القلب عضو مدهش يضخ الدم المحمل بالأكسجين والمواد الغذائية للحفاظ على حياتك، وهو يعد مركز الطاقة في الجسم. يقارب حجم القلب حجم قبضة اليد، وينبض انبساطًا وانقباضًا 100000 مرة يوميًا ويضخ خمسة أو ستة لترات من الدم كل دقيقة بما يعادل قرابة 2000 غالونًا يوميًا. القلب جزء رئيسي من جهاز الدوران القلبي الوعائي الذي يشمل أيضًا الأوعية الدموية التي تحمل الدم من القلب إلى الجسم ثم تعيده إلى القلب.
عندما يخفق القلب يضخ الدم عبر جهاز من الأوعية الدموية يسمى الجهاز الدوراني، هذه الأوعية المرنة هي قنوات من العضلات الملساء تحمل الدم إلى كل جزء من أجزاء الجسم.
يحمل الدم الأكسجين من الرئتين وينقل المواد الغذائية إلى أنسجة الجسم، وكذلك ينقل فضلات الجسم مثل ثاني أكسيد الكربون بعيدًا عن الأنسجة، وهذه العملية ضرورية للحفاظ على صحة كل أجزاء الجسم واستمرار الحياة.
تقسم الأوعية الدموية إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
يبلغ طول هذا الجهاز الكبير من الأوعية الدموية (التي تضم الشرايين والأوردة والشعيرات) أكثر من 60000 ميل، أي ما يكفي ليدور العالم أكثر من مرتين!
يسكن القلب داخل الجوف الصدري، ويميل إلى يسار عظم القص بين الرئتين.
بالنظر إلى القلب من الخارج نراه مكونًا من عضلات تنقبض جدرانها لتضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم. تزود الشرايين الإكليلية على سطح القلب عضلة القلب نفسها بالدم الغني بالأكسجين. الأوعية الدموية الرئيسية التي تدخل القلب هي الوريد الأجوف العلوي والأوردة الرئوية. يغادر الشريان الرئوي القلب حاملًا الدم الفقير بالأكسجين إلى الرئتين ويغادر الشريان الأبهر القلب حاملًا الدم الغني بالأكسجين إلى باقي الجسم.
القلب داخليًا عضو مجوف مكون من أربع حجرات، ويُقسم إلى قسمين أيمن وأيسر يفصل بينهما جدار عضلي يُسمى الحاجز. يقسم كل جانب من القلب (أيمن وأيسر) إلى حجرتين، تُسمى الحجرتان العلويتان الأذينين وتستقبلان الدم القادم من الأوردة، وتُسمى الحجرتان السفليتان البطينين وتضخان الدم إلى الشرايين. يعمل الأذينان والبطينان معًا انقباضًا وانبساطًا لضخ الدم خارج القلب.
صورة متحركة تمثل نبض القلب
يعبر الدم صمامًا عندما يغادر كل حجرة من القلب، وفي القلب أربعة صمامات:
يقع الصمامان التاجي وثلاثي الشرفات بين الأذينين والبطينين، أما الصمامان الأبهري والرئوي فيفصلان البطينين عن الشرايين الكبيرة التي تغادر القلب.
تعمل صمامات القلب بنفس آلية عمل صمام المياه وحيد الاتجاه، إذ تمنع الدم من التدفق في الاتجاه الخاطئ.
يتكون كل صمام من مجموعة سدائل تُسمى الأوراق أو الشُرفات، للصمام التاجي شرفتان أما باقي الصمامات مكونة من ثلاث شرفات. تتصل الشرفات وتُدعم بإطار من نسيج ليفي متين يُسمى الحلقة يساعد على الحفاظ على شكل الصمام المثالي.
تُدعم أوراق الصمام التاجي وثلاثي الشرفات أيضًا بخيوط ليفية متينة تُسمى الحبال الوترية، وهي تشبه الحبال التي تدعم مظلة الهبوط (الباراشوت)، تمتد الحبال الوترية من أوراق الصمام إلى العضلات الصغيرة المسماة العضلات الحليمية التي تشكل جزءًا من جدار البطين الداخلي.
يعمل قسما القلب الأيمن والأيسر معًا، يُعاد النموذج الموصوف أدناه مرارًا وتكرارًا ما يحافظ على تدفق الدم باستمرار إلى القلب والرئتين والجسم.
يدخل الدم الرئتين فور عبوره الصمام الرئوي إذ ينتقل الدم من الصمام الرئوي إلى الشريان الرئوي ثم إلى الأوعية الشعرية في الرئتين، وتسمى هذه العملية الدوران الرئوي.
في الرئتين ينتقل الأكسجين من أكياس الهواء الصغيرة عبر جدران الأوعية الشعرية إلى الدم، في نفس الوقت يعبر ثاني أكسيد الكربون (الناتج عن عمليات الاستقلاب في الخلايا) من الدم إلى أكياس الهواء ويغادر الجسم عند الزفير. يعود الدم بعد أكسجته إلى الأذين الأيسر من طريق الأوردة الرئوية.
مثل كل أعضاء الجسم يتكون القلب من نسيج يحتاج إلى إمداد مستمر بالأكسجين والمواد الغذائية، ومع أن حجرات القلب مملوءة بالدم فإنه لا يتلقى أي غذاء منه، إذ يتزود القلب بالدم من طريق شبكة من الشرايين تُسمى الشرايين الإكليلية.
يتفرع شريانان كبيران من الشريان الأبهر قرب نقطة اتصال البطين الأيسر بالشريان الأبهر، وهما الشريانان الإكليليان الأيمن والأيسر.
تحدث أمراض الشرايين الإكليلية عندما تتشكل داخلها لويحة تعيق حصول القلب على كفايته من الدم، قد يؤدي ذلك إلى توسع شبكة من الأوعية الدموية الصغيرة -التي لا تكون مفتوحة عادةً- تُسمى الشرايين الثانوية لتسمح بعبور الدم حول الأوعية المغلقة إلى عضلة القلب والحفاظ على نسيج القلب من التلف.
يعمل الأذينان والبطينان معًا أي يتقلصان ويسترخيان بالتناوب لضخ الدم عبر القلب، وذلك بالاعتماد على نظام كهربائية القلب مصدرًا للطاقة.
تُحرّض ضربات القلب بدفعات كهربائية تنتقل من طريق سُبل خاصة عبر القلب.
ينبض القلب من 50 إلى 90 مرة في الدقيقة في أثناء الراحة، لكن قد تسبب التمارين والانفعالات العاطفية والحمى وبعض الأدوية تسرّع نبض القلب إلى أكثر من 100 نبضة في الدقيقة أحيانًا.
اقرأ أيضًا:
تناول القهوة بانتظام يقي من قصور القلب
هل يزيد التدين خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية؟
فرق الضغط الدموي بين الطرفين العلويين دلالة على مرض القلب وزيادة خطر الوفاة
ترجمة: نغم سمعان
تدقيق: غزل الكردي
المصدر