"صدى الصوت".. مشروعٌ ثقافيٌ شبابيٌ ينطلقُ من طرطوس.
المشهد

طرطوس | حسن يوسف فخور 

أطلقَ مؤدي الصوت الشابُ "ربيع ديب" مشروعَ "صدى الصوت" كمبادرةٍ شخصيةٍ بالتعاونِ مع زوجتِهِ "ربا يوسف" مهندسةٌ ومخرجةٌ في إذاعةِ "طرطوس إف إم"، وصديقتِهِ "ريم سلامة" مؤديةُ صوتٍ ومغنيةٌ في فرقةِ "أوركيدا"، وطالبةٌ في قسمِ اللغةِ العربيةِ في جامعةِ طرطوس.

يشير ربيع ديب في حديث للمشهد الى أن فكرةُ المشروعِ تقوم على تحويلِ الرواياتِ والقصصِ العالميةِ المحفزةِ إلى كتبٍ صوتيةٍ؛ تستهدفُ المكفوفينَ وجرحى الجيش السوري ممن فقدَ نظرَهُ؛ إضافةً إلى الناسِ التي لا تستهوي القراءةَ، والأميِّينَ الذين لا يجيدونها، موضحاً أن المشروعُ يهدف إلى تمكين هذهِ الفئاتُ من الناسِ من الاستماع إلى الرواياتِ، بحيث ينجذبون نحو القراءةِ شيئاً فشيئاً على حد تعبيره.

ويضيف ربيع في توضيحة لهذا المشروع: "نقسم الكتبَ إلى أجزاءٍ بطريقةٍ تجعلُ المستمعَ لا يملُ، بل وينتظرُ الجزءَ التالي بشوقٍ، منوهاً بأن "صدى الصوت" حلمُهُ منذ أن كانَ جندياً احتياطياً في صفوفِ الجيشِ السوري.

وتتوزعُ المهامُ بين القائمين على المشروعِ، فيقومُ كلٌ من "ربيع" و "ريم" بمهمةِ التفريغِ الصوتيِ للكتبِ، بينما تقومُ "ربا" بعملياتِ الإخراجِ.

يؤكدُ "ربيع" أنهم بدأوا بإمكانياتٍ بسيطةٍ، "مايك" احترافي "لاب توب" بسيط، مع برنامج "أدوب أوديشن"، ويستذكرُ "ربيع" صعوباتِ تسجيلِ الحلقةِ الأولى فقال:  كانتْ درجاتُ الحرارةِ مرتفعةً جداً، والكهرباءُ مقطوعةً، وشحنُ البطاريةِ ضعيفْ للغايةِ، لكننا تجاوزنا هذه العقباتِ وسجلنا الحلقةَ الأولى باستخدامِ ضوءِ كشافِ الهاتفِ المحمولِ.

تقولُ ريم: "حبي للموسيقى والغناءِ خصوصاً؛ دفعني لحبِ كل ما يتعلقُ بالصوتِ، واخترتُ التعليقَ الصوتي؛ لأُعبِّرَ فيهِ عن الأفكارِ والأحاسيسِ التي من الممكنِ أنْ تخطرَ ببالِ أي شخصٍ يسمعني، فأحببتُ أنْ أكونَ صوتَهُ الجريءِ وأوصلَ أفكارَهُ، وأضافت: مشروعُ "صدى الصوت" فكرةٌ عظيمةٌ لنقولَ للمكفوفين، وللسوريينً الذين فقدوا نظرَهم خلالَ الحربِ _مدنيينَ كانوا أم عسكريينَ_ نحنُ عيونُكم، كما نسعى لحثِّ الناسِ غيرِ الملمينَ بالقراءةِ من خلالِ الرواياتِ التي نسجلُها على المطالعةِ، وجعلِ القراءةِ أسلوبِ حياةٍ بالنسبةِ لهم.

وتؤكدُ "ربا": يمتلكُ ربيع صوتاً رائعاً وشغفاً يسعى إليه بصدقٍ واجتهادٍ في مجالِ التعليقِ الصوتي، وأضافتْ ممازحةً: شهادتي بربيع مجروحةً كونه حبيبي أولاً وزوجي ثانياً؛ لذا سأتحدثُ عن ريم، فهي موهوبةٌ وطموحةٌ وتمتلكُ صوتاً جميلاً جداً، أرادوا أنْ يوظفوا شغفَهم بتسجيلِ الرواياتِ بأصواتِهم للناسِ المكفوفينِ وللأشخاصِ الذينَ يفضلونَ أن يستمعوا للروايةِ على أن يقرأوها، فأقوم بحكمِ خبرتي ببرامجِ المونتاجِ والصوتِ بإخراجِ الفيديوهات من المؤثراتِ الصوتيةِ التي تتناسبُ مع أحداثِ الروايةِ إلى الرؤيةِ البصريةِ؛ كي تصلَ الفيديوهاتِ إلى الناسِ بشكلٍ ممتعٍ يدفغُهم لمشاهدةِ المزيدِ، نحنُ نعملُ بجدٍ؛ أتمنى أنْ تتحققَ الغايةُ من المشروعِ ويصلِ إلى الجمهورِ المستهدفِ.

خاضَ كلٌ من "ربيع" و"ريم" تدريباتٍ في مجالِ الصوتِ والإلقاءِ الإذاعيِّ من قبلِ مذيعينَ محترفين، ويحلمُ "ربيع" بأنْ يصبحَ مذيعٌ لهُ برنامجَهُ الخاصَ في إذاعةِ طرطوس إف إم، وأن تسودَ شهرتُهُ الوطنَ العربي كمعلقٍ صوتيٍ محترفٍ.

الجديرُ بالذكرِ أن "ربيع" حصلَ على شهادةِ التعليمِ الأساسيِّ بعد تسريحِهِ من خدمةِ العلمِ الاحتياطيةِ، ويحضِّرُ نفسَهُ للحصولِ على الشهادةِ الثانويةِ؛ من أجلِ دراسةِ الإعلامِ أو الأدبِ العربي؛ كي يكونَ ملماً بقواعدِ اللغةِ والإلقاءِ الإذاعي؛ منوهاً أنهُ شغوفٌ بالإذاعةِ أكثرَ من الشاشةِ، وأنهُ يتمنى تحقيقَ حلمِهِ؛ لأنهُ يحملُ الكثيرَ من الأفكارِ التي يريدُ تقديمَها، مضيفاً أنَّ المشروعَ بمثابةِ رسالةٍ هادفةٍ يريدُ أنْ يصلَ صوتُهُ من خلالِهِ، وأنهُى حديثَهُ ممازحاً: أريدُ أنْ أصبحَ مذيعاً أكاديمياً؛ كي لا يقولَ أحدٌ أنَّهُ دخلَ بواسطةِ زوجتِهِ؛ لأنها مخرجةٌ في الإذاعةِ.

أعلن في شمرا