محمد الأمين.. فضَّل الموتور الأحمر على الكرسي برحلة مواجهة الضمور العضلي

المصدر : سناك سوري | الثلاثاء , 06 حزيران | : 31

يدخل “محمد الأمين” 25 عاماً من بوابة جامعة “تشرين” إلى كلية الهندسة المعلوماتية متغلباً على إصابته الوراثية بمرض الضمور العضلي.

ظروف العائلة الصعبة التي تركت مدينتها في الحرب لم تمنع “الأمين” من التمسك بحلمه ومتابعة الدراسة إلى أن بات على أعتاب التخرج.

في حين. يعرفه الطلاب وموظفو الجامعة من خلال “الموتور الأحمر” الذي صار رفيق رحلته منذ أن ازدادت أعراض مرضه وأثّرت على حركته وتنقلاته.

يقول “الأمين” لـ سناك سوري «دراجتي صديقتي التي تحررني من عجزي، وتجعلني أنطلق في الحياة حراً بلا قيود. فلا أتخيل نفسي بدونها، أفضّل استخدامها على الكرسي المتحرك الذي يحدد حركتي شمالاً أو يميناً. ويفرض وجود شخص يرافقني أثناء استخدامي له».

يرى “الأمين” أن المرض ليس مبرراً للتوقف عن السعي وطلب العلم، معتبراً مرضه حافزاً لصنع المعجزات، ويقول «كلمة مستحيل ليست ضمن مفردات قاموسي. لم يمنعني المرض من الاستمرار في طلب العلم، بل زاد رغبتي في أن أصنع إنجازاً يستحق أن يحترمني الناس لأجله لا أن يشفقوا علي».

يقيم الشاب في السكن الجامعي ليختصر على نفسه رحلة النصف ساعة من منزله في الشاطئ الأزرق. حيث تقيم عائلته التي نزحت من حلب وخسرت ما تملك خلال أيام الحرب. وتمثّل إقامته في السكن التحدي الأكبر خلال دراسته الجامعية. بالاعتماد على نفسه في الأمور الحياتية.

أما عن دور الأصدقاء فقال “الأمين” «وجود أصدقائي إلى جانبي حوّل التحدي إلى متعة خالصة. عرفت خلالها أشخاصاً صاروا بالنسبة لي عضلاتي التي يتكئ عليها حلمي. فأصدقائي يساعدوني للانطلاق كل صباح والتوجه للمحاضرات وركوب الدراجة ».

تعرّف الشاب “حسن مرسل” 24 عاماً إلى “الأمين” حين كان في السنة الثانية ووصفه بأنه «خارق بمادة البرمجة المتقدمة» حيث ساعده على فهم أدوات التفكير البرمجي.

وتطورت الصداقة إلى أخوة يقف فيها “مرسل” إلى جانب “الأمين” داعماً ومشجعاً على الاستمرار حتى في لحظات الانكسار، يقول “مرسل”: «عرف محمد انكسارات كثيرة، وكان يعتقد أنه لن يستطيع تجاوز اللحظات الصعبة، فيتبين لاحقاً أنه قادر على النهوض من كل انكسار».

أما “ميس النوى” 24 عاماً فتعتبر أن محمد ليس شخصاً عادياً. تقول: “في كل المواقف الصعبة التي كدت أستسلم فيها كان محمد دافعي للاستمرار. حكايته الملهمة وسعيه المستمر للنجاح هما ما يميزه”.

تعرف رئيسة شعبة الامتحانات بكلية الهندسة المعلوماتية في جامعة “تشرين” “ربا قزق” مسيرة “الأمين” العلمية. وإصراره على عدم التغيب عن المحاضرات.

وتصف “قزق” الشاب بالقول «محمد مثال يحتذى به في الانضباط والالتزام، على الرغم من مرضه، ودائماً ما أتساءل عن السر الذي يجعل محمد في مقدمة الطلاب الحاضرين في المدرجات. بينما يمتنع زملاؤه عن الحضور».

يحلم “محمّد” أن تساعده عضلات جسده المتعبة على إكمال طريقه في عالم البرمجة. فالشاب الذي يستعد لتتويج مشوار السنوات الخمس باجتياز الامتحان الوطني الشرطي للهندسة المعلوماتية. يحلم أن يفتتح شركة برمجية تستقطب كل المبرمجين من ذوي الهمم.

يذكر أن دراجة “محمد” التي كانت صديقته لسنوات طويلة تعطلت قبل فترة وجيزة نتيجة حادث مروري. بعد أن كانت أداته المفضلة في العبور نحو أحلامه.