يُعرف فيتامين (د) باسم (فيتامين الشمس)، لأن الجسم ينتجه عند تعرضه لأشعة الشمس. يساهم فيتامين (د)، وهو عنصر غذائي أساسي، في الحفاظ على قوة وصحة العظام، ويعزز نمو الخلايا، ووظيفة الجهاز المناعي، وقد يضطلع بدور محتمل في علاج الاكتئاب، إذ لاحظ الباحثون أن العديد من الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب يعانون أيضًا نقص فيتامين (د).
تشير الدراسات إلى أن العديد من الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب، يعانون انخفاض مستوى فيتامين (د) في الدم، على هذا قد تكون العلاقة بينهما مرتبطة.
تشير دراسات إلى أن انخفاض مستوى فيتامين (د) خلال فترة الحمل مرتبط باكتئاب ما بعد الولادة، وهو نوع من الاكتئاب يحدث في الفترة بعد الولادة.
اكتشف الباحثون أيضًا ارتباطات محتملة بين الاكتئاب ومستويات منخفضة من فيتامين (د) لدى الأشخاص الذين يعانون النقرس، والإصابات المزمنة في النخاع الشوكي، والسكتة الدماغية، وتصلب الجزء المركزي للدماغ.
تشير بعض الدراسات إلى تحسن أعراض الاكتئاب بعد بدء تناول مكملات فيتامين (د) لدى مجموعات مختلفة من الأشخاص، مع ذلك، ما زالت هذه الفوائد المحتملة غير واضحة تمامًا.
أظهرت دراسة أجريت على أكثر من 18000 شخص يعانون الاكتئاب، أن تناول 2000 وحدة دولية يوميًا من فيتامين (د) مدة 5 سنوات لم يؤد إلى حدوث فارق في درجة الاكتئاب مقارنةً بتناول دواء وهمي. وأظهرت عدة دراسات أخرى أن تناول فيتامين (د) لم يكن له تأثير في الاكتئاب.
نظرًا للتباين في نتائج الدراسات، ثمّ حاجة ماسة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد كيفية ارتباط نقص فيتامين (د) بالاكتئاب، ولفهم كيف قد يؤثر تناول مكملات فيتامين (د) في أعراض الاكتئاب.
قد يزيد التعرض المحدود لأشعة الشمس، إضافةً إلى نمط الحياة والعمر، احتمالية انخفاض مستوى فيتامين (د) في الجسم.
التعرض لأشعة الشمس هو المصدر الرئيس لفيتامين (د) لمعظم الأشخاص. فإذا تفادى الشخص التعرض لأشعة الشمس، فإنه بذلك يحد من مستوى فيتامين (د) في جسمه ما قد يؤدي إلى نقصه .
يعتمد القدر الكافي من التعرض لأشعة الشمس على الموقع الجغرافي، والفصل المناخي، ولون البشرة. مثلًا، يحتاج الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة إلى وقت أقل تحت الشمس لتكوِّن أجسامهم فيتامين (د) مقارنةً بذوي البشرة الداكنة.
الأطعمة الغنية بفيتامين (د) قليلة، لكن يمكن الحصول عليه بكميات وفيرة بتناول المصادر الطبيعية الرئيسية لفيتامين (د):
إذا كان الشخص يتبع نظاما نباتيًا، فقد يحتاج إلى مصادر بديلة لفيتامين (د)، مثل:
بعد مقارنة البيانات من دراسة صحية شاملة أجريت في الولايات المتحدة خلال الفترة 2011-2014، وُجد أن نحو 17.5٪ من الأشخاص ذوي البشرة السمراء كانوا عرضة لخطر نقص فيتامين (د). هذا المعدل أعلى مقارنةً بالفئات الأخرى من السكان، إذ كانت نسبة الأشخاص الذين لديهم خطر نقص فيتامين (د) هي 7.6٪ بين الأشخاص الآسيويين، و2.1٪ بين البيض، و5.9٪ بين الإسبانيين
يُعزى هذا الاختلاف إلى وجود مستويات أعلى من الميلانين في بشرة الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، وهو صبغ يساهم في منح البشرة لونها الطبيعي. وفقًا للدراسات، يبدو أن الميلانين يعرقل إنتاج فيتامين (د) في الجلد.
عند الشعور بالقلق بشأن نقص إنتاج فيتامين (د)، فمن المهم استشارة مختص التغذية لتلقي النصيحة المناسبة. لتحسين مستويات فيتامين (د)، يُوصى بإضافة المزيد من الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين إلى النظام الغذائي، مثل:
وفقًا للدراسات، من المحتمل أن يكون الأشخاص الذين يعيشون على خطوط العرض الشمالية، مثل الولايات الأمريكية الشمالية، أكثر عرضة لانخفاض مستويات فيتامين (د). حال تعرض المنطقة التي يعيش فيها الشخص للشمس بشكل أقل، فقد يحتاج إلى قضاء وقت أطول خارج المنزل لزيادة مدة تعرضه لأشعة الشمس.
