دخيلك لحقني يا بيي.. آخر كلمات مراد محرز قبل مقتله
أكد والد الشاب “مراد محرز” في اتصال مع سناك سوري صحة الفيديو المتداول على السوشيل ميديا، مشيراً أن ولده قتل بطلق ناري يوم أمس.
امتلك الضحية “مراد محرز” بعض القوة بعد إصابته بطلق ناري مساء أمس الإثنين، ليتصل مع والده يستنجد به: “دخيلك لحقني يا بيي”، يقول الأب جملته هذه لـ”سناك سوري” ثم يختنق صوته المخنوق أكثر، وينهي حديثه السريع مع المراسلة بعبارة: “الله يبارك فيكن يا بنتي”، وأكد الأب وقوع الجريمة وأن ابنه هو الذي ظهر في الفيديو وقد تعرض لإطلاق ناري.
“مراد” شاب يبلغ من العمر 26 عاماً، وهو أكبر إخوته يعمل في أحد مقاهي حي الزراعة، كان في طريق عودته إلى منزله بقرية “اليهودية” القريبة مشياً على الأقدام كما اعتاد دائماً، لكن هذه الرحلة كانت الأخيرة.
يظهر “مراد” في فيديو صادم قبل رحيله بلحظات، وهو يقول لمجموعة أمامه أن شخصاً سأله عن طائفته ثم أطلق النار عليه.
أنين “مراد” لم يتوقف طيلة الفيديو القصير، قبل أن يخبو شيئاً فشيئاً، الشاب كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، هذا المشهد الذي وثق جريمة، لن تنساه عائلة الضحية طيلة حياتها.
استمرار الانتهاكات في جبلة.. جريمة قتل الشاب علي منى
وبحسب حديث العائلة مع سناك سوري فإن الشاب الراحل كان، يساعد والده بإعالة العائلة المؤلفة من شقيق لديه توحُّد، وأم مريضة سرطان، أما والده فيعمل سائق دراجة نارية يستخدمها لنقل الركاب، ولديه شقيق آخر يعمل بتوصيل الطلبات “دلفري” على دراجته النارية.
ولم يصدر عن محافظة اللاذقية أو قيادة الأمن الداخلي فيها أي تعليق على الجريمة، حتى ساعة إعداد هذا الخبر عند الـ12 والنصف من اليوم الثلاثاء.
وأعادت حادثة مقتل “مراد محرز” فتح النقاش حول تدهور الوضع الأمني في اللاذقية وريفها، حيث شهدت المنطقة خلال الأشهر الماضية سلسلة جرائم أثارت صدمة واسعة. وتشير منصات حقوقية أن هذه الجرائم ذات طابع طائفي وينفذها أشخاص لدوافع طائفية في معظم الأحيان.
ففي تموز الفائت قتل الشاب عامر أمون أثناء عمله مع شقيقه في قطاف “ورق العنب” بقرية البرجان في ريف جبلة، بعد أن باغتهما مسلح أطلق النار عليهما، ما أدى لوفاة عامر وإصابة شقيقه، وتداول الأهالي صوراً مؤلمة من الجنازة، ظهر فيها والد الضحية وهو يودّع ابنه فيما ما تزال آثار دمه على ثيابه.
حملة أوقفوا خطف النساء تدعو لفتح تحقيقات علنية .. جرائم ممنهجة ودوافع طائفية
وقال قائد الشرطة العسكرية في وزارة الدفاع، العميد “علي الحسن” في تصريحات نقلتها سانا حينها، إن دورياتهم توجهت إلى مكان الجريمة بالبرجان فور ورود المعلومات، وبعد التحقيقات الأولية واستجواب عدد من المشتبه بهم، تم التعرف على القاتل الذي اعترف بإقدامه على قتل شخص وإصابة آخر بعد مشاحنة كلامية، مشيراً أنه تم تحويل القاتل للقضاء العسكري لينال جزاءه.
كما شهد حزيران الماضي جريمة أخرى راح ضحيتها الشقيقان محمد ومهند من قرية درميني، اللذان كانا يعملان بجمع أوراق الغار لتأمين قوت يومهما، قبل العثور على جثتيهما في مفرق “حلة عارا”، وبحسب روايات متداولة، لم يكن للشابين أي خصومات، وكانا معروفين بحسن سيرتهما بين أبناء المنطقة.
وفي أيار الفائت فقدت قرية “زاما” طفلاً آخر هو حيدر الجردي، البالغ من العمر 14 عاماً، والذي كان يعمل أيضاً بجمع أوراق الغار لإعالة أسرته، وبينما كان في طريق عودته بعد قصّ شعره، تعرض لإطلاق نار أدى لوفاته مع ثلاثة مدنيين آخرين.
كما شهدت مدينة جبلة حادثة مؤلمة أودت بحياة الشاب “علي منى” وهو وحيد أسرته، حيث قام مسلحان بقتله أمام محله في المدينة.
ولا تغيب حوادث الخطف عن المشهد، إذ هزت قضية اختطاف الطفل “محمد حيدر” من أمام مدرسته في المدينة مطلع تشرين الأول الفائت، صدمة واسعة بين الناس، قبل أن يفرج عنه بعد شهر من دون أي توضيحات رسمية.
كما تشهد محافظة اللاذقية حوادث خطف متكررة للنساء وقد وثق مركز مناهضة العنف والكراهية عشرات حالات الخطف، مبيناً أن بعض النساء المختطفات تعرضن للتعذيب وبعضهن لم يطلق سراحهن منذ شباط 2025 حتى اليوم.
وتتزامن هذه الجرائم مع استمرار خطاب الكراهية والطائفية على السوشيل ميديا رغم أن الإعلان الدستوري يجرمهما، ومطالب مجتمعية بأن تتم محاسبة المحرضين طائفياً بشكل واضح وعلني من قبل السلطات السورية.
كلنا أولادك.. مَن يقتل شقيقَين يبحثان عن لقمة العيش بين أوراق الغار؟