شركة سعودية تطور تقنية لتشخيص أمراض العيون بلا تدخل بشري

المصدر : INDEPENDENT | الأحد , 19 كانون الثاني | : 47

شاركت سلوى الهزاع قصة تأسيس شركتها الناشئة خلال جلسة حوارية نظمتها "جمعية الطلبة السعوديين" في جامعة "كينغز كوليج" في لندن أمس الأربعاء، قائلة إنها وجدت في الذكاء الاصطناعي فرصة لتسهيل الخدمات الصحية وتسريع عملية التشخيص والعلاج التي تستغرق في مجال طب العيون أحياناً أسابيع وشهوراً.

قبل خمسة عقود لم يخطر ببال الجرّاحة السعودية سلوى الهزاع أنها ستترك عيادتها لتمضي عامين في جامعة كاليفورنيا الجنوبية لدراسة الذكاء الاصطناعي عام 2019، إذ بدت تلك الخطوة غريبة بالنسبة إلى طبيبة لطالما عُرفت بمعطفها الأبيض ومنظار العين، قبل أن تعود من رحلتها الاستكشافية بفكرة تأسيس شركة "سدم" المتخصصة بابتكار حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتشخيص الأمراض.

وشاركت الهزاع قصة تأسيس شركتها الناشئة خلال جلسة حوارية نظمتها "جمعية الطلبة السعوديين" في جامعة "كينغز كوليج" في لندن أمس الأربعاء، قائلة إنها وجدت في الذكاء الاصطناعي فرصة لتسهيل الخدمات الصحية وتسريع عملية التشخيص والعلاج التي تستغرق في مجال طب العيون أحياناً أسابيع وشهوراً، مشيرة إلى أن بعض المرضى يواجه صعوبة وتأخيراً في الحصول على موعد، ولا يصلون إلى غرفة الطبيب إلا بعد الإصابة بالعمى.

حل مشكلة تأخر المواعيد

وتقول الأكاديمية السعودية إن هذا الإدراك دفعها إلى المبادرة بفكرة من شأنها قلب المعادلة، وهو إنشاء نموذج ذكاء اصطناعي لتسهيل الكشف الباكر عن "اعتلال الشبكية السكري" أو ما يعرف بـ "سكري العين"، وهو أحد المضاعفات الناجمة عن الإصابة بداء السكري التي تصيب العينين، وقد تؤدي إلى العمى حال التأخر في علاجه.

وبدلاً من أن ينتظر المريض موعد الطبيب سيكون بوسعه التوجه إلى العيادة، حيث يجري تصوير شبكية العين آلياً ومن ثم تحليلها في زيارة واحدة فقط ومن دون الحاجة إلى وجود استشاري العيون في موقع الفحص، لتحل هذه الخدمة التي تقدمها شركة "سدم" في مستشفيات وعيادات سعودية عدة مشكلتي تأخر المواعيد وإشغال استشاريي العيون بالفحص التقليدي المتكرر لمرضى سكري العين، الذي يرهقهم ويتسبب بانخفاض جودة العناية بالعيون.

"تعريب" نتائج الفحص

وأوضحت الهزاع في حديث إلى "اندبندنت عربية" أن من أبرز التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في العالم العربي تطوير نماذج متقدمة تدعم اللغة العربية بدقة، وبحكم أن الخدمة الأساس التي تقدمها موجهة لمرضى يتحدثون العربية، فقد أمضت الشركة نحو عام في تدريب خوارزمياتها حتى تظهر نسخة من نتيجة الفحص باللغة العربية إضافة إلى الإنجليزية.

وتقدم الشركة حتى الآن خدمة تشخيص مرض سكري العين باستخدام الذكاء الاصطناعي، لكنها تعتزم وفق الرئيس التنفيذي للعمليات نايف العبيدالله ابتكار نماذج لتشخيص أمراض أخرى في المستقبل عبر فحص شبكية العين، ومنها الذبحة الصدرية والضغط والزهايمر وأمراض الكلى، لكن ذلك يعتمد على الحصول على منح حكومية.

وتترقب الشركة منحة من "هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار" بقيمة 16 مليون ريال سعودي (نحو 4.2 مليون دولار).

المرأة في القطاع التقني

وجاء حديث الهزاع ضمن مبادرة أطلقتها جمعية الطلبة السعوديين في جامعة كينغز كوليج بهدف تعريف المجتمع في لندن بالتغيرات التي تعيشها السعودية في إطار "رؤية 2030"، وتثقيف الطلاب بأهمية الابتكار مع التركيز على مواضيع مثل التنوع الاقتصادي والتحول الرقمي والخصخصة، وفق ما ذكرته رئيسة الجمعية ياسمين سندي.

وأوضحت ليلى آل دعبل التي تقود تنظيم الفعاليات أن الجمعية استضافت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي جلسة حوارية مع السفير السعودي لدى المملكة المتحدة الأمير خالد بن بندر، واستقبلت هذا الأسبوع وفداً من شركة "سدم" بهدف التشجيع على ثقافة الابتكار وتوضيح إنجازات المرأة السعودية في القطاع التقني، مشيرة إلى "تحقيق الرياض أعلى نسبة تمكين للمرأة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في العالم بـ 35 في المئة".