جلّ ثوري يُصلح تلف الأسنان غير القابل للعلاج

المصدر : INDEPENDENT | الأثنين , 10 تشرين الثاني | : 61

طور علماء في جامعة نوتنغهام هلاماً بروتينياً يعيد ترميم مينا الأسنان التالفة عبر تحفيز نمو بلورات معدنية جديدة تحاكي عملية تكوّن المينا الطبيعية، في خطوة قد تُحدث تحولاً في علاج التسوس عالمياً. من المقرر طرح المنتج العام المقبل بعد أن أثبت فعاليته في استعادة صلابة الأسنان ومقاومتها تحت ظروف الاستخدام الواقعية.

من المتوقع أن يشهد العام المقبل طرح علاج مبتكر في الأسواق، قد يمثل طوق نجاة للأشخاص المصابين بتسوس الأسنان.

وفي التفاصيل، طور علماء في جامعة نوتنغهام البريطانية، بالتعاون مع باحثين من مختلف أنحاء العالم، هلاماً جديداً قادراً على ترميم وتجديد مينا الأسنان المتضررة.

وأوضح الباحثون أنه لا يوجد حالياً أي حل فعال يمكنه إعادة إنماء المينا، وهي مشكلة ترتبط بأمراض فموية تؤثر في نحو نصف سكان العالم، وتُقدّر كلفتها السنوية بحوالى 544 مليار دولار.

ووفقاً للبروفيسور ألفارو ماتا، رئيس قسم الهندسة الطبية الحيوية والمواد الحيوية، فإن الهلام البروتيني الجديد "آمن، ويمكن تطبيقه بسهولة وسرعة، ويمكن إنتاجه على نطاق واسع".

ويمكن تطبيقه على الأسنان بالطريقة نفسها التي يستخدمها أطباء الأسنان حالياً لمنع تفاقم المشكلات من خلال علاجات الفلورايد، التي تستغرق بضع دقائق فقط ولا تتطلب أي تدخل جراحي.

وقال ماتا "إن التقنية الجديدة متعددة الاستخدامات، مما يتيح إمكانية تطويرها في صورة منتجات متنوعة تساعد المرضى من مختلف الأعمار الذين يعانون مشكلات في الأسنان مرتبطة بتآكل المينا أو انكشاف العاج".

وأضاف "بدأنا هذا المسار من خلال شركتنا الناشئة "مينتك بيو" Mintech-Bio، ونأمل في طرح أول منتج العام المقبل، فهذا الابتكار قد يساهم قريباً في مساعدة المرضى حول العالم".

ويعمل الهلام من خلال محاكاة خصائص البروتينات الطبيعية التي توجّه نمو المينا في مرحلة الطفولة.

وعند تطبيقه، يكون الهلام طبقة متينة تملأ الفجوات والشقوق في الأسنان، بعد ذلك، يلتقط أيونات الكالسيوم والفوسفات من اللعاب ليحفز نمواً موجهاً لبلورات معدنية جديدة، مما يؤدي في النهاية إلى إصلاح بنية المينا واستعادة خصائصها الطبيعية.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن جانبه، أوضح الدكتور أبشار حسن، زميل ما بعد الدكتوراه والمؤلف الرئيس للدراسة، أنه عند تطبيق الهلام على المينا المنزوعة المعادن أو المتآكلة، أو على العاج المنكشف، فإنه "يعزز نمو البلورات بأسلوب متكامل ومنظم، مما يساعد على استعادة البنية الطبيعية للمينا السليمة".

وأردف: "لقد اختبرنا الخصائص الميكانيكية لهذه الأنسجة المجددة ضمن ظروف تحاكي الاستخدام الفعلي أو الظروف الواقعية، مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة، والمضغ، والتعرض للأطعمة الحمضية، ووجدنا أن المينا التي تجددت تتصرف تماماً كالمينا السليمة".

وقام علماء من كلية الصيدلة وقسم الهندسة الكيميائية والبيئية في جامعة نوتنغهام بتطوير هذا الهلام، بالتعاون مع فريق دولي من الباحثين.

نُشرت هذه النتائج اليوم في مجلة " نيتشر كومينيكيشنز" Nature Communications.

© The Independent