يوجد ارتباط بين نقص فيتامين (د) وزيادة مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30. قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون البدانة إلى كمية أكبر من فيتامين (د) مقارنةً بذوي الوزن الطبيعي، لتحقيق مستويات العناصر الغذائية الموصى بها.
إذا كان مؤشر كتلة الجسم يزيد على 30، فمن الضروري التواصل مع مختص التغذية بشأن فحص مستويات فيتامين (د)، غالبًا ما يصف الأطباء مكملات فيتامين (د) بجرعات عالية لعلاج نقص فيتامين (د).
مع التقدم في العمر، تتضاءل قدرة الجلد على إنتاج فيتامين (د) بفعالية، ما قد يؤدي إلى نقص فيتامين (د). أيضًا، يميل كبار السن إلى تقليل تعرضهم لأشعة الشمس، ما يزيد من احتمالية نقص فيتامين (د). قد يتبع كبار السن أنظمة غذائية قد لا تتضمن كميات كافية من فيتامين (د).
الاكتئاب ونقص فيتامين (د) حالتان متمايزتان، لكل منهما مجموعة من الأعراض الخاصة بها.
إذا كان الشخص لديه نقص فيتامين (د)، فقد يشعر بالآتي:
أما أعراض الاكتئاب فتشمل:
نقص فيتامين (د) والاكتئاب حالتان منفصلتان، لذا يتطلب كل منهما علاج مختلف. مع ذلك، قد يكون علاج نقص فيتامين (د) مفيدًا أيضًا في علاج حالات الاكتئاب، رغم تضارب الأبحاث بخصوص هذا الموضوع.
قد ينصح الطبيب بمعالجة نقص فيتامين (د) وأعراضه بزيادة تناول هذا العنصر الغذائي الحيوي. من طرق زيادة استهلاك فيتامين (د):
لعلاج الاكتئاب، يصف المختصون عادةً العلاج النفسي وأدوية مضادات الاكتئاب. قط تُطبق هذه العلاجات منفصلةً، أو تُدمج مع تغييرات في النمط الغذائي، وفقًا للأعراض وأهداف العلاج.
إذا كان الاكتئاب مرتبطًا بنقص فيتامين (د)، فقد يساعد زيادة تناول فيتامين (د) على تخفيف الأعراض.
إذا كان الشخص يعاني الاكتئاب، فقد تساعد الإجراءات التالية على تخفيف الأعراض:
يوصى عادة بتناول جرعة يومية من 600 وحدة دولية من فيتامين (د) لمعظم الأشخاص، مع السماح بزيادة الجرعة إلى 4000 وحدة دولية دون الحاجة إلى استشارة الطبيب، وفقًا للمعهد الوطني للصحة.
لكن نظرًا إلى الاختلافات الفردية، قد يوصي الطبيب بجرعة أعلى في بعض الحالات. تختلف الجرعات في الدراسات العلمية بالنظر إلى تأثير فيتامين (د) في الاكتئاب، إذ قد تتراوح من 4000 وحدة دولية يوميًا مدة 12 أسبوعًا إلى جرعة واحدة من 300000 وحدة دولية تؤخذ بالحقن.
لمّا كان فيتامين (د) يُمتص بواسطة الدهون في الجسم، يجب توخي الحذر عند تناول الجرعات العالية فترةً زمنية طويلة، إذ قد يؤدي هذا إلى التسمم بفيتامين (د) وارتفاع مستويات الكالسيوم، وتشكل حصيات، ومشكلات في الجهاز الهضمي، وتغيرات في الجهاز العصبي.
خلال فصل الشتاء، يقضي العديد من الأشخاص وقتًا أطول داخل المنزل، وتغيب الشمس مبكرًا في النهار. ويرتدي الناس ملابس سميكة عندما يكونون خارج المنزل، ما يعني تعريض البشرة لأشعة الشمس بشكل أقل، قد يؤدي هذا إلى نقص فيتامين (د) خلال الشتاء لدى بعض الأشخاص.
طرق للحصول على المزيد من فيتامين (د) خلال الشتاء:
اقرأ أيضًا:
قد يقلل الكالسيوم وفيتامين د من خطر الإصابة بالسرطان عند النساء ولكنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب
هل يمكن استخدام فيتامين د لعلاج الاكتئاب؟
ترجمة: حسن السعيد
تدقيق: وسام صايفي
المصدر