الغاز المصري للبنان والتشويش الإسرائيلي.. هل هدفه الإساءة إلى البلدين؟

المصدر : الميادين | الأثنين , 11 تشرين الأول | : 36

يسعى الإعلام الإسرائيلي لبث أخبار توحي بأنّ الغاز الذي سيصل من مصر إلى لبنان هو إسرائيلي، ويركز على تقديم الموضوع بأسلوب يحمل إساءة لكلٍ من البلدين، فماذا في التفاصيل؟

ما إن أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله استيراد المحروقات من إيران لرفع المعاناة عن اللبنانيين حتى بادرت السفيرة الأميركية  في بيروت إلى الإعلان عن السماح باستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن.

ومع أنّ في الأمر اعترافاً بأنّ المنع والحصار كانا أميركيين، إلا أنّ أحداً في لبنان لم يعترض على القرار، بل حظيّ بترحيب كل القوى السياسية.

لكن تل أبيب لم تشأ أنْ تمرّ خطوة كهذه من دون تشويش، وذلك ببثها أخباراً توحي بأنّ الغاز الذي سيصل من مصر إلى لبنان هو  إسرائيلي.

وركّز الإعلام الإسرائيلي على تقديم الموضوع بأسلوب يحمل إساءة لكلٍ من مصر ولبنان، بل أيضاً ينطوي السرد الإسرائيلي على استفزازٍ ربما يهدف إلى إثارة الفتنة في لبنان.

وهنا يبقى السؤال: ما الذي يسعى إليه الإسرائيليون من وراء إصرارهم على التدخل في هذا الموضوع؟ 

في هذا الخصوص، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي إسماعيل مسلماني للميادين، ضمن المسائية،  أنّ "الإعلام الإسرائيلي أقنع شارعه بدوره في إيصال الغاز المصري للبنان ضمن خطة للرئيس الأميركي جو بايدن". 

 وقال إنّ "الهدف الإسرائيلي من التدخّل هو إبعاد لبنان وسوريا عن إيران"، إذ إنّ "هناك من يودّ ألاّ يفتح السيد نصر الله خطاً مع إيران ويكسر الحصار الأميركي". 

وبحسب مسلماني، فإنّ "الغاز القادم من مصر سيتم تبديله بالمخزون السوري، وبيروت ستحصل على الغاز من دمشق".  

#المسائية | إسماعيل مسلماني: الغاز القادم من #مصر سيتم تبديله بالمخزون السوري و #بيروت ستحصل على الغاز من #دمشق. pic.twitter.com/QffGJPdRYo

كذلك شدد على أنّ "موضوع لبنان يجب أن يناقش على مستوى الجامعة العربية"، لافتاً إلى أنّ "السعودية تعاقب لبنان والشعب اللبناني فلا تساعده".

بدوره، أوضح الخبير الاقتصادي زياد ناصر الدين للميادين أنّ "المطلوب من الدولة اللبنانية استيضاح مصر بشان مصدر الغاز"، مشيراً إلى أنّ "الواقع اللبناني لن يقبل وصول الغاز الإسرائيلي إلى لبنان". 

#المسائية | الخبير الاقتصادي زياد ناصر الدين: المطلوب من الدولة اللبنانية استيضاح #مصر حول مصدر الغاز. pic.twitter.com/zniBFKPm0p

 كما لفت ناصر الدين إلى أنّ "مصر قادرة على إرسال الغاز المصري عبر الخط العربي إلى لبنان"، قائلاً إنه "ستكون كارثة لو تم إيصال الغاز الإسرائيلي إلى لبنان بعد منعه من استخراج الغاز من مياهه". 

وأضاف أيضاً أنّ "سوريا لن تقبل بأن يمرّ غاز العدو الإسرائيلي عبر أراضيها"، معتبراً أنّ هذا الملف حساس جداً ويتطلب مواقف رسمية وواضحة من مصر، وأي خلل في هذا الأمر سيؤدي إلى واقع سيّئ لمصر ولبنان". 

#المسائية | ناصر الدين: ستكون كارثة لو تم ايصال الغاز الإسرائيلي إلى #لبنان بعد منعه من استخراج الغاز من مياهه. pic.twitter.com/INKG9q5eK7

وتابع: "ليس دور مصر إنقاذ "إسرائيل" في موضوع الغاز وفتح أسواق لها"، مشيراً إلى أنّ "أغلبية الشعب المصري ترفض موضوع التطبيع مع "اسرائيل" في موضوع الغاز". 

في السياق ذاته، أكّد الباحث السياسي والاستراتيجي أحمد بهي الدين قنديل، في حديث له إلى الميادين، أنّ "مصر حققت الاكتفاء الذاتي من الغاز منذ عام 2018"، مضيفاً أنّه "لا يوجد أي اتفاق بين الحكومة المصرية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي لاستيراد الغاز". 

#المسائية | الباحث السياسي والاستراتيجي أحمد بهي الدين قنديل: #مصر حققت الاكتفاء الذاتي من الغاز منذ عام 2018. pic.twitter.com/khuPhrhAlQ

وأضاف: "مصر لديها خط الغاز العربي الذي يربطها مع الأردن ومع سوريا، ومؤخراً هناك محاولات لتطوير هذا الخط ليشمل لبنان، وبالتالي هناك بنية أساسية يمكن الاستفادة منها في تصدير الغاز". 

وأشار قنديل إلى أنّه "يمكن للغاز أن يكون ورقة تفاوضية في يد العرب للضغط على "إسرائيل" في المستقبل"، موضحاً أنّه "لا يوجد أي اتفاق يتضمن الحكومة المصرية مع الحكومة الاحتلال في موضوع استيراد الغاز". 

وفي وقت سابق اليوم الأحد، قال وزير البترول المصري السابق، أسامة كمال، في تصريحات خاصة إلى الميادين، إنّ "مصر حالياً لا تقوم باستيراد الغاز من أي طرف".

وشرح كمال: "نظراً إلى موقع مصر الاستراتيجي وإمكانياتها الخاصة في عمليات تسييل الغاز، سواء في مصنع "ادكو" بمحافظة البحيرة  أم في محطة التسييل في محافظة دمياط، فإنها تستقبل الغاز من الأطراف الاقليميين المتعدّدين، وتقوم بتسييله لمصلحة هؤلاء الأطراف المالكين للغاز، وهي التي تقوم بتصديره لاحقاً لأي طرف أي كان، وتحصل مصر على مقابل النقل، سواء عبر البر أم البحر، ومقابل عملية التسييل".