ملامح المنافسة في الذكاء الاصطناعي أصبحت واضحة
قال الرئيس التنفيذي لشركة "ألفابت" ساندر بيتشاي للصحافيين عندما سئل عما إذا كانت تحديثات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تخاطر بأعمال "غوغل" المربحة "هذه لحظة نمو وفرصة".
المنافسة بين شركة "أوبن أي آي" مطورة روبوت الدردشة "تشات جي بي تي" والعملاق "غوغل" في مجال الذكاء الاصطناعي تعتبر إحدى أبرز حلبات التنافس في هذا المجال، إذ إن الشركتين لديهما تاريخ طويل في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها في مجموعة متنوعة من التطبيقات.
منافسة ثنائية
ولعل أبرز ما يثبت أن هناك منافسة قوية بين الشركتين في هذا المجال هو مؤتمر شركة "أوبن أي آي" الذي حدث قبل أقل من 24 ساعة فقط من مؤتمر Google I/O، الذي قررت فيه "غوغل" إعلان برامجها ومشاريعها المختلفة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن يبدو أن "أوبن أي آي" حاولت أخذ السبق والإعلان عن أهم التحديثات قبل "غوغل" لمحاولة أخذ الزخم الإعلامي وهذا ما استطاعت أن تقوم به حتى الآن.
قوة "غوغل" وجود ملياري مستخدم لنظام "أندرويد"، لذلك لديها قاعدة قوية جداً من المستخدمين الذين تعتمد عليهم في تطوير المنتجات، إذ إنها تستطيع إطلاق أي منتج حتى وإن كان غير جاهز لهم، ومن ثم تعمل على تطويره وتحسينه بناءً على الاستخدام وتجربة المستخدم وهو ما تستطيع "غوغل" دائماً فعله.
وأعلنت شركة "أوبن أي آي"، الإثنين الماضي، عن نموذج جديد للذكاء الاصطناعي يسمى "جي بي تي-40"، يمكنه إجراء محادثة صوتية واقعية والتعامل مع النصوص والصور، وهذه أحدث خطوة تخطوها الشركة المدعومة من "مايكروسوفت" للبقاء في مقدم سباق السيطرة على تلك التكنولوجيا الناشئة.
وكانت العروض التوضيحية التي قدمتها "أوبن أي آي" أقرب إلى الخيال العلمي، إذ انخرط "تشات جي بي تي" ومحاوره عند نقطة معينة في مزاح. وأخبر باحث "أوبن أي آي" برنامج الدردشة الآلي أنه في حال مزاجية رائعة لأنه يوضح "كم أنت مفيد ومدهش"، ليبادره "تشات جي بي تي" بالقول "توقف عن ذلك! أنت تجعلني أحمر خجلاً".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
العملاق "غوغل"
في المقابل، أعلنت "غوغل" أحدث ابتكاراتها في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي يتوقع أن تحدث تغييراً في يوميات مستخدميها، من البحث عبر الإنترنت إلى كثير من المهام اليومية، بفضل أدوات مساعدة تتمتع بقدرات معرفية متزايدة.
وأبرز ما أعلنت عنه "غوغل" دمج فعلي لـ"جمناي" في نظام "أندرويد" وخدماتها المختلفة، مثلاً الآن بإمكان مستخدمي الـGmail طلب مساعدة الذكاء الاصطناعي للتخلص من الرسائل المزعجة في البريد الإلكتروني، وطلب مساعدة الذكاء الاصطناعي في حضور الاجتماعات وتسجيلها وتلخيص أهم ما دار في هذا الاجتماع.
ليس هذا فقط، بل أعلنت عملاق التقنية خلال المؤتمر عن نماذج جديدة لصناعة مقاطع الفيديو والصوت وتحسين في نموذج "غوغل" لصناعة الصور، وبما أنها قد يمكن استخدامها في الاحتيال أشارت "غوغل" إلى أداة جديدة تسهم في الحد من استخدام مقاطع الفيديو والصور والصوت المعدلة من خلال الذكاء الاصطناعي، وبإمكان هذه الأداة اكتشاف الصور والفيديو والصوت المعدلة، وإزالتها أو تحذير المستخدمين لها مما يحد من استخدام المحتوى المزيف.
واستعرضت "ألفابت"، الشركة الأم لـ"غوغل"، كيف تعتمد على الذكاء الاصطناعي في جميع أعمالها، وأعلنت عن عملية تحسين ضخمة على محرك البحث "غوغل" لتحسين تجربة المستخدم، وأوضحت أنه أصبح متاحاً البحث من خلال تسجيل فيديو تشرح فيه عما تبحث عنه، ويساعدك الذكاء الاصطناعي في الإجابة عنه، سواء كانت إجابة عن سؤال توضيحي أو عن مكان أو حدث.
هنا يتضح بصورة كبيرة أن لدى "غوغل" القدرة على الفوز في سباق الذكاء الاصطناعي، بسبب كمية البيانات الموجودة لديها وقدرتها على الوصول لعدد كبير من المستخدمين.
ومن المحتمل أن يؤدي هذا التنافس إلى تقديم تقنيات جديدة وتطبيقات مبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعود بالفائدة على المجتمع بصورة عامة.
وتهيمن "غوغل" على عمليات البحث على الإنترنت بحيث أصبح اسمها مرادفاً لهذه العمليات، لكن ظهور "تشات جي بي تي" وغيره من برامج المحادثة الآلية القادرة على الإجابة عن أسئلة المستخدمين بات يهدد إمبراطوريتها.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ألفابت" ساندر بيتشاي للصحافيين عندما سئل عما إذا كانت تحديثات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تخاطر بأعمال "غوغل" المربحة "هذه لحظة نمو وفرصة".