6 أطعمة تتناولها يوميا وتغذي السرطان

المصدر : INDEPENDENT | الجمعة , 28 تشرين الثاني | : 39

تظهر الدراسات أن نوعية الغذاء اليومية تؤثر في صحة الإنسان ومناعته، وأن بعض الأطعمة ترتبط بارتفاع أخطار أمراض مزمنة، بينما يسهم نمط الأكل المتوازن في تحسين الحياة والوقاية.

ما يأكله الإنسان ينعكس مباشرة على صحته ونفسيته وحياته اليومية، فالغذاء لم يعد مجرد عادة، بل هو عامل أساس يحدد مستوى الطاقة والمزاج والوزن وقدرة الجسم على مقاومة الأمراض. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن أنماط الأكل غير الصحية تسهم في زيادة أمراض مزمنة مثل السمنة وارتفاع الضغط والسكري وبعض أنواع السرطان، بينما يساعد الوعي الغذائي واختيار مكونات طبيعية ومتوازنة على تعزيز المناعة وتحسين جودة الحياة.

لا يوجد طعام بعينه يسبب السرطان بصورة مباشرة، لكن الأبحاث العلمية تشير إلى أن بعض الأطعمة التي يستهلكها ملايين البشر يومياً ترتبط بارتفاع الأخطار مع مرور الوقت، لا سيما عند تناولها بكميات كبيرة أو في سياق نظام غذائي فقير بالعناصر المفيدة. ويؤكد متخصصو الصحة أن هذه الأخطار تتعلق بأسلوب الحياة ككل، وليس صنفاً واحداً، لكن عوامل مثل السمنة والالتهابات المزمنة والمواد الكيماوية الناتجة من التصنيع والطهي تلعب دوراً محورياً، وفيما يلي ستة أطعمة أو أنماط غذائية تشير إليها الجهات العلمية الكبرى باعتبارها مرتبطة بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان.

تعد اللحوم المصنعة من أكثر الأطعمة ارتباطاً بالسرطان وفق تصنيف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، التي وضعتها في الفئة المسماة "المجموعة واحد"، وهي فئة تضم المواد والبنود التي توجد أدلة كافية على ارتباطها السريري بالسرطان. وتشمل اللحوم المصنعة أصنافاً مثل النقانق والسلامي واللحوم المدخنة، والتي تنتج أثناء تصنيعها مركبات كيماوية مثل النترات والنتريت. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه المركبات تتحول داخل الجسم إلى مواد مسرطنة قد تؤثر في القولون والجهاز الهضمي مع مرور الوقت.

تضيف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان اللحوم الحمراء إلى الفئة المسماة "المجموعة اثنين ألف"، وهي فئة تفيد بوجود أدلة محتملة، لكنها غير قاطعة. وتفيد الأبحاث بأن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، مثل لحم البقر والضأن، يرتبط بارتفاع خطر سرطان القولون. وتوصي هيئات علمية عدة، مثل المعهد الأميركي لأبحاث السرطان، بالحد من الكميات وتفضيل طرق الطهي الصحية التي تقلل من تكون المركبات الضارة عند تعرض اللحم لدرجات حرارة عالية.

تشير دراسات حديثة، بما فيها دراسة نشرت عام 2023 في دورية "بي أم جي"، إلى ارتباط الأغذية فائقة التصنيع بارتفاع الأخطار. ويدخل ضمن هذا التصنيف كثيراً من المنتجات الجاهزة التي تحوي مواد حافظة ومحسنات نكهة ودهون مهدرجة وسكريات مضافة. وقد لاحظ الباحثون أن الأفراد الذين يعتمدون على هذه الأطعمة بصورة يومية معرضون أكثر لأنماط السرطان المرتبطة بالسمنة والالتهابات المزمنة، بما فيها سرطان القولون. ويشدد الباحثون على أن المشكلة لا تكمن في منتج محدد، بل في كثافة الاستهلاك وتراجع تناول الأطعمة الطبيعية الطازجة.

توضح منظمة الصحة العالمية أن السمنة تعد عاملاً مركزياً في ارتفاع أخطار الإصابة بالسرطان، وأن المشروبات السكرية تسهم بصورة مباشرة في زيادة الوزن نتيجة المحتوى العالي من السكر المضاف. وتشير الأبحاث إلى أن نحو 13 نوعاً من السرطان ترتبط بالسمنة، مما يجعل المشروبات المحلاة، سواء العصائر الجاهزة أو مشروبات الطاقة أو الصودا، جزءاً من نمط غذائي غير صحي. وفي مراجعات علمية متعددة من جامعة هارفرد، ينصح الخبراء بالحد من هذه المشروبات وتفضيل الماء أو المشروبات غير المحلاة لتقليل العبء السكري اليومي.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تشير إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى أن عملية القلي في درجات حرارة عالية، خصوصاً عندما يعاد تسخين الزيت أكثر من مرة، تؤدي إلى تكون مادة الأكريلاميد التي ترتبط بارتفاع أخطار السرطان وفق دراسات مخبرية وسريرية. وتظهر هذه المادة في البطاطا المقلية والأطعمة السريعة التي تعتمد على القلي العميق. ويرى الباحثون في إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن تقليل تكرار التسخين، واستخدام زيوت مناسبة، وتجنب درجات الحرارة العالية، يقلل جميعها من مستويات الأكريلاميد، لكن لا يزيلها تماماً.

تفيد جامعة هارفرد بأن الدهون المتحولة التي تظهر في المخبوزات الصناعية والأطعمة التي تحوي زيوتاً مهدرجة ترتبط بالالتهابات المزمنة، وهي حال تعدها الأبحاث بوابة لعدد من الأمراض بما فيها السرطان.

وتؤدي هذه الدهون إلى رفع الكوليسترول الضار وخفض المفيد، وتسهم في مقاومة الإنسولين، وهو ما يهيئ ظروفا تساعد على نمو الخلايا المضطربة في الجسم. وعلى رغم تراجع استخدام الدهون المتحولة عالمياً بعد قرارات منعها في أسواق عدة، لا تزال موجودة في بعض المنتجات الرخيصة.

يشير خبراء التغذية والسرطان في المعهد الأميركي لأبحاث السرطان إلى أن الصلة بين الغذاء والسرطان تعتمد على النمط العام للحياة وليس على عنصر واحد. ويؤكدون أن اتباع نظام يركز على الخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية، مع تقليل الأغذية المصنعة والسكريات والدهون المتحولة، يحد من الأخطار بصورة واضحة، ويشددون على ضرورة الحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.

وتشير دراسات سعودية إلى ان نمط الغذاء يلعب دوراً مهماً في خفض أو زيادة أخطار الإصابة بالسرطان. ففي دراسة أجريت في منطقة مكة ونشرتها جامعة أم القرى ضمن مجلة "بي أم سي للصحة العامة"، وجد الباحثون أن اتباع نمط غذائي يعتمد على الخضراوات والبقول وزيت الزيتون ومنتجات الألبان يرتبط بخفض ملموس في احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، مقارنة باستهلاك نمط غذائي غني بالدهون والأطعمة المصنعة والسكريات.

وتتفق منظمة الصحة العالمية مع هذه التوصيات، إذ تشير إلى أن ثلث حالات السرطان يمكن الوقاية منها عبر تعديلات بسيطة في التغذية ونمط الحياة. وهذه التعديلات لا تتطلب حرماناً أو تغييراً جذرياً، بل تتطلب وعياً أكبر بما يدخل الجسم يومياً من السكريات والدهون والمواد المضافة، والبحث عن بدائل طبيعية صحية.