تؤكد معظم الدراسات العلمية أن التدخل الباكر يمكن أن يحد من تفاقم الأضرار، وأن الانتباه إلى العلامات والإشارات التحذيرية يفتح الطريق للوقاية والعلاج، وأهم العلامات هي التشويش، مثل سماع الأصوات أو الكلمات وكأنها مكتومة، وكذلك صعوبة تمييز الأصوات ذات التردد العالي مثل صوت حرف السين أو الفاء، أو الأصوات الخلفية الناعمة.

السمع هو أهم حاسة من حواس الإنسان التي تمنحه القدرة على التواصل مع الآخرين عبر الاستماع إلى ما يقولونه، وفي حال تأثره يبدأ الإنسان يفقد هذه الميزة تدريجاً مما يخلف فجوة مع المحيطين به، ليكون له تبعات مهمة على الأداء الاجتماعي والمهني والصحي.

ويحذر العلماء من عدم التعامل بجدية مع العلامات الباكرة لفقدان السمع، إذ إنها إشارات تحذيرية تستحق الانتباه إليها، والمبادرة إلى فحص السمع واتباع سلوك وقائي بحسب إرشادات الأطباء.

غالباً ما يحدث فقدان السمع التدريجي ببطء ويخفي نفسه حتى يتفاقم، ويعد أكثر شيوعاً من الفقد المفاجئ، ومن أبرز أسبابه التعرض للضوضاء العالية والمستمرة سواء في أماكن العمل أو الترفيه، لأنها تؤذي خلايا الشعر في القوقعة السمعية مسببة ضعفاً تدريجاً.

ويلعب التقدم في العمر دوراً في التأثير السلبي على السمع، لأن التغيرات داخل الأذن الدقيقة ومسارات العصب السمعي مع العمر تؤدي إلى ضعف تدريجي في السمع، خصوصاً الترددات العالية، كما أن الأدوية والمواد السامة للأذن تسبب ضرراً للخلايا السمعية أو للأعصاب السمعية، ومنها بعض الأدوية مثل الكيماويات ومضادات حيوية ومدرات البول، وكذلك بعض المسكنات والمواد الكيماوية الصناعية.

وأيضاً لا يمكن تجاهل دور الأمراض والمشكلات الصحية المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وضعف الدورة الدموية أو التهابات الأذن المزمنة، والتي يمكن أن تسهم في تدهور السمع بمرور الوقت، وكذلك العوامل الوراثية والبيئية، إذ يمكن أن تتفاعل الجينات مع العوامل البيئية مثل الضوضاء أو السموم.

اكتشاف العلامات الباكرة لفقدان السمع مهم جداً، إذ تؤكد معظم الدراسات العلمية أن التدخل الباكر يمكن أن يحد من تفاقم الأضرار، وأن الانتباه إلى العلامات والإشارات تحذيرية يفتح الطريق للوقاية والعلاج، وأهم العلامات هي التشويش مثل سماع الأصوات أو الكلمات وكأنها مكتومة، وكذلك صعوبة تمييز الأصوات ذات التردد العالي مثل صوت حرف السين والفاء أو الأصوات الخلفية الناعمة.

ويمكن للشخص أيضاً التعرف إلى نقص السمع تدريجياً لو لاحظ أن لديه صعوبة في متابعة الحديث في أماكن بها ضوضاء مثل المطاعم أو الاجتماعات، أو طلب تكرار الكلام من الآخرين، أو رفع صوت التلفزيون أو الراديو إلى مستوى أعلى مما يفعل الآخرون، ومن الأسباب العلمية للاكتشاف الباكر أيضاً طنين الأذن أو شعور بأن الأذن مغلقة أو بها ضغط، وكذلك تجنب المواقف الاجتماعية أو الشعور بالإرهاق بعد المحادثة بسبب الجهد الذهني الكبير لفهم الكلام.

وبحسب الأبحاث والدراسات المتعددة المنشورة في دوريات علمية فإن أي شخص يلحظ وجود اثنتين أو أكثر من هذه العلامات يُنصح بإجراء اختبار سمع لدى اختصاصي سمعيات أو أنف وأذن للتقييم الباكر.

