حاملات الأثقال "قنبلة جدلية" فجرها فيديو التهبيطات

تشهد رياضة حمل الأثقال على مستوى عالمي ازدياد نسبة السيدات المشاركات، وبلغ عددهن في بطولة العالم التي استضافتها البحرين عام 2024 نحو 300 مشاركة محترفة من دول العالم كافة، وفقاً للاتحاد الدولي لحمل الأثقال.

لم تستطع كثيرات تجاوز مقطع فيديو حذر فيه طبيب أردني الإناث من خطر ممارسة رفع الأثقال، إذ أثار جدلاً واسعاً داخل الوسطين الرياضي والطبي، خلال عصر يزداد فيه الوعي بأهمية اللياقة البدنية والصحة العامة.

ومع اعتقاد بعض بأن ممارسة تمارين القوة تعزز الصحة واللياقة، يرى آخرون أن هذا النوع من الرياضات يحمل أخطاراً معينة على النساء، في ظل تزايد معدل مشاركتهن في اللعبة الأولمبية التي تحظى باهتمام كبير حول العالم، وتكمن القصة في التمكين وتحطيم الصورة النمطية.

احذروا التهبيطات

استشاري الأمراض النسائية والتوليد والعقم واستشاري الجراحة البولية النسائية والسلس البولي الطبيب الأردني الدكتور رامي محافظة حذر في المقطع المتداول الإناث، من خطر رفع الأوزان الثقيلة خلال ممارستهن رياضة حمل الأثقال ولفترة متكررة وطويلة، معتبراً أنها ضمن العوامل التي قد تؤدي إلى فتق الحوض، من ثم هطول المثانة أو المستقيم أو الرحم من مكانه أو كما سماها "التهبيطة".

والأوزان الثقيلة لا تقتصر على الأوزان الرياضية الثقيلة بل تشمل كل ما هو ثقيل سواء في البيت أو الوظيفة أو النادي الرياضي من خلال ممارسة رفع الأثقال، التي تعد أحد العوامل الخطرة التي تسبب حدوث ذلك. ووفقاً للتقديرات الطبيعية فإن الوزن الآمن المسموح للإناث يبلغ 10 كيلوغرامات في ظل عدم وجود دراسة ثابتة تحدد الوزن الآمن للإناث، وفقاً له.

ونوه إلى دور تدريب عضلات الحوض وفعالية ذلك في تخفيف احتمالية حدوث المشكلة "من خلال تمارين خاصة لهذه العضلات كتمارين كيجل، والتي تستهدف تقوية عضلات قاع الحوض إلى جانب رياضات أخرى كالركض والسباحة والمشي وغيرها".

وقال الطبيب محافظة إن "التهبيطات النسائية وعدم التحكم البولي (السلس البولي) مشكلات صحية شائعة لدى السيدات، وتحدث نتيجة ضعف في عضلات ومرابط الحوض الذي يؤدي لحدوث فتق في هذه العضلات، كما أن زيادة الوزن تزيد احتمالية حدوث ذلك، علماً أن كل أنواع التهبيطات والسلس البولي يمكن علاجها".

رؤية مختلفة

تحذيرات محافظة قابلها رأي طبي آخر لاستشاري أمراض النساء والولادة والعقم وأطفال الأنابيب الطبيب السعودي الدكتور وسيم الحربي الذي قال، إنه "لا علاقة بين ممارسة الإناث رياضة حمل الأثقال بوزن زائد وحدوث التهبيطات في الرحم، وبخاصة في مجتمعنا الذي يعاني الترهل وقلة اللياقة".

وعلى رغم رؤيته المختلفة ربط الحربي بين حالة قد تحدث فيها التهبيطات مع رفع الأثقال وتتمثل في أن "بعض النساء عرضة لذلك لدى رفعهن الأثقال بطرق غير صحيحة، وبخاصة من لديهن هبوط في الرحم إثر ولادات متكررة أو ولادة صعبة بطفل كبير أو في حالات السمنة المفرطة، أو بعد تجاوز سن انقطاع الطمث وما يصاحبه من نقص في هرمون الأستروجين".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد الطبيب السعودي أهمية ممارسة الرياضة ومن بينها حمل الأثقال، مشدداً على أهمية ممارستها بالطرق الصحيحة المدروسة. وتابع، "لرياضة رفع الأثقال دور في زيادة الرشاقة واللياقة البدنية وتعزيز عضلات الجسم ككل، بما فيها الحوض إلى جانب زيادة كثافة العظام وتقليل الدهون الضارة بالجسم وخفض ضغط الدم والكوليسترول الضار، والتقليل من أمراض الشرايين وتحسين الحال النفسية للمرأة وقوة التحمل المصاحب للدفق الهرموني".

