أخ مواطن يسأل: شو ممكن نلحس هالصيفية؟

لا “فكهنّة” ولا “تحلوّن”.. لك حتى اللحس حيصير حلم

سناك سوري – حسان ابراهيم

يقولون إن «المعدة بتشبع من النظر»، و«مفتاح المعدة لقمة» وآخرون قالوا، «إذا حبيبك عسل لا تلحسوا كلُّه»، وهذا هو الحال الذي وصل إليه (الأخ المواطن) خلال العامين الماضيين، فهو مضطر لتطبيق كلِّ تلك الأقوال عليه بعد أن بات شبه حيِّ (بما أنه صار عنا أشباه من كل شي).

تنازل المواطن السوري عن الكثير من الأشياء التي كانت فيما مضى منذ زمنٍ قريب حاضرة في متناول يده، وخاصة أساسيات الأكل والشراب ومن ضمنها (الفكهنة) و(التحلون) ولمن استغرب الوصف نقول له: «تخيل أيُّها (الأخ المواطن) بعد وجبة الغدا (الدسم!!!!!) تلاقي صحن فواكه عارم بالأنواع الطيبة يناديك (قوم تفكهن) وبالتأكيد لن يكون الردُّ بالرفض وستقبل على ذلك بشكل طوعي وبكل سرور وهناء.. وصلت الفكرة؟».

أصبحت أسعار بعض أنواع الفواكه الموسمية حملاً ثقيلاً على كاهل (الأخ المواطن) المحسوب على عامة الشعب، وأصبح التعامل مع منظرها الجميل وطريقة عرضها الجذابة، يستدعي منه أن يراجع حساباته المالية قبل الإقدام على شراء كيلو غرام منها لعائلته، والتفكير بصوت داخلي في قرارة نفسه (كم قطعة بيطلع كيلو الدراق يا ترى وقديش سعر الحبة الوحدة إذا الكيلو سعره 4000؟) وصوت آخر يسأله قبل أن يتهور: (كيلو الكرز الأسود أبو حبة مكربجة معقول أدفع حقه 3000 ليرة ويخلص بيوم واحد؟) لذا فتطبيق مقولة (المعدة بتشبع من النظر) هو الحل الأمثل والأخير منه قبل الالتفات والعودة خائباً إلى بيته.

اعتدنا في فصل الصيف على سماع العبارات اللطيفة التي يرددها باعة الخضار والفواكه على المارة، من أجل لفت انتباهم للبضاعة المعروضة وتحفيزهم على شرائها (قرِّب عالأناناس ويقصد به البطيخ الأصفر مشان لا يروح الفكر لبعيد) لكن هذا ما لم يعد (الأخ المواطن) يسمعه في الأسواق، لأنَّ البائع هو أخ مواطن مثله ويشعر بحاله، وربما يخجل من ترديد عبارة الترغيب، من أجل عدم جرح مشاعره وتذكيره بالحالة المادية المزرية التي يعيشها، حتى عدم وضع تسعيرة على بعض الأنواع سببه ببعض الأحيان عدم تخويفه عن بعد واستجراره للسؤال عن السعر وبعدها بتصير التجارة شطارة، لا صوت في الأسواق باستثناء النداء (أربعة بألف يا بصل!!).

على سيرة الأناناس.. يسأل (الأخ المواطن)، عن كيفية تقشيره وتقطيعه قبل شرائه حتى، لكن الأغلبية بحسب الاعتقاد تعرف طعمه دون تناوله، من خلال أكياس الشراب الصناعي (الطبيعي متل ما بيكتبوا عليه) والمصنوع بنكهته، والتي تذوَّب في لتر من الماء البارد مع قطعة ثلج (ليش في كهربا ليكون في ثلج ومي باردة!!) ويقضى الأمر، أو من خلال وسيلة أخرى هي البوظة، التي تقبل الناس على تناولها في فصل الصيف والتلذذ بنكهاتها، لكن في ظل ارتفاع أسعار كل شيء بالبلد هل ما زال (لحس البوظة) ممكناً للجميع؟؟.

لم يعتد (الأخ المواطن) من قبل على شراء البوظة بالطابة الواحدة، كانت أيام خير وكانت الطاسة أو الكورنيه (الكورنيه يعني القبوع بس كتبناها كرمال الاتيكيت) لهما سعر واحد، لكن اليوم سعر الطابة الواحدة 800 ليرة سورية، والطابيتين بسعر 1500 ليرة (عرض مغري) فالعائلة المكونة من 4 أشخاص تحتاج إلى 6000 ليرة إذا اشتهت تناولها أثناء الكزدورة.

سابقاً، كان شراء علبة نصف كيلو أو كيلوغرام منها أمراً اعتيادياً لدى العائلة السورية، أمَّا في أيامنا هذه فقد أصبح ذلك من الممنوعات لدى أغلب العائلات، وأصبح (لحس البوظة) يحتاج إلى مراجعة للحسابات، فماذا بقي متاحاً لدى (الأخ المواطن) كي يلحسه في فصل الصيف؟!؟!.

هذا وصف مبسَّط للحال الذي يعيشه (الأخ المواطن) السوري، وما وصلت إليه الحال اليوم، حتى أصبحت حبة الفاكهة ومعها البوظة بحاجة لتفكير وحساب قبل شرائها، طبعاً هناك أساسيات تبقى هي الأهم بالنسبة لديه، منها تأمين لقمة العيش اليومية، ومحاولة التأقلم مع ارتفاع الأسعار المتتالي للمواد الغذائية الأساسية (أحدهم قال: الأسعار انخفضت بنسبة %40).

أعلن في شمرا

الأكثر قراءة