موقع أمريكي: الغرب افتعل أزمة أوكرانيا وعلى عاتقه مسؤولية حلها

المصدر : سانا | الأحد , 29 كانون الثاني | : 56

واشنطن-سانا

تورط الولايات المتحدة المتزايد في أزمة أوكرانيا ومسؤوليتها عن نشوب هذه الأزمة في المقام الأول يجعل لزاماً على واشنطن أن تجلس هي الأخرى إلى طاولة الحوار، وتقدم الحلول والاقتراحات لإنهاء النزاع، وفقاً لما أكده موقع كومن دريمز الأمريكي.

الأزمة الجيوسياسية التي مهدت الطريق أمام ما تشهده أوكرانيا حالياً بدأت حسب الموقع بانتهاكات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ونكثه بوعود قطعها حول عدم توسيع وجوده شرق أوروبا، والاندفاع باتجاه الحدود الروسية، مشيراً إلى أن هذه التفاعلات الخطيرة وصلت إلى مرحلة الغليان بعد الإعلان عام 2008 أن أوكرانيا ستصبح عضواً في (الناتو) المعادي لموسكو.

وتفاقم الوضع أكثر بعد دعم الولايات المتحدة للانقلاب ضد حكومة الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوريشينكو الشرعية والانقسامات الحادة التي نتجت عن ذلك بين الأوكرانيين أنفسهم، وما تبعها من الحرب التي أطلقتها الحكومة الجديدة في كييف ضد جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وقتل خلالها أكثر من 14 ألف شخص.

الموقع أشار إلى اتفاقية مينسك التي أسست عام 2015 وقفاً لإطلاق النار استمر بشكل نسبي، رغم انتهاكات كييف المستمرة له سبع سنوات، مبيناً أن المستشارة الألمانية السابقة آنذاك أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند اعترفا أن قادة الغرب وافقوا على اتفاقية مينسك، بهدف واحد فقط، وهو شراء الوقت لتسليح كييف.

وأوضح الموقع أن الولايات المتحدة وبريطانيا رفضتا دعم الاتفاقية التي توصل إليها الجانبان الروسي والأوكراني في آذار عام 2022، والتي كانت تشمل بنودا لحل القضايا المتعلقة بجزيرة القرم ودونباس، وعوضاً عن ذلك قامت كل من لندن وواشنطن بإقناع كييف بالتخلي عن المفاوضات مع روسيا بحجة أن الفرصة مواتية للضغط على موسكو، لكن هذا القرار أدى إلى إطالة أمد الأزمة وتعقيدها ووقوع آلاف الضحايا البشرية.

وعوضاً عن إرسال مزيد من الأسلحة لتأجيج الأزمة في أوكرانيا دون أي طائل أو أفق للخروج منها، كان من الأجدى بقادة الغرب وفقاً لما أكده الموقع أن يسارعوا إلى بدء المفاوضات من جديد، والعمل على نجاحها هذه المرة، فأي مهزلة سياسية كالتي نفذتها لندن وواشنطن في نيسان الماضي لإفشال المحادثات يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية، ليس فقط بأوكرانيا بل في العالم بأسره.

ورأى الموقع أن المسؤولية تقع على الولايات المتحدة والغرب في إنجاح أي مفاوضات مستقبلية لحل الأزمة في أوكرانيا، وأن عليهم تقديم الاقتراحات والعروض، بما في ذلك الموافقة على المشاركة في الضمانات الأمنية المشابهة للتي توصلت إليها موسكو وكييف في آذار الماضي، وقامت لندن وواشنطن بتخريبها.

نقاط أخرى اعتبر الموقع أنها مهمة للغاية، مثل رفع الغرب للعقوبات المفروضة على روسيا كجزء من اتفاقية سلام شاملة، وتقليص عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين في أوروبا، وإزالة الصواريخ الأمريكية من رومانيا وبولندا، وكلها تحركات تقصدت واشنطن القيام بها لتصعيد المواجهة مع روسيا التي طالما حذرت من خطورة هذه الخطوات، وأكدت استعدادها للدفاع عن أمنها، ولا سيما في ظل الحشد العسكري المتزايد لقوات حلف (الناتو) على حدودها.

باسمة كنون

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency