أورام الغدة النخامية هي أورام حميدة في الغدة النخامية، قد تتداخل مع وظيفة الغدة النخامية الطبيعية مسببةً حالات مرضية معينة. يعالج الأطباء أورام الغدة النخامية بالجراحة أو الأدوية أو العلاج الشعاعي، أو مزيج من هذه العلاجات.
ورم الغدة النخامية هو ورم غير خبيث، على عكس السرطان، فإنه لا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. لكن مع نمو أورام الغدة النخامية، قد تضغط على البنى المجاورة وتسبب أعراضًا انضغاطية.
الغدة النخامية هي غدة صغيرة بحجم حبة البازلاء تقريبًا مرتبطة بمنطقة تحت المهاد -الوطاء- خلف الأنف مباشرةً، ولها فصان أمامي وخلفي، يفرز كل منهما هرمونات مختلفة.
الهرمونات هي مواد كيميائية تنسق الوظائف المختلفة في الجسم، بحمل الرسائل عبر الدم إلى الأعضاء والعضلات والأنسجة.
تفرز الغدة النخامية العديد من الهرمونات المهمة:
تحفز الغدة النخامية الغدد الأخرى لإفراز الهرمونات، وقد يؤثر ورم الغدة النخامية في إنتاج الهرمونات.
يصنف الأطباء أورام الغدة النخامية استنادًا إلى كونها تنتج هرمونات إضافية أم لا، إذ قد تسبب الأورام التي تفرز هرمونات إضافية اضطرابات هرمونية تؤدي إلى أعراض متنوعة، وقد تحتاج أيضًا إلى تقييم ومتابعة دقيقة للمعالجة المناسبة:
أيضًا تُصنف أورام الغدة النخامية تبعًا للحجم إلى:
قد تحدث أورام النخامى في أي عمر لكنها أكثر شيوعًا لدى الأشخاص في العقدين الرابع والخامس من العمر، لدى النساء احتمالية أكبر لحدوث ورم النخامى مقارنةً بالرجال.
تتنوع أعراض أورام النخامى، إذ قد تختلف بشكل واسع اعتمادًا على عدة عوامل:
غالبًا ما تظهر أورام النخامى الكبيرة بتأثيرات كتلية، أي قد يؤثر حجمها الكبير في الأنسجة المجاورة ويسبب ضغطًا عليها، ما يزيد احتمالية تلفها، ويسبب ظهور أعراض ضاغطة مثل:
يطلق ورم النخامى الوظيفي المفرز هرمونات بشكل زائد. قد تسبب الأورام النخامية الوظيفية المفرزة ظهور أعراض متنوعة تعتمد على نوع الهرمونات النخامية التي تفرز.
نظرًا إلى أن الجسم عادةً ما ينظم مستويات الهرمونات من أجل صحة أفضل، فإن الإفراز الزائد للهرمونات النخامية من ورم حميد قد تؤدي إلى ظهور الحالات التالية:
تسبب البرولاكتينوما إفراز كميات زائدة من هرمون البرولاكتين، ما يؤدي إلى ظاهرة تعرف بفرط البرولاكتين في الجسم، تشكل البرولاكتينوما تقريبًا 25% من حالات أورام النخامى، فهي الأكثر شيوعًا بين أورام النخامى.
قد يعطل فرط البرولاكتين الوظيفة الإنجابية، بالتداخل مع الهرمونات التي تفرزها الخصيتان لدى الرجال والمبيضان عند النساء، وتشمل الأعراض التالية:
الأورام الجسدية هي أورام تنتج هرمون النمو بشكل زائد، المعروف أيضًا باسم السوماتوتروبين، وتشكل نحو 2 من كل 10 حالات أورام النخامى. تسبب هذه الأورام أعراضًا مختلفة اعتمادًا على عمر المريض.
