ماذا في جعبة واشنطن من جرائم بعد؟.. بقلم: عبد الرحيم أحمد

يتساءل الكثير من السوريين: هل استنفدت الولايات المتحدة كل ما في جعبتها من حقد دفين ومن سياسات وممارسات عدوانية ضد سورية وشعبها، أم لا يزال في جعبتها الكثير من الأفكار الشيطانية لشن المزيد من الاعتداءات ضد الشعب السوري؟

فالكل يعلم أن واشنطن هي من قاد جحافل الإرهاب التكفيري ضد الشعب السوري منذ عام 2011، وهي من أصدر الأوامر بتسليح المرتزقة المتطرفين وتدريبهم ونقلهم إلى سورية من أصقاع الأرض بهدف تدمير الدولة السورية والقضاء على مسارات التنمية في البلاد، وهي التي تواصل عرقلة أي تسوية سياسية تقود إلى حل سوري- سوري يحقق مصالح الشعب السوري بمستقبل أفضل.

بالأمس وبعد أن أصدرت الإدارة الأميركية ما أطلقت عليه اسم قانون مكافحة الكبتاغون الذي يشكل منصة جديدة لتشديد الحصار الاقتصادي ضد الشعب السوري، عمدت واشنطن إلى استهداف قطاع الصحة الذي يعاني بالأصل من جراء استهداف الإرهابيين للمنشآت الصحية من مشاف ومستوصفات ومصانع أدوية، لمنع هذا القطاع الذي صمد على مدار 11 عاماً من الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية للسوريين.

في الحقيقة لا يختلف أسلوب الإدارة الأميركية في الإساءة لشعوب العالم عن أساليب قطاع الطرق الذين يشتهر بهم الغرب الأميركي، فالإدارة الأميركية هي مجموعة من قطاع الطرق الذين يمارسون البلطجة والابتزاز والاحتلال وسرقة موارد الشعوب الأخرى بقوة السلاح والهيمنة التي تملكها الولايات المتحدة الأميركية.

ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية ضد الشعب السوري لا يحيط به وصف حصار جائر أو جرائم حرب أو عقاب جماعي، فهذه المصطلحات، وإن كانت جرائم بموجب القانون الدولي يندى لها جبين الإنسانية، لا تكفي للتعبير عن قساوة الجريمة الأميركية، فما ترتكبه واشنطن بحق السوريين هو عذاب كل طفل لم يستطع أهله أن يؤمنوا له الدفء في هذا البرد القارس، هو ألم كل أم لم تستطع أن تؤمن علبة حليب لطفلها الرضيع أو حبة دواء أو حاضنة في مشفى.

آلام السوريين اليوم من شح في الغذاء والدواء وغياب الدفء، هي كلها جرائم في عنق الإدارة الأميركية وكل من يقف معها، وكل من يصمت على جرائمها، وكل من يأتمر بأمرها ويمارس الحصار معها سواء أكان عربياً أم سورياً، سواء أكان مسؤولاً في دولة أم في منظمة دولية وجدت لتكون عوناً لشعوب العالم، وليس متفرجاً على مصائبها ومتاجراً بآلامها.

لقد سكت العالم بما فيه الكفاية عن جرائم الأميركيين ضد الشعب السوري، وصمتت الأمم المتحدة ومنظماتها بشكل مخزٍ على آلام السوريين من جراء الحرب والحصار الغربي، وكذلك فعل بعض العرب، لذلك فإن المطلوب اليوم من الدول العربية ودول العالم أن تعيد النظر في مواقفها ومساندة الشعب السوري لوضع حد للمأساة التي يعاني منها منذ عقد ونيف.

إن الواجب الإنساني والأخلاقي اليوم يتطلب من الدول العربية الوقوف مع سورية وشعبها ودعمها بالنفط والغاز والدواء وكسر الحصار الجائر المفروض عليها، وسورية وشعبها سترد الدين، إن لم تكن قد أسلفت مع معظم الدول العربية، ولا داعي لتعدد ماذا قدمت سورية وشعبها للدول العربية.

فهل يعلم العالم اليوم ماذا يعني حظر الولايات المتحدة على القطاع الصحي السوري تحديث تجهيزاته الطبية أو الحصول على قطع الغيار للمعدات والتجهيزات في مشافي الأطفال ومشافي الأورام وغيرها من مشاف عامة تقدم خدماتها الصحية لملايين السوريين؟

إن التحرك العاجل ليس مطلوباً من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر فقط، بل هو مطلوب من كل دول العالم لوضع حد لتمادي واشنطن في انتهاك كل القيم الأخلاقية والإنسانية والدولية.

أعلن في شمرا