قد يبدو البهاق والمهق متشابهين، لكنهما ليسا كذلك. يتطور كل من البهاق والمهق بسبب مشكلات في إنتاج الميلانين، لكلا الحالتين أيضًا مكون وراثي فيما يتعلق بتطور المرض.

البهاق مرض مناعي ذاتي، وحالة جلدية تتطور عندما يهاجم الجسم الخلايا الميلانينية ويدمرها، وهي الخلايا التي تنتج الصباغ الذي يعطي الجلد لونه، أي الميلانين، لتكون النتيجة بقعًا من الجلد الأبيض في مناطق مختلفة من الجسم.

يتراوح عدد الأشخاص المصابين بالبهاق في جميع أنحاء العالم بين 0.5% و2%.

المهق مرض وراثي يؤدي إلى عدم إنتاج الجسم ما يكفي من الميلانين، أو عدم إنتاجه على الإطلاق، ما يعطي الجلد مظهرًا فاتحًا أو أبيض تمامًا، ويعاني نحو 1 من كل 20000 شخص في العالم المهق.

في حين يتطور كلا المرضين بسبب مشكلة في إنتاج الميلانين إضافةً إلى عامل وراثي، فإن بين المرضين العديد من الاختلافات.

مثلًا، يتأثر الجلد كاملًا ومنذ الولادة لدى الأشخاص المصابين بالمهق، في حين يأتي البهاق بعد الولادة، ويظهر على هيئة بقع جلدية.

قد يؤثر المهق أيضًا في العينين والجلد، في حين لا يؤثر البهاق فيهما. قد تؤثر كلا الحالتين في الشعر، لكن التأثير أكثر شيوعًا لدى مرضى المهق.

نقص تصبغ الجلد هو حالة جلدية تحدث عندما يكون الجلد كاملًا أو أجزاء منه فاتحًا بدرجة أكبر من الحالة الطبيعية. يختلف هذا عن الأشخاص المصابين بالبهاق أو المهق، الذين يعانون انعدام تصبغ الجلد.

مع أن البهاق ليس مفهومًا بشكل جيد، فإن أبحاثًا جديدة متعلقة بالحالة تسهم في تسليط الضوء على المرض المناعي الذاتي.

العرض الرئيسي للبهاق هو بقع بيضاء مستوية على الجلد. مع أن البقع قد تتطور في أي مكان على الجسم، فإن اليدين والقدمين والوجه غالبًا هي المناطق الأكثر تأثرًا. في بعض الحالات، قد يخسر الشعر وفروة الرأس صباغهما ليصبحا أبيضين.

مع أن البقع البيضاء لا تترافق عادةً مع أعراض أخرى، فإن الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية تذكر أن عددًا قليلًا من الأشخاص يشعرون بالألم أو الحكة في المناطق المصابة.

قد تتطور أمراض أخرى بسبب البهاق، وذلك بسبب الطريقة التي تؤثر بها البقع في نظرة الشخص لنفسه. قد يتطور الاكتئاب لدى نحو 54% من الأشخاص المصابين بالبهاق.

السبب الدقيق للبهاق غير واضح، لكن الخبراء يظنون أن عوامل خطر معينة مرتبطة بتطور المرض، تشمل ما يلي:

لا يوجد علاج شاف للبهاق، إذ إن العلاج ضروري فقط إذا كانت البقع الجلدية تسبب تقديرًا منخفضًا للذات أو أعراضًا اكتئابية لدى المريض.

العلاجات المتوفرة للحالة مصممة لإيقاف فقدان المزيد من الخلايا الميلانينية وإبطاء استجابة الجهاز المناعي، ما يعني عدم إلحاق المزيد من الضرر بالخلايا.

تتضمن خيارات العلاج:

في الحالات الأشد، وعندما لا يكون العلاج ناجعًا، قد يفضل الناس إجراء (إزالة التصبغ الكامل). تزيل هذه العملية الصباغ من كل مناطق الجلد، ما يؤدي إلى تطابق اللون بين المناطق المتأثرة وبقية الجسم.

يتطور المهق عندما لا تنتج الخلايا الميلانينية ما يكفي من الميلانين، ما يؤدي إلى فقدان كامل للصباغ في كامل الجسم والشعر والعينين.

مع أن المهق معروف عادةً بتأثيره في الجسم كاملًا والشعر والعينين، يُعرف شكل من الحالة بالمهق الجزئي الذي يتظاهر بشكل مختلف، ويؤثر فقط في بعض أجزاء الجسم.

الأعراض الرئيسية للمهق هي شحوب شديد في الجلد والشعر والعينين، لكن لدى الأشخاص المصابين بالحالة قد تظهر أعراض أخرى تتضمن:

في بعض الحالات، يؤثر المهق أساسًا في العينين، ما يؤدي إلى زوال تصبغ القزحية، وهو الجزء الملون من العين. قد يسبب أيضًا فقدان الصباغ في جزء العين الذي يستقبل الضوء ويُسمى الشبكية. غالبًا لا يتأثر المصابون بالمهق العيني في أي جزء آخر من الجسم مثل الجلد أو الشعر.

المهق مرض وراثي وقد ينتقل إلى الطفل إذا كان كلا الوالدين مصاب بالحالة أو يملكان الجينات التي تسبب تطوره. إن الجينات المتأثرة والتي تؤدي إلى المهق، هي الجينات التي تؤدي دورًا في إنتاج الميلانين.

لا يوجد شفاء من المهق، إذ يُركَّز العلاج على مشكلات العينين التي تتطور في سياق الحالة. يتضمن العلاج:

بسبب نقص الميلانين في جلد المصاب بالمهق، يعجز عن حماية نفسه من أشعة الشمس الضارة، ما يعني أن الأشخاص المصابين بالمهق أكثر عرضة لتطوير سرطان الجلد. لهذا السبب، يُراقب الجلد غالبًا للبحث عن الشذوذات التي ربما تتطور إلى سرطان الجلد لدى الأشخاص المصابين بالحالة.

عادةً، يتضمن تشخيص المهق فحصًا بدنيًا للبحث عن علامات الحالة على الجلد والشعر والعينين.

لتأكيد التشخيص، قد يجري الطبيب اختبارًا وراثيًا لتحديد الجين الذي حدثت فيه الطفرة وأدى إلى تطور الحالة. الاختبار الوراثي للحمض النووي هو طريقة لتشخيص النمط الذي يعانيه الشخص بدقة.

عكس المهق هو الميلانينية، حالة تتميز بإنتاج مفرط للميلانين، ما يؤدي إلى جلد وشعر داكنين جدًا.

مع أن المهق قد يحدث لدى كل من البشر والحيوانات، يمكن للحيوانات فقط تطوير الميلانينية.

قد يبدو البهاق والمهق متشابهين بسبب التأثير الأبيض الذي تمتلكه هاتان الحالتان على الجلد. الفرق الأساسي بينهما هو أن البهاق مرض مناعي ذاتي يسبب بقعًا بيضاء على الجلد، أما المهق فهو مرض وراثي يجعل الجلد يبدو فاتحًا جدًا في كامل الجسم، باستثناء حالة المهق الجزئي.

اقرأ أيضًا:

البهاق.. كل ما تحتاج إلى معرفته

البهاق ( الغياب الجزئي ل صبغة الجلد )

ترجمة: أيهم صالح

تدقيق: نور حمود

المصدر

ما الفرق بين البهاق والمهق؟
أعلن في شمرا