قوائم التنظيمات الإرهابية.

قال الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” أنه لم يلتقِ رئيس النظام المخلوع “بشار الأسد” منذ وصوله إلى “موسكو” بعد سقوطه.

وأشار “بوتين” في كلمة له اليوم أن بإمكانه الحديث مع “الأسد” حول الصحفي الأمريكي المفقود في “سوريا” “أوستن تايس”. نافياً أن يكون ما حدث في “سوريا” يمثّل هزيمة لـ”روسيا”.

وعن القواعد الروسية في “سوريا” قال “بوتين” أن غالبية دول الشرق الأوسط تؤيد إبقاء تلك القواعد. موضحاً أن 4 آلاف مقاتلٍ إيراني تم إجلاؤهم من “سوريا” عبر قاعدة “حميميم”. كما عرض استخدام القواعد الروسية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى “سوريا”.

يجتمع قادة الدول الأوروبية اليوم في “بروكسل” لبحث كيفية قيادة السياسة الأوروبية مع الإدارة الجديدة في “سوريا” بعد سقوط نظام “بشار الأسد”.

وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين” قبل الاجتماع إلى إمكانية إعادة النظر في العقوبات المفروضة على “سوريا”. في حال أحرزت القيادة الجديدة تقدّماً على صعيد الانتقال السياسي والشامل للسلطة.

قال الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” إن الغارات الجوية الإسرائيلية على “سوريا” تشكّل انتهاكاً لسيادة البلاد وسلامة أراضيها ولا بدّ أن تتوقف ووضع حد على الفور لكل أعمال العدوان.

وفي تعليقه على احتلال القوات الإسرائيلية للمنطقة العازلة بين “سوريا” و”الجولان المحتل” قال “غوتيريش” أنه لا ينبغي تواجد أي قوات في هذه المنطقة عدا قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. مضيفاً أن على “سوريا” و”كيان الاحتلال” الالتزام ببنود اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 والتي لا تزال سارية تماماً على حد تعبيره.

أصدرت قوات سوريا الديمقراطية بياناً قالت فيه أن القوات التركية لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار في “منبج” بريف “حلب” الشرقي رغم الجهود الأمريكية لخفض التصعيد.

واتّهمت “قسد” القوات التركية بشنّ هجوم شامل على محور “سد تشرين”. واستهداف مناطق مختلفة في “كوباني/عين العرب” بالطيران المسيّر.

وأكّدت “قسد” على أهمية وقف جميع العمليات العسكرية وحلّ المسائل العالقة عبر الحوار. مشيرة في الوقت ذاته إلى استعدادها لصدّ أي هجوم على مناطق سيطرتها بكل قوة.

قال مسؤول في وزارة الدفاع التركية أنه لا يوجد حديث عن اتفاق لوقف إطلاق نار بين القوات التركية و”قسد” في “سوريا”.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن بلاده لا تجري محادثات مع أي منظمة إرهابية. معتبراً أن التصريحات الأمريكية حول التوصل لاتفاق هدنة حتى نهاية الأسبوع الجاري مجرّد “زلّة لسان” على حد تعبيره.

قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” إن بلاده تحاول المساهمة في ضمان استقرار “سوريا” خلال هذه الفترة الصعبة.

وأضاف “أردوغان” في كلمة له اليوم أن “تركيا” تتطلع بصدق إلى بناء “سوريا” خالية من الإرهاب يعيش فيها جميع الأديان والمذاهب والإثنيات جنباً إلى جنب. مع أهمية استعادة سلامة الأراضي السورية ووحدتها.

قال وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة تسيير الأعمال “ماهر الحسن” أن استهلاك الطحين اللازم لإنتاج الخبز انخفض بمقدار 765 طناً. وتراجع الإنتاج بنسبة 20% بعد الضبط الأولي للفساد واعتماد السعر الموحد.

وأضاف “الحسن” خلال زيارته لمحافظة “السويداء” أن “سوريا” دولة غنية تكفي الجميع. لكن هناك إرث فاسد خلفه النظام المخلوع. مشيراً إلى أن الحكومة تبذل قصارى جهدها بالتعاون مع الشعب للنهوض وإعادة البناء من جديد.

الوزير “الحسن” أوضح أيضاً أن “سوريا” تمتلك موارد بشرية كبيرة وثروات متنوعة. لكن النظام المخلوع دمّر تلك المقدّرات وحرم السوريين من خيرات بلادهم.

“الحسن” كشف لـ“قناة العربية” عن خطة لرفع الدعم عن بعض السلع الاستراتيجية وتحرير السوق بالتوازي مع رفع الرواتب بنسبة 400%. ومنع الاحتكار لضبط الأسعار وتحسين الظروف المعيشية. مشيراً إلى أن مخزون السلع الاستراتيجية يغطي حاجة البلاد لنحو 5 إلى 6 أشهر.

كشف مدير الموارد البشرية في وزارة الداخلية بحكومة تسيير الأعمال النقيب “هشام محمد بحلاق” عن ورود 300 ألف طلب تسجيل على دورة الانتساب للشرطة والأمن العام عبر الرابط الإلكتروني.

وأضاف “بحلاق” في تصريح لإذاعة “المدينة” المحلية أنه لن يتم إعادة أي عنصر من عناصر الشرطة في النظام السابق حالياً. حتى يتم التأكد من عدم تلطّخ أيديهم بدماء السوريين ومن يثبت عليه ذلك ستتم محاسبته واستبعاده. أما من لم تتلطّخ أيديهم بالدماء فلا مشكلة بعودتهم ولكن بشروط ومعايير محددة على حد قوله.

قال وزير الإعلام في حكومة تسيير الأعمال “محمد يعقوب العمر” أن الحريات الفردية متاحة لجميع السوريين. وأن نموذج شمال غرب “سوريا” دليل على ذلك.

وأضاف “العمر” في حديث لقناة “الحدث” أن الوزارة ستعيد بناء المؤسسات الإعلامية الرسمية لتكون صوتاً للسوريين. مشيراً إلى أن النظام المخلوع اعتمد على الآلة الإعلامية لخدمة مصالحه وطمس جرائمه.

وأكّد “العمر” أن إدارة العمليات العسكرية التقت ممثلي الطوائف وقدّمت التطمينات لهم. مبيناً أن للطوائف السورية حقوق وواجبات ولها أهمية خاصة في التفاعل معها والوقوف على احتياجاتها.