دمشق-سانا
بعد أن جربت الكتابة في أجناس عدة من القصة والرواية والشعر الموزون استقرت الشاعرة إيمان موصلي على كتابة قصيدة النثر لأنها وجدتها ذات فضاء رحب للكلمة وتتناول الموضوعات بمفردات بسيطة وتصل إلى القارئ بسهولة.
موصلي تنبه من خطورة استسهال كتابة قصيدة النثر لأنها في ظل عدم استخدامها لعنصري الموسيقا والوزن يجب أن تحفل بصور مبتكرة ومفاجئة ودفقة شعورية توحد القصيدة وتخدم فكرتها كما تحتاج لعنصر الدهشة وإيجاد ظواهر جديدة لا تعتمد على مقاييس قديمة وتهتم بالصورة والمعنى دون اللجوء إلى الضبابية.
وتقول موصلي في حديث مع سانا: لا وقت محدداً للكتابة عندي فهي دفقة الهام تأتي في أي لحظة ومن الممكن أن يكون الإلهام موقفاً إنسانياً يدق نبض القلم ليكتب الشاعر بقلبه ويكون حرفه لسان حاله وأحياناً يستحضر طيف ذاكرة ما أو حتى لوحة حية تمر في حياتنا اليومية ويغتنم تفاصيلها ليولد الشعر بلغة قريبة للناس وترتقي بالذوق.
وتقف موصلي مع أي جنس أدبي يحمل قيمة ابداعية ولكنها ترى أن الشاعر الناجح يحترم كل أشكال الشعر ويجرب كل المدارس ليجد له نمطا معينا يبدع فيه ويضيف من خلاله الجديد من غير أن ينكر الموروث الشعري بوصفه التربة الصالحة لنمو الموهبة.
ويتجلى الابداع بكتابة الشعر كما تجد موصلي في ارتقاء اللغة البسيطة إلى القيمة الشعرية بمفردات مفهومة تحمل التضاد تارة والمفاجأة تارة أخرى بأسلوب مبتكر يحول العادي إلى المغاير وضمن تقنيات سرد عالية ومونولوج داخلي يتسم بالاختلاف والتنوع وبثقافة أدبية وشعرية تدل على شخصية الشاعر وتكشف عن هواجسه.
وعن دور النقد الأدبي في تشجيع ورعاية النتاج الأدبي الحالي تعتبر أنه ليست مهمة النقد الإضاءة على النقاط الإيجابية فقط بل تكمن أهميته في الإضاءة والتصويب على السلبيات ليسمو الشعر ويصل إلى مرتبة الابداع.
وتقول موصلي: لا أسمي المديح الصرف نقداً بل هو مجرد رأي شخصي له مآرب أخرى وعلى الناقد المتمكن من أدواته وصاحب الخبرة الغنية أن يلتزم بالنص وليس بكاتبه حتى ينأى بنفسه عن الرأي الشخصي ليقدم نقداً مدروساً يخدم الشعر ويرتقي به لكننا نفتقر الآن لهذه الظاهرة والنقد السائد هو للمديح فقط”.
وتدعو موصلي أصحاب الموهبة الشعرية الحقيقية إلى التواجد في المنابر الثقافية لتقديم صورة حقيقية عن مستوى الشعر في بلدنا بدلاً مما يقدم حالياً ولا يعكس في كثير منه سطوع القصيدة السورية زمن الحرب.
يذكر أن الشاعرة موصلي حاصلة على إجازة في الأدب الانكليزي صدر لها “قلبي المغفور له” و”كريستال” وفازت بجائزة الإبداع الأدبي عام 2019.
