ريتزو، صاحب قناة يوتيوب شهير في ألمانيا
يشكل موقع يوتيوب مساحة لنشر الفيديوهات الموسيقية أو مقاطع فيديو توضيحية لخبراء التجميل والرياضة. ولكن الفيديو الذي نشره اليوتيوبر الألماني "ريتسو Rezo" الذي يحمل عنوان "تدمير حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي" أوضح أنه بإمكان يوتيوب لعب دور قوي ومؤثر في النقاش السياسي بعيدا عن الترفيه. كما باستطاعته إضعاف دور أحزاب سياسية وتقوية أخرى.
وفي ذات الإطار اكتشفت دراسة، شملت 800 تلميذ، أن 50 بالمئة من التلاميذ الألمان الذين شملهم الاستطلاع يستخدمون يوتيوب لأغراض تعليمية. فهم يقدرون بشكل كبير أهمية الفيديوهات التوضيحية. ويشير "مجلس الثقافة والتعليم" في ألمانيا، الذي طلب إجراء الدراسة، إلى الدور الثقافي ليوتيوب باأنه "أصبح منصة رائدة ومركزا ثقافيا رقميا للشباب".
يوتيوب يغير أسلوب التعليم
انتقد توماس كروغر، رئيس المركز الاتحادي للتربية السياسية، حقيقة أنه لم يتم حتى الآن الاعتراف بالبعد التعليمي لموقع يوتيوب. حيث قال خلال عرض الدراسة في برلين: "إن مفهوم الاستقلالية في التعليم للتلاميذ من خلال مواقع/ وسائط جديدة يلقى اهتماما متزايدا. لكن ذلك لا يزال يتم التقليل من شأنه لدى الأهل والمعلمين". هذه الثورة التعليمية تمت بشكل صامت ودون تسليط الضوء عليها.
وبحسب الدراسة يستخدم الطلاب موقع يوتيوب في المقام الأول لتكرار المواد التي لم يفهموها في المدرسة. كما يجد الطلاب الكثير من المعلومات التي تساعدهم في القيام بواجباتهم المدرسية والتحضير للامتحانات، بالإضافة لزيادة معرفتهم العامة. ويشكل يوتيوب مصدر إلهام في المجال الإبداعي من خلال دروس في الموسيقا والمسرح. وهو أمر يدعو لتقدير يوتيوب، وفقا للدراسة.
فيديو توضيحي للرياضيات متابع من الطلاب على يوتيوب
تحديات تواجه المعلمين
تغير عادات التعليم الحالية له أثر على آلية تأهيل المعلمين أيضا، كما يقول القائمون على الدراسة. فالأمر لا يقتصر على إبقاء المعلمين على اطلاع دائم على يوتيوب أو مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، وإنما أيضا الانفتاح على دمج سيناريوهات التعليم الذاتي في طرق التدريس التقليدية. حيث يتوقع الخبراء في "مجلس الثقافة والتعليم" أن التوجه المتزايد نحو التعليم الذاتي يفرض على المدرسين لعب دور المدربين التربويين بشكل متزايد. ومع استمرار التطور في مجال التعليم الذاتي، يتوجب على المعلمين لعب دور الشريك من خلال التقييم النقدي لمحتوى مقاطع الفيديو على شبكة الإنترنت. وذلك لتجنب الأخطاء التعليمية والمعلومات المضللة في الفيديوهات، على غرار ما يحدث في مجال الأخبار السياسية. ويشير الباحثون لأهمية التوعية من تبعات الإعلانات التجارية. فكثيرا ما يعتمد عليها "المؤثرون" في موقع يوتيوب.
ونظرا للتقييم السيء للنظام التعليمي في ألمانيا داخليا وخارجيا، يرى الخبراء أن لاستخدام فيديوهات يوتيوب فائدةد واضحة. من خلال فتح آفاق تعليمية جديدة إلى جانب "الجهود التعليمية الكلاسيكية". لتساعد بذلك على تحسين جودة التعليم.