وقال "يمكن للآخر الحكم من خلال مشاهدة أجسام وحال اللاعبات اللاتي يمارسن هذه الرياضة العالمية واسعة الانتشار، فهل من عاقل يقول بوجود هبوط للرحم لديهن؟!".

تطمين آخر

وفي رأي مشابه لرؤية الحربي، قال متخصص النساء ومعالجة العقم الطبيب السوري الدكتور أيمن مهرات إن ضعف أربطة وعضلات الحوض وراء حدوث التهبيطات في الرحم لدى النساء، مضيفاً "يحدث ذلك نتيجة لطرق التوليد الخاطئة وتعدد الولادات".

ويعني حديث الطبيب مهرات "عدم وجود علاقة بين ممارسة الإناث لرياضة حمل الأثقال وحدوث التهبيطات في الرحم". ولفت الانتباه إلى "دور الرياضة في تعزيز العضلات"، مع أهمية تحديد كل سيدة قدراتها في حمل الوزن الآمن للأثقال حتى لا يتسبب ذلك في إيذائها.

خطورة الوزن الزائد

وتزيد نسبة إصابة الإناث اللاتي يمارسن الرياضات القوية كالقفز الدائم وحمل الأثقال الكبيرة بسلس البول، إذ يزيد الضغط على عضلات الحوض ويقلل قوتها ودعمها للمثانة وبخاصة حين يتجاوز ذلك 15 كيلوغراماً، وفقاً لاستشارية النساء والولادة والتجميل النسائي الطبيبة السعودية الدكتورة سلمى بغدادي.

وكشفت بغدادي في حديثها لـ"اندبندنت عربية" أن "نوع الولادة وتجاوز السيدة الـ50 من العمر والسمنة إلى جانب وجود أمراض مزمنة كالحكة، كلها عوامل تزيد من احتمالية إصابة النساء اللاتي يمارسن رياضة رفع الأثقال بالسلس البولي".

وهنا نصحت بـ"ممارسة رياضة كيجل ومعرفة كيفية عمل الرياضة بالطرق الصحيحة"، موضحة أنه لا وجود لأبحاث طبية كافية تؤكد أن سلس البول سيحدث للسيدات اللاتي يمارسن رياضة حمل الأثقال بوزن زائد.

ثلاثية الرياضة والتغذية والاستشفاء

واتساقاً مع آراء الأطباء، نصحت مدربة اللياقة هيفاء محمد بالتدرج في ممارسة رياضة حمل الأثقال إلى جانب عاملي التغذية والاستشفاء، والالتزام بممارسة تمارين المقاومة للحفاظ على الكتلة العضلية وبنائها وتشكيلها وللحفاظ على جمالية الجسم وبقاء عضلات الحوض قوية وفقاً للتوصيات الرياضية، مستدركة بأن "الخطأ وارد لكلا الجنسين".

وتحرص الرباعة الحاصلة على ذهبية دورة الألعاب السعودية لعام 2024 زينب الزقرتي على ممارسة تمارين تقوية العضلات، مع تجنب الممارسات الخاطئة خلال حمل الأثقال.

وقالت الزقرتي "ليس لدي العلم الكافي، لكن التاريخ الرياضي لمشاركة السيدات في اللعبة يحفل بقصص كثيرة للاعبات تزوجن وأنجبن بصورة طبيعية، وإن حدث ذلك لحالات معينة فلا يصل إلى درجة إيقاف اللعبة، إذ لم يرد تنبيه للإناث في خصوص ذلك".

علم وفن

تشهد رياضة حمل الأثقال على مستوى عالمي ازدياد نسبة السيدات المشاركات، وبلغ عددهن في بطولة العالم التي استضافتها البحرين عام 2024 نحو 300 مشاركة محترفة من دول العالم كافة، وفقاً للاتحاد الدولي لحمل الأثقال.

وقال رئيس الاتحاد الدولي لحمل الأثقال محمد جلود في تصريح خاص إن اللعبة "تشهد ازدياداً سنوياً في عدد المشاركات المحترفات من جميع أنحاء العالم". وختم "لم نشهد حدوث تلك الأعراض لأي منهن خلال الفترة الماضية، كما أن بعضهن يتوقفن من أجل الحمل والولادة ويعدن مجدداً، وهذه الرياضة علم وفن".