لقاح بكتيريا إي كولاي قد يحميك من السرطان
ربطت دراسة حديثة سلالتين من بكتيريا "إي كولاي" بارتفاع معدلات سرطان القولون والمثانة في الدول الصناعية. ورأت الدراسة أن اللقاحات أو المعززات الحيوية قد تسهم في تقليل هذا الخطر
في استنتاجات حديثة، رأى علماء أن اللقاحات المخصصة لمحاربة البكتيريا الإشريكية القولونية (إي كولاي E.coli) الشائعة التي تصيب الأمعاء قد تكون قادرة على تقليص معدلات سرطان القولون في دول مثل المملكة المتحدة.
ورأى باحثون من معهد ويلكوم سانجر Wellcome Sanger Institute أن ارتفاع معدلات سرطانات القولون والمستقيم، والمثانة والبروستاتا في الدول الصناعية قد يكون مرده جزئياً إلى وجود سلالتين من بكتيريا إي كولاي، تتسببان بارتفاع معدلات التهابات المسالك البولية والتهابات الدم.
وفق ما أظهرت دراسة نشرتها مجلة لانسيت العلمية، يقول العلماء إن أي لقاح أو بروبيوتيك (معززات حيوية) يمنع هاتين السلالتين من الانتشار قد يقلص خطر الإصابة بالسرطان. لكنهم يشددون على ضرورة القيام بمزيد من الأبحاث في الموضوع.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال البروفيسور جوكا كوراندر المشرف على وضع الدراسة من معهد ويلكوم سانجر وجامعة أوسلو وجامعة هلسينكي "لجأنا إلى دراسات واسعة النطاق على الجينوم لرصد سلالات إي كولاي في دول عدة خلال الأعوام الخمسة الماضية، باستخدام بيانات تعود إلى مطلع القرن الحالي. وهو ما أتاح لنا أن نبدأ برؤية روابط محتملة بين سلالتين من إي كولاي ومعدلات الإصابة بالسرطان".
وأضاف "عبر عملنا المشترك مع خبراء متخصصين بالسرطان والميكروبيوم، نأمل في أن يفضي هذا الجهد في المستقبل إلى طرق جديدة للقضاء على سلالات إي كولاي المنتجة للكوليباكتين".
وأكمل "قد تقدم اللقاحات أو غيرها من التدخلات التي تستهدف سلالات إي كولاي هذه فوائد جمة في مجال الصحة العامة. إذ تخفف عبء إصابات الالتهابات وتقلص الحاجة إلى علاجها باستخدام المضادات الحيوية وتحد من خطر الإصابة بسرطانات قد ترتبط بآثار التعرض للكوليباكتين".
وتعد بكتيريا إي كولاي شائعة في الأمعاء البشرية. وغالب سلالات إي كولاي غير مؤذية، لكن في حال دخلت مجرى الدم بسبب ضعف الجهاز المناعي، قد تتسبب بالتهابات تراوح ما بين الخفيفة وتلك التي تمثل خطراً على الحياة.
وتشكل سلالتا إي كولاي اللتان درسهما الباحثون السبب الأول لالتهابات المسالك البولية ومجرى الدم في الدول الصناعية. ويشير الباحثون إلى أن استهداف هذه البكتيريا قد يقلص استخدام المضادات الحيوية في الدول الصناعية.
ورصد الباحثون السلالات المختلفة لـإي كولاي من خلال استخدام بيانات مراقبة الجينوم في دول عدة من بينها المملكة المتحدة والنرويج وباكستان وبنغلاديش.
وأظهرت أبحاث أولية سابقة أن سلالتي إي كولاي قادرتان على إفراز مادة تدعى كوليباكتين وهي تلعب دوراً في نمو سرطانات المسالك البولية، كما ربطت بعينات أورام من مرضى سرطان القولون.
وبعد مقارنة معدلات انتشار هذه السلالات بمعدلات انتشار السرطان، وجد الباحثون أن الدول الصناعية التي تنتشر فيها السلالات تسجل أيضاً ارتفاعاً في معدلات سرطان الأمعاء والمثانة والبروستاتا.
لكن في دول مثل بنغلاديش وباكستان، سجلت هاتان السلالتان من إي كولاي معدلات انتشار أقل بكثير، تماماً كمعدلات سرطانات الأمعاء والمثانة والبروستاتا.
ويشير البحث إلى ضرورة إجراء مزيد من الدراسات على نطاق واسع، بما فيها أخذ عينات موسعة من الأورام لإيضاح دور كوليباكتين في السرطان.
قال الدكتور تومي ماكلين المؤلف الرئيس للدراسة وهو من جامعة هلسينكي ومعهد ويلكوم سانجر "يمكن العثور على إي كولاي في أي مكان في العالم بصور مختلفة، وسيمكننا فهم التأثير المتباين لهذه السلالات من البكتيريا على البشر من رسم صورة أشمل عن الصحة والمرض".
وأضاف "إمكانية الوصول إلى بيانات جينوم عالمية متعلقة بنوع السلالات التي تنتشر في منطقة محددة قد تكشف لنا اتجاهات واحتمالات جديدة، منها مثلاً الرابط بين سلالات معينة في الدول الصناعية من جهة وخطر الإصابة ببعض أنواع السرطان من جهة ثانية. وعلينا الاستمرار بالحرص على إدخال كل دول ومناطق العالم في أبحاث مراقبة الجينوم كي يستفيد الجميع من الاكتشافات الجديدة".
© The Independent