أم تشارك تجاربها مع الأعراض التي تجاهلها الأطباء عن سرطان القولون

المصدر : INDEPENDENT | الخميس , 21 أيلول | : 149

وجهت أم لطفلين رسالة تنبيه في شأن أعراض سرطان القولون، بعدما تم تشخيص إصابتها بالمرض مرتين منفصلتين. وكتبت شيري رولينز في مقال جديد لها على موقع Today.com ما يأتي: "كنت دائماً شخصاً متكتماً، لكنني قلت في نفسي إنني إذا تخطيت هذه التجربة وتمكنت من البقاء على قيد الحياة، فأريد أن أشارك قصتي كي تكون مصدر إلهام للآخرين، لتشجيعهم على الاهتمام بصحتهم والدفاع عن أنفسهم".

وقالت رولينز إن والدها توفي بسرطان القولون في مطلع الخمسينيات من عمره، لكنها لم تصدق أن الأمر نفسه يمكن أن يحدث لها. وكتبت تقول: "ربما كان ينبغي عليَّ إجراء تنظير للقولون، لكنني كنت شخصاً سليماً وأجري دائماً الفحوصات اللازمة".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلا أنه في عام 2017 توجهت المرأة إلى قسم الطوارئ بسبب آلام شديدة في الظهر، فلاحظ الأطباء وجود جرح في كبدها. وتقول رولينز: "اتضح أنه سرطان القولون في المرحلة الرابعة، وكان قد انتشر إلى الكبد. وتم تشخيص إصابتي بالداء في بداية عام 2018".

كان على شيري رولينز أن تخضع لنظام علاجي صعب وشاق، لكنها اختارت التحلي بالإيجابية طوال الوقت. وكتبت في وصف تلك المرحلة: "عندما قال لي الطبيب: ’إنه منتشر‘، أتذكر بوضوح أنني اعتقدت بأنهم سيستأصلونه عبر تدخل جراحي، وأن الدواء الموصوف لي سأتناوله، وسينتهي بنتيجة إيجابية. لم أستسلم أبداً للشعور باليأس".

وفي معركتها مع السرطان، خضعت المرأة لعملية جراحية تلاها علاج كيماوي لمدة عام. وعاشت بعد ذلك فترة من الهدوء دامت نحو أربع سنوات تقريباً، قبل أن تعاودها الأعراض. وتقول إنه على رغم إخبارها بأن "فحوصاتها المنتظمة لم تظهر أي مشكلة، فإنها لم تتمكن من مقاومة الشعور بوجود خلل ما". وأضافت أن "طبيب الأورام طمأنها وعزا أعراضها إلى كونها شديدة الحساسية". ومع ذلك ظلت رولينز ثابتة في اعتقادها بأن "السرطان قد عاودها". وشملت أعراضها فقدان الوزن، وغازات مؤلمة في معدتها، وصعوبة في تفريغ أمعائها تماماً لدى استخدامها المرحاض".

وفي النهاية، تم تشخيص إصابتها بالمرض للمرة الثانية. وكتبت تقول: "اتصلوا بي في شهر مارس (آذار) من عام 2022، وقالوا لي: ’بعد مزيد من البحث الدقيق، وجدنا أنك كنت على حق‘". هذه المرة، كان الجرح في مستقيمها. وقالوا إنه لم يكن المكان الذي ظهر فيه السرطان الأول الذي أصيبت به في السابق، ولهذا السبب لم يتمكن أطباؤها من اكتشافه في الأساس.

كتبت رولينز أن رد فعلها الأول كان اللجوء إلى أسرتها. وأضافت "شعرت بأنني خذلت، لكن سرعان ما استدعيت فريق دعمي: وهو ابناي وزوجي". وخلال رحلتها العلاجية، خضعت لعملية جراحية إضافة إلى نوع من الإشعاع يعرف بالعلاج الإشعاعي أثناء الجراحة، الذي يعطى للمريض أثناء وجوده على طاولة العمليات.

يبدأ سرطان القولون بعملية نمو لخلايا غير طبيعية في القولون، وهو الجزء الأطول من الأمعاء الغليظة. وعادة ما يصيب الكبار في السن، على رغم أنه يمكن أن يصيب أفراداً في أي عمر، بحسب عيادة "مايو كلينيك" Mayo Clinic. وتشمل أعراض المرض تغيراً في عادات التبرز، كالإسهال أو الإمساك المتكررين، ووجود دم في البراز، ونزيف في المستقيم، إضافة إلى الشعور بأعراض مزعجة في المعدة، مثل الألم، والتقلصات، أو الغازات، والضعف، أو التعب، وفقدان الوزن غير المتعمد، والشعور بعدم القدرة على إفراغ الأمعاء تماماً.

يشار إلى أن العمر ليس عامل الخطر الوحيد لسرطان القولون: فالأشخاص المصابون بمرض التهاب الأمعاء، أو لديهم تاريخ عائلي، أو داء السكري، والسمنة، وبعض الحالات الأخرى، هم أكثر عرضة للإصابة به، وفقاً لـ"مايو كلينيك".

ويقول الخبراء إن فحوصات سرطان القولون يجب أن تبدأ لدى بلوغ الفرد سن الـ45 تقريباً، وبالنسبة إلى الأشخاص الذين لديهم خطر متوسط بالإصابة بالمرض. ومع ذلك، يحتاج المعرضون لخطر متزايد للشروع في إجراء فحوصات في وقت مبكر.

يمكن تشخيص السرطان بعد تنظير القولون، لكن قد يتم إجراء اختبارات الدم أيضاً إذا ما اشتبه الطبيب في المرض. وتشمل الخيارات العلاجية لهذا المرض العلاج الكيماوي والإشعاعي والجراحة.

وتعرب رولينز عن رغبتها في أن يعي الآخرون أهمية الدفاع عن صحتهم عندما يشتبهون بوجود خلل ما. وشددت على الإشارة إلى واقع "أن يكون الفرد مدافعاً عن نفسه، فهذا لا يعني أنه مريض ساخط". وختمت بالقول: "يمكنني من خلال تجربتي مع المرض ومسيرة الكفاح التي مررت بها من أجل البقاء على قيد الحياة، أن أقول إنني أشعر بامتنان عميق".

© The Independent