يستخدم الباحثون تقنيات البيانات مفتوحة المصدر التي تساعد في تتبع جرائم الحرب في سوريا، لتوثيق الجرائم البيئية في أماكن مثل اليمن والعراق. فهل يمكن أن يساعد فيسبوك وغوغل إيرث في هذا الأمر وتقديم "مجرمي البيئة" للمحاكم؟

رجال الإطفاء في الموصل يحاولون السيطرة على النيران

أضرم "تنظيم الدولة" الإرهابي النار في آبار النفط بالقرب من الموصل في العراق أثناء فراره من المنطقة عام 2017

غالبًا ما يكون من السهل رؤية آثار الصراع والفساد على البيئة في الشرق الأوسط، ولكن من الصعب معالجة هذا الأمر.

وتشمل القائمة الطويلة للجرائم ضد الطبيعة في المنطقة وقائع مثل تلوث الهواء بسبب مصافي النفط في شمال سوريا، وتدمير الزراعة والصيد الجائر للحياة البرية النادرة في اليمن، والشركات المحلية التي تضخ النفايات مباشرة في المجاري المائية العراقية.

غالبًا ما يكون من غير الواضح كيفية تسجيل هذه الجرائم البيئية، ناهيك عن معاقبة المسؤولين عنها. لكن في الآونة الأخيرة، تم استخدام ما يُعرف بذكاء المصدر المفتوح OSINT - وهي معلومات متاحة مجانًا - من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام، إلى صور الأقمار الصناعية التي يمكن الوصول إليها بشكل عام، وكذا رسم الخرائط بواسطة غوغل إيرث Google Earth لإيجاد حل لتلك المسألة.

وقد تطورت أساليب جمع المعلومات حول الجرائم البيئية كنتيجة للبحث الذي تم إجراؤه حول تأثير الصراع على البيئة، كما يوضح الباحث ويم زويغننبرغ، الذي يعمل في منظمة حقوق الإنسان الهولندية (باكسPAX). وعلى سبيل المثال فإن هذه الدراسات ساعدت في توجيه جهود إعادة الإعمار والجهود الإنسانية بعد الحرب.

البحث عن مصادر المعلومات

وفي حوار له مع DW قال زويغننبرغ إنه يعتقد أن "هذا النوع من البحث المتعلق باستخدام المعلومات مفتوحة المصدر قد نشأ بدافع الضرورة".

وأضاف أن "إحدى المشكلات التي واجهناها كانت الحصول على بيانات موثوقة لمساعدتنا في تقييم نوع الضرر البيئي طويل الأمد أو الحاد الذي يمكن أن ينشأ عن الأعمال العدائية. وقد ساعدتنا وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية المتاحة مجانًا في بناء صورة أكثر وضوحًا."

ونشر زويغننبرغ عدداً من التقارير التي تم جمع بياناتها باستخدام بيانات مفتوحة المصدر على الموقع الإلكتروني الذي تديره شبكة Bellingcat ، وهي المجموعة التي تصدّرت عناوين الصحف والتي ربما اشتهرت باستخدام معلومات مفتوحة المصدر للتحقيق في أحداث كبرى مثل إسقاط رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم 17 فوق أوكرانيا وهجمات الأسلحة الكيماوية في سوريا.

أعلن في شمرا