لدى البالغين، تعد الأورام الجسدية سببًا شائعًا لحالة تُعرف باسم تضخم الأطراف، حالة نادرة لكنها خطيرة تنجم عن فرط إفراز هرمون النمو، تؤثر في العظام والأنسجة ما يؤدي إلى نموها بشكل غير طبيعي، وتسبب تضخمًا في اليدين والقدمين والرأس، ووجهًا مستديرًا بملامح غير واضحة. تؤثر أيضًا في وظائف الاستقلاب المهمة مثل تنظيم سكر الدم، وتزيد من حجم عضلة القلب.
لدى الأطفال والمراهقين، تكون الأورام الغدية الجسدية سبب العملقة، وتُسمى أيضًا ضخامة النهايات عند الأطفال وعملقة الغدة النخامية. تؤدي المستويات العالية من هرمون النمو في أجسامهم إلى طول القامة.
تُسبب أورام قشر الكظر فرط إفراز هرمون الأدرينوكورتيكوتروبين. تمثل نحو 1 من كل 10 حالات أورام نخامية. يُحفز الأدرينوكورتيكوتروبين الغدة الكظرية لإنتاج الهرمونات الستيروئيدية مثل الكورتيزول.
تُسبب الأورام القشرية متلازمة كوشينغ (زيادة الكورتيزول). وتُسبب هذه الحالة عدة أعراض:
تسبب الأورام الغدية الدرقية فرط إفراز هرمونات الدرق وهي نادرة جدًا.
يؤدي فرط إفراز هرمون موجهة الدرق الذي تفرزه النخامى إلى فرط إفراز هرمونات الغدة الدرقية، ما يسبب حالة تسمى فرط نشاط الدرق، تسرع عملية الاستقلاب في الجسم. وتنتج أعراضًا مثل:
قد يكون لفرط نشاط الدرقية أسباب عديدة، وتُعد أورام النخامى سببًا نادرًا لهذه الحالة.
تُفرز أورام الغدد التناسلية كميات زائدة من الهرمونات الجنسية، وهي الهرمون الملوتن والهرمون المنبه للجريب، وتُعد أورام الغدد التناسلية نادرة جدًا.
تُسبب هذه الأورام اضطرابًا في الطمث ومتلازمة تحفيز المبيض الزائد لدى النساء، في حين تسبب لدى الرجال صوتًا أعمق وتضخم الكيسات المنوية وتساقط الشعر من مقدمة الرأس، ونمو شعر الوجه بسرعة، وقد تسبب البلوغ المبكر.
لا يعرف العلماء بالضبط سبب أورام الغدة النخامية، لكن بعض الأورام رُبطت بالتحورات في الحمض النووي، تسبب هذه التغييرات نمو الخلايا في النخامى بشكل لا تمكن السيطرة عليه، ما يؤدي إلى تكون كتلة. قد تنتقل التغيرات الوراثية من الوالدين إلى الأطفال، لكنها عادةً ما تحدث عشوائيًا.
ترتبط أورام الغدة النخامية أيضًا ببعض الحالات الوراثية:
وجود إحدى هذه الحالات يرجح تطور أورام الغدة النخامية.
تعتمد عملية تشخيص أورام الغدة النخامية على نوع الورم ووجود أعراض، وقد تُكتشف صدفة خلال تصوير دماغي لغرض آخر.
عادةً تُعالج أورام الغدة النخامية باستخدام الجراحة، أو الأدوية، أو العلاج الإشعاعي، أو مزيج من العلاجات. نظرًا إلى اختلاف حالة كل ورم في الغدة النخامية، توضع خطة علاجية مخصصة تناسب الحالة الفردية للمريض. تُجرى هذه الخطة العلاجية بالتعاون بين المريض وفريق الرعاية الصحية لضمان تحقيق أفضل نتائج علاجية ممكنة.
إذا كان ورم الغدة النخامية صغيرًا ولا يسبب أعراضًا، يمكن التعايش معه. لكن في حالة استمرار نمو الورم، يجب تلقي العلاج.
اقرأ أيضًا:
السكتة النخامية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
قصور الغدة النخامية (نقص نشاط الغدة النخامية)
ترجمة: حسن السعيد
تدقيق: نور حمود
المصدر