ينصح المتخصصون بالحفاظ على نمط حياة صحي مثل السيطرة على السكري وارتفاع ضغط الدم والإقلاع عن التدخين والحفاظ على نشاط بدني جيد والدورة الدموية سليمة، مع تجنب أو التقليل من استخدام الأدوية أو التعرض للمواد الكيماوية المسببة لتلف الأذن أو العصب السمعي، ومراجعة الطبيب حول أخطار الأدوية الأُذنية.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن أهم إجراءات الوقاية فحص السمع الدوري وبخاصة لمن هم في مهن تجعلهم عرضة للضوضاء أو لمن لديهم عوامل خطر مثل السن أو التاريخ العائلي أو الأمراض المزمنة، مع رفع الوعي المجتمعي بضرورة حماية السمع وتثقيف الأشخاص بأن ضعف السمع ليس مقبولاً كتقاعد طبيعي من دون فحص.

ولمنع أو تأخير فقدان السمع التدريجي يوجه الأطباء ومتخصصو الأمراض السمعية بضرورة استخدام واقيات الأذن عند التعرض لأصوات مرتفعة أو ضوضاء صناعية، مع تقليل وقت التعرض للضوضاء العالية وتقليل مستوى الصوت في سماعات الرأس أو الموسيقى.

وأظهرت دراسة صادرة في يونيو (حزيران) 2024 بعنوان "فقدان السمع والنتائج النفسية الاجتماعية: تأثيرات الجوانب الاجتماعية والعاطفية والشخصية"، أن فقدان السمع ارتبط ارتباطاً كبيراً بالعزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة والقلق والاكتئاب، بخاصة حين يدخل في التفاعل مع سمات شخصية معينة مثل الانطوائية أو الانفتاحية، كما أن تراكم الأذى التأكسدي أو التعرض المستمر للضوضاء ينتج منه ضرر مستدام لخلايا الشعر ومن ثم انخفاض تدريجي في القدرة على السمع وفهم الكلام، خصوصاً في الخلفيات الضوضائية.

وفي تحليل 35 دراسة سابقة لبحث في عام 2024 "النتائج الاجتماعية بين البالغين الذين يستخدمون أجهزة السمع وزرع القوقعة: مراجعة منهجية وتحليل"، وُجد أن استخدام المعينات السمعية أو القوقعية  يرتبط بتحسن ملاحظ في نوعية الحياة الاجتماعية وانخفاض الشعور بالعجز الاجتماعي.

ونشرت مجلة "الشيخوخة" عام 2023 نتائج بحث عن "الشعور بالوحدة وخصائص الشبكات الاجتماعية بين كبار السن الذين يعانون فقدان السمع في دراسة"، والذي أجرى على 933 شخصاً بمتوسط عمر 76.8 سنة، وتبين أنه كلما ضعف السمع زاد احتمال الشعور بالوحدة بنسبة تفوق 19 في المئة، وسُجل ارتباط بين ضعف جودة الحياة السمعية والمشاركة الاجتماعية المحدودة.

وأجريت دراسة على 20 مشاركاً لبحث "تأثير فقدان السمع الشديد إلى العميق من جانب واحد على إنتاجية العمل والحاجة إلى التعافي بعد العمل"، والتي نشرت عام 2023، وأكدت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون فقدان سمع أحادي الجانب، سواء الشديد أو البالغ، أبلغوا عن انخفاض في إنتاجية العمل وزيادة في الحاجة إلى الراحة بعد العمل مقارنة بالمجموعة الضابطة.

وتحت عنوان "المهنة وتراجع السمع لمدة 20 عاماً"، تناولت دراسة نرويجية التأثير السمعي في 4525 مشاركاً بين عامي 1996 و2017، وكان متوسط تراجع السمع خلال 20 عاماً نحو 11.3 ديسيبل، ووجد الباحثون أن بعض المهن كانت مرتبطة بتراجع أكبر للسمع، مما يحذر من التأثير المهني لفقدان السمع التدريجي.

6 علامات تحذيرية للتعرف إلى فقدان السمع
6 علامات تحذيرية للتعرف إلى فقدان السمع
6 علامات تحذيرية للتعرف إلى فقدان السمع
6 علامات تحذيرية للتعرف إلى فقدان السمع
6 علامات تحذيرية للتعرف إلى فقدان السمع
6 علامات تحذيرية للتعرف إلى فقدان السمع
6 علامات تحذيرية للتعرف إلى فقدان السمع
6 علامات تحذيرية للتعرف إلى فقدان السمع
6 علامات تحذيرية للتعرف إلى فقدان السمع
6 علامات تحذيرية للتعرف إلى فقدان السمع
6 علامات تحذيرية للتعرف إلى فقدان السمع
6 علامات تحذيرية للتعرف إلى فقدان السمع
6 علامات تحذيرية للتعرف إلى فقدان السمع
6 علامات تحذيرية للتعرف إلى فقدان السمع
6 علامات تحذيرية للتعرف إلى فقدان السمع
أعلن في شمرا