نوبة توتر شديد كفيلة بتحفيز تساقط الشعر المتكرر

المصدر : INDEPENDENT | الأحد , 14 كانون الأول | : 13

دراسة حديثة تكشف أن نوبة توتر واحدة قد تطلق سلسلة من تساقط الشعر المتكرر عبر تنشيط خلايا مناعية تهاجم البصيلات حتى بعد زوال السبب. النتائج تفسر ارتباط الثعلبة بالتوتر، وقد تمهد لفهم أمراض مناعية أخرى مثل التصلب والسكري والذئبة.

تشير دراسة حديثة إلى أن المرور بموقف حياتي عصيب لمرة واحدة قد يكون سبباً كافياً لإطلاق دوامة من تساقط الشعر المتكرر.

فقد توصل باحثون من جامعة هارفارد إلى أن موت بصيلات الشعر أثناء نوبة التوتر يضع الجهاز المناعي في حالة تأهب لاستهداف المزيد من البصيلات عند مواجهة نوبات مماثلة مستقبلاً.

وعلى رغم أن تأثير التوتر في الصحة وأداء الجهاز المناعي أمر مُسلَّم به، إلا أن الآلية الدقيقة التي تلحق بها حادثة توتر واحدة الضرر بأنسجة مختلفة تظل غير مفهومة بالكامل.

وتحديداً، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت نوبة توتر حادة قادرة على ترك آثار دائمة.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حين ألمحت أبحاث سابقة إلى وجود آثار فورية وطويلة الأمد للتوتر على البصيلات، يؤكد العلماء اليوم أن التوتر لدى الفئران لا يحفز تساقط الشعر فحسب، بل ينشط بسرعة الخلايا التائية في الجهاز المناعي مسبباً تساقطاً متكرراً في المستقبل.

وفي التفاصيل، يشير الباحثون إلى أن التوتر الحاد الشديد يؤدي إلى فرط نشاط الجهاز العصبي الودي لدى الفئران، وهو المسؤول عن تسارع ضربات القلب وزيادة قوة العضلات من أجل استجابة "الكر أو الفر".

وهذا بدوره يؤدي إلى تنشيط الخلايا التائية من نوع CD8+ في الجهاز المناعي للفئران، والتي تملك القدرة على مهاجمة بصيلات الشعر.

واللافت، بحسب الباحثين، أنه حتى بعد زوال مسبب التوتر الأولي، تظل هذه الخلايا قادرة على التسبب في تساقط الشعر بشكل متكرر عند حدوث أي التهاب لاحق.

وكتب الفريق البحثي في دراستهم المنشورة في المجلة العلمية "سيل" Cell "تشير نتائجنا إلى أن نوبة توتر حادة واحدة تحدث ضرراً فورياً، فهي تنشط خلايا تائية نادرة من نوع CD8+ ذاتية التفاعل وتزيد من أعدادها، مما يهيئ الأنسجة لهجوم مناعي مستقبلي".

وأضافوا "وهكذا، فإن نوبة توتر حادة واحدة يمكن أن تسبب ضرراً فورياً، وبذلك تجعل النسيج ذاته عرضة للضرر مستقبلاً".

ويرجح العلماء أن تكون هذه الاستجابة المناعية آلية يضحي الجسم من خلالها بخلايا مكلفة من الناحية الأيضية ولكنها قابلة للتعويض، وذلك بهدف الحفاظ على الخلايا الجذعية الأساسية.

ويقول العلماء إن أجسام الفئران، بتضحيتها ببعض بصيلات الشعر عند التعرض للخطر، قد تكون بذلك تحافظ على الخلايا الجذعية التي تقوم بتجديد الأنسجة بمجرد زوال الخطر.

وقد يمثل هذا الأمر "تسوية استراتيجية للحفاظ على الموارد المحدودة وتوجيهها لمصلحة استجابات التوتر الحيوية".

وخلص الباحثون "تكشف دراستنا كيف يلحق التوتر الضرر بالأنسجة بشكل فوري وعلى المدى الطويل. وقد تساعد هذه الآليات في تفسير نشوء مرض الثعلبة البقعية وارتباطه المتكرر بالتوتر".

كذلك أشاروا إلى أن هذه النتائج قد تسهم في تحسين فهم حالات مرضية أخرى لا تزال أسبابها معقدة، مثل التصلب اللويحي، والسكري من النوع الأول، والذئبة.

ويأمل العلماء في أن تساعد الأبحاث المستقبلية حول تساقط الشعر الناجم عن التوتر في الأنسجة البشرية، في كشف خبايا الأسباب الكامنة وراء هذه الحالات بشكل أفضل.

© The Independent