التّصريع لغةً من صرعَ يصرَع صرعًا، وصرعَ فلانٌ فلانًا إذا طرحه أرضًا، وصرعَ العدوَّ: قتله، وصرع النجَّارُ بابًا إذا جعله مصراعين أي قسمين أو جزأين، ومنه معنى التصريع اصطلاحًا وهو أن يأتي الجزء الأخير من الشطر الأوّل الذي يُسمَّى الصدر في البيت الشعري متَّفقًا مع الجزء الأخير من الشطر الثاني الذي يسمَّى العجز في الوزن والقافية والإعراب[١]، وعرَّف ابن رشيق التصريع بأنَّه ما كانت عروض البيت الشعريّ فيه تتبعُ الضرب، فتزيد بزيادته وتنقص بنقصانه[٢]، وقال قدامة بن جعفر: هو أن يعمد الشاعر لجعل مقطع أوّل مصراع من البيت الشعريّ في القصيدة مثل قافيتها.[٣]


أمَّا حازم القرطاجني فعنده أن يكون المقطع الأخير من الشّطر الأول يُماثل مقطع كلمة القافية، وأن يتبعه في حركة مجراه أو تقييده أو تأسيسه أو وجود ردف أو اتصال بضمير أو إطلاق، وغيرها من الأمور التي تلزم القوافي[٤]، وعرَّفه أبو هلال العسكري بأن يكون الحشو في البيت الشعري مسجوعًا، وهي من ترصيع العقد إذا تمَّ تفصيله[٥]، وقسَّم ابن أبي الأصبع التصريع إلى قسمين: عروضي وبديعي، فالعروضي هو اتفاق ضرب البيت وعروضه في الإعراب والتقفية والوزن، أمَّا البديعي: فهو اتفاق آخر جزء في الصدر مع آخر جزء في العجز إعرابًا ووزنًا وقافية.[٦]


يعرَّف التصريع أيضًا بأنَّه توافق في القافية بين الصدر والعجز في البيت بغض النظر عن اختلاف الوزن، ويظهر ذلك في الأمثلة فيما يأتي:[٧]


بيت لأحمد شوقي فيه تصريع واضح، حيثُ تشابهت نهايتا الشّطرين في القافية واختلفتا في الوزن، فجاء نهاية الصدر على وزن: مستفعلن، ونهاية العجز على وزن: متفاعلن.


بيت لأحمد شوقي أيضًا على البحر الكامل، وفيه تختلف النهايتان في الوزن، فالأولى جاءت: مفعولن، والثانية على وزن: فعلاتن.

هذا البيت للشاعر ابن الأبار على بحر الرجز، فيه تصريع اختلفت فيه النّهايتان، فجاءت فيه نهاية الصدر على وزن: مستفعلن، والثانية: مفتعلن.


في قول الشاعر ابن الرومي على وهو وزن الرمل، وجاءت فيه العروض على وزن: فعلاتن، وضربه على وزن: فاعلاتن.

في قول الحارث بن حلزة تصريع في بيت على البحر الخفيف، فقد جاءت ضربه على وزن: فاعلاتن، وعروضه على وزن: فالاتن:

قول ابن الأبار أيضًا على البحر الرجز، حيث جاءت ضربه وهي نهاية الشطر الأول على وزن: مستفعلن، وعروضه أي نهاية الشطر الثاني على وزن: متفعلن.


لقراءة المزيد في باب المحسنات البديعيّة، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: المحسنات البديعية في اللغة العربية.

أعلن في شمرا