يصف أطباء الدواء الجديد بأنه "ثورة" في علاج مرض السكري لأنه يستهدف أصل المشكلة المسببة له ويخضع حالياً للدراسة والتجارب السريرية في بريطانيا.
بدأت بريطانيا أولى التجارب السريرية لدواء "تيبليزوماب" الذي يصفه الباحثون بأنه سيقود "ثورة" في علاج مرض السكري من النوع الأول.
الدواء الجديد يستهدف أصل المشكلة المسببة للمرض الذي يعانيه الملايين حول العالم، إذ يعمل على إعادة برمجة الجهاز المناعي حتى يتوقف عن مهاجمة خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين من طريق الخطأ.
ويؤخر العلاج الحاجة إلى استخدام الأنسولين لمدة تصل إلى ثلاثة أعوام لكنه لا يكون فعالاً إلا إذا استخدم في المراحل المبكرة من المرض.
الدواء معتمد في الولايات المتحدة، واُستخدم لعلاج الأطفال في بريطانيا لكنه يخضع حالياً للمراجعة من قبل المعهد الوطني البريطاني للصحة وجودة الرعاية قبل تعميمه على البالغين.
وحصلت مؤسسة صحية بريطانية على إذن خاص لعلاج السيدة هانا روبنسون (36 سنة) التي أصبحت من أوائل البالغين الذين يتلقون الدواء في المملكة المتحدة بعد الكشف المبكر عن إصابتها بالمرض.
ويقدر عدد المصابين بالسكري في العالم بنحو 830 مليوناً، وفي المملكة المتحدة بنحو 4.6 مليون شخص، بينهم أكثر من 270 ألفاً مصابون بالنوع الأول من المرض، وفقاً لخدمة الصحة الوطنية البريطانية. وأودى المرض العام الماضي بحياة نحو 3.4 مليون شخص.
ولا يوجد حالياً علاج نهائي لمرض السكري، إذ يعتمد غالب المصابين على الأنسولين يومياً لتنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل خطر المضاعفات.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في حال السكري من النوع الأول يهاجم الجهاز المناعي خلايا "بيتا" في البنكرياس، مما يضعف قدرتها على إنتاج الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم.
أما "تيبليزوماب"، فيعمل على تدريب الجهاز المناعي ليتوقف عن مهاجمة هذه الخلايا، مما يؤخر الحاجة إلى استخدام الأنسولين لفترة تصل إلى ثلاثة أعوام، وفق الأطباء.
وقال الاستشاري الذي يعالج السيدة روبنسون في مستشفى "رويال ديفون وإكستر، نيك توماس، إن "تيبليزوماب" هو أول علاج "يستهدف أصل المشكلة بالفعل"، بحسب "بي بي سي".
ويقوم متخصصون في المستشفى وجامعة إكستر بإجراء أبحاث رائدة تتضمن استخدام التحاليل الجينية إلى جانب اختبارات الأجسام المضادة، لتحديد الأشخاص المعرضين بصورة كبيرة للإصابة بالنوع الأول من السكري.
وهذا يعني إمكان مراقبتهم وعرض الدواء عليهم إذا كانوا مؤهلين لذلك، مما قد يغير الطريقة التي يدار بها مرض السكري من النوع الأول، بحسب الباحثين. وتقود الجامعة البريطانية أبحاثاً سريرية متقدمة لاكتشاف الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسكري، والوقاية منه.