يلي متغطي بالحلفاء عريان – لجين سليمان

المصدر : سناك سوري | الخميس , 21 كانون الثاني | : 97

كيف لا نكون الحليف الأدنى؟

سناك سوري – لجين سليمان

على مدى أشهر لم أتمكّن من إقناع الصينيين بصعوبة الوضع في سوريا، يقترحون حلولا عديدة حول إمكانية التحسين، للانتقال إلى واقع أفضل، جلست إحداهن تتحدث حول إمكانية اعتمادنا على الزراعة في المرحلة القادمة، أو مثلا الصناعة الزراعية، تسألني ألا تملكون حقولا، بإمكان المزارعين إغناء الإنتاج الزراعي في هذه الفترة، مستذكرة الأيام الصعبة في الصين، عندما تمّ الاعتماد على الزراعة، وقد تخطّت الصين تلك المحنة بمجرّد الاعتماد على الإنتاج الزراعي، وتطويره.

أجبتها بابتسامة توحي بأنّي لا أريد أن أفضح “البير وغطاه”، لم تفهم العقلية الصينية معنى هذه الابتسامة “الصفراء”، في اليوم التالي أرسلت لي رسالة تقول فيها أنه بإمكاننا إيجاد حلول في سوريا بالاعتماد على “كذا كذا وكذا” أجبتها شكرا سأقترح هذا الأمر على الحكومة “الحكيمة”.

أمنت بالفكرة، وحتى اليوم تسألني ماذا حلّ بالوضع السوري، هل من حلول ماذا عن الأفكار التي اقترحتها، وهل من تحسّن في الأوضاع الاقتصادي والمعيشية، فقد ظنّت أن الحلول غائبة وما نحتاجه فقط من يضع لنا بعضا من الأفكار.

أما مشرفي الجامعي فقد حدّثته مراراً عن الأوضاع الصعبة، وعن هدم أحلام الشباب واضطرارهم للفرار خارجاً، ومع هذا لم يكن يقتنع، لا بل يجيبني دائما بكل تفاؤل كانت الصين كذلك يوماً، ولكن كل شيء أصبح أفضل، وها نحن اليوم نتقدّم بسرعة.

كل شيء كان مقبولاً إلى اللحظة التي كنا نتحدّث فيها عن اللقاح الصيني، وكيفية توزيعه بعد العطلة الصينية، جاءت الضربة القاضية، عندما سألني أحدهم عن إذا ما بدأت سوريا بإنتاج اللقاح، ماذا أرد، وكيف أجيب ، هل هي “يباسة الرأس الصينية” التي تجعلهم لا يقتنعون بأوضاعنا الصعبة، والعقوبات والحرب التي نتعرض لها، أم “أنه التفاؤل الزائد لدولة تصعد إلى العلا” أم أن “الجرح لا يؤلم إلا من به ألم”.

استذكرت التصريح السوري “حول ثقتنا باللقاح الروسي” ذلك العجز الدائم الذي يجعلنا نثق بما نسميهم “الحلفاء” مجبرين ربما، لأننا لم نتخذ من العلم والعمل حليفاً، فما باليد حيلة اليوم سوى الثقة بمن نسميهم “حلفاء”.

هو الألم الذي لا يوجع إلا صاحبه، لن يشعر به الآخرون يوماً، إلا إن تفوّقت عليهم بالألم والنجاح الذي يليه، ولن ترتقي تسمية الآخرين إلى حلفاء ما لم نكن على نفس المستوى في مجال من المجالات، وإلا من الأفضل أن نسميّ أنفسنا بالحليف “الأدنى” ذلك الذي يأكل الضربة ويبتلعها، ويعتلي المنبر في اليوم التالي، ليصرّح بأننا نتلقى الدعم الكافي من الحلفاء.