خطوات أكبر وأكثر عدداً تطيل العمل وتحمي القلب
وجدت دراسة حديثة أن المشي لمسافات أطول وبخطى أسرع من شأنه أن يقلص خطر الإصابة بالنوبات القلبية بما يقارب الخمس [20 في المئة]، حتى من دون الوصول إلى الهدف الشهير الموصى به والبالغ 10 آلاف خطوة يومياً.
وفي التفاصيل أن تحليلاً شمل [بيانات] أكثر من 36 ألف شخص مصابين بارتفاع ضغط الدم، كشف أن المشي لمسافات أطول يخفض خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة في القلب والأوعية الدموية.
ووجدت الدراسة، المنشورة في "المجلة الأوروبية للوقاية من أمراض القلب"، أنه مقارنة مع عدد خطوات يومي يبلغ ألفين و300 خطوة، فإن كل ألف خطوة إضافية ارتبطت بانخفاض بنسبة 17 في المئة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وكان التأثير الإيجابي للمشي السريع ولمسافات أطول على القلب واضحاً حتى بلوغ 10 آلاف خطوة يومياً، في حين ارتبط تجاوز هذا العدد بانخفاض إضافي في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وفق تقديرات "مؤسسة [صحة] القلب البريطانية"، يعاني أكثر من ربع البالغين في المملكة المتحدة، تحديداً نحو 14.4 مليون شخص، ارتفاعاً في ضغط الدم.
وللأسف، يفاقم ارتفاع ضغط الدم خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وقصور القلب، وفق "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" ("أن أتش أس") في بريطانيا.
ولكن باحثي الدراسة يذهبون إلى إنه قبل اليوم لم يكن واضحاً مقدار النشاط البدني الذي يحتاج إليه المصابون بارتفاع ضغط الدم لتقليص أخطار أمراض القلب، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وقصور القلب.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تحدث في هذه المسألة البروفيسور إيمانويل ستاماتاكيس، من "جامعة سيدني" في أستراليا، علماً أنه تولى الإشراف على الدراسة، فقال: "وجدنا أنه كلما زادت كثافة المشي، تراجع احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة في المستقبل، خصوصاً إذا كنت مصاباً بارتفاع ضغط الدم".
بناء عليه، "تدعم هذه النتائج التوصية القائلة بأن أي قدر من النشاط البدني ينطوي على فائدة صحية مهمة، حتى وإن كان أقل من الهدف اليومي الموصى به البالغ 10 آلاف خطوة يومياً"، أضاف البروفيسور ستاماتاكيس.
حلل الباحثون بيانات 32 ألف و192 شخصاً مصابين بارتفاع ضغط الدم، وكانوا جزءاً من دراسة جماعية نهض بها "بيوبنك البريطاني" UK Biobank، شملت 500 ألف شخص، وجمعت بيانات عن النظام الغذائي، وأسلوب العيش، والمؤشرات الحيوية، والصحة العامة، لدى هؤلاء.
كجزء من الدراسة، وافق المشاركون على ارتداء جهاز إلكتروني رقمي يقيس النشاط البدني، وضعوه على معصمهم طوال سبعة أيام متتالية، ليتولى قياس المسافة التي يقطعونها وسرعة خطواتهم.
وفي المرحلة اللاحقة، واظب الباحثون على متابعة المشاركين طوال ثماني سنوات، وخلال هذه الفترة، سجلوا ألفاً و935 إصابة بمشكلات قلبية وسكتات دماغية في صفوف هؤلاء.
وبعد تحليل هذه البيانات، وجد الباحثون أن المشي بمقدار ألف خطوة يومياً انعكس انخفاضاً في الخطر الإجمالي [النوبات القلبية والسكتات الدماغية] بنسبة 17 في المئة، إضافة إلى تراجع خطر قصور القلب بنسبة 22 في المئة، والنوبات القلبية بنسبة 9 في المئة، والسكتات الدماغية بنسبة 24 في المئة.
كذلك تتبع الباحثون سرعة مشي المشاركين يومياً، وسجلوا أسرع 30 دقيقة قطعوها بمتوسط 80 خطوة في الدقيقة، وقد تبين أن المشي بهذه الوتيرة أسهم بتراجع خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30 في المئة.
ولكن فوائد المشي السريع ولمسافات أطول لا تقتصر على المصابين بارتفاع ضغط الدم، إذ وجد الباحثون أيضاً نتائج مماثلة عندما تتبعوا الحالة الصحية لدى 37350 شخصاً يتمتعون بمعدل ضغط دم طبيعي.
في النتائج، تبين أن كل زيادة بمقدار ألف خطوة في عدد الخطوات اليومية أدت إلى انخفاض متوسط في خطر الإصابة بأمراض القلب (20.2 في المئة)، وقصور القلب (23.2 في المئة)، واحتشاء عضلة القلب [نوبة قلبية] (17.9 في المئة)، والسكتة الدماغية (24.6 في المئة).
لذا، قال البروفيسور ستاماتاكيس إن "على الأطباء التشجيع على ممارسة النشاط البدني كجزء من الرعاية الطبية الأساسية، لا سيما في أوساط المصابين بارتفاع ضغط الدم. ويمكن للخلاصات هذه أن تسهم في وضع توصيات صحية عامة جديدة، مصممة خصيصاً لأمثال هؤلاء المرضى".
© The Independent