دراسة واسعة تكشف أن انقطاع النفس النومي، وهو اضطراب يصيب ملايين الأشخاص، قد يضاعف خطر الإصابة بمرض باركنسون، فيما يشير الباحثون إلى أن العلاج المبكر باستخدام أجهزة التنفس قد يقلل هذا الخطر بنسبة تصل إلى 30 في المئة.
كشف بحث جديد أن اضطراب نوم شائع، يصيب الملايين من البريطانيين، مرتبط بارتفاع كبير في خطر الإصابة بمرض باركنسون.
وفي دراسة نُشرت في مجلة "جاما" JAMA، وجد العلماء أن الأشخاص المصابين بانقطاع النفس النومي sleep apnoea، وهي حالة تسبب مشاكل تنفسية خلال النوم، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بنسبة تصل إلى الضعف مقارنة بغير المصابين بها.
ولكن الباحثين أشاروا إلى أن العلاج المبكر لهذا الاضطراب قد يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالمرض، الذي يؤثر على الحركة مسبباً الرعاش وتيبس العضلات وبطء الحركة، وسنوياً يتم تشخيص 28 ألف بريطاني به.
هذا وذكر العلماء أن تدابير الفحص الفعالة والاستخدام المتواصل لأجهزة ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر، وهو قناع يلبس لضخ الهواء باستمرار عبر الفم أو الأنف للمساعدة في منع انخفاض مستويات الأكسجين، يمكن أن يكون لها "تأثيرات كبيرة على الدماغ".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تستند هذه النتائج إلى دراسة حللت السجلات الطبية لأكثر من 11 مليون من قدامى المحاربين الأميركيين، وجمعت بياناتها في الفترة بين عامي 1999 و2022. وقد وجدت أن 14 في المئة من هذه المجموعة تم تشخيص إصابتهم بانقطاع النفس النومي.
وعند معاينة حالتهم الصحية بعد مرور ست سنوات تقريباً على التشخيص، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس النومي كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بنسبة تصل إلى الضعف.
كما وجدت الدراسة أيضاً أن المشاركين الذين استخدموا أجهزة التنفس المساعدة، وهي العلاج الأكثر شيوعاً لهذا الاضطراب، في غضون عامين من تلقي التشخيص، كانوا أقل عرضة للإصابة بالمرض بنسبة تقارب 30 في المئة.
واقترح معدو الدراسة أن الرابط بين انقطاع النفس النومي ومرض باركنسون قد يعزى إلى نقص الأكسجين لفترات طويلة، مما يضر بوظائف خلايا الدماغ ويسهم في الإصابة به.
كذلك ربطت أبحاث سابقة بين نقص الأكسجين الناجم عن انقطاع النفس النومي وارتفاع خطر الإصابة بالخرف.
وتستمر معدلات تشخيص مرض باركنسون في الارتفاع في المملكة المتحدة. ففي الوقت الحالي، تم تشخيص حوالي 166 ألف شخص بالمرض، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 173 ألفاً بحلول عام 2030. كما تقدر جمعية "باركنسون في المملكة المتحدة" Parkinson’s UK الخيرية أن آلاف الأشخاص يتعايشون مع المرض دون علمهم بالإصابة.
وقدرت دراسة نُشرت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن أكثر من 20 ألف شخص في المملكة المتحدة قد يكونون متعايشين مع المرض من دون تشخيص.
إذ حذرت المؤسسة الخيرية من أن تراكم قوائم انتظار المرضى في هيئة الخدمات الصحية البريطانية الذي تفاقم بفعل جائحة كورونا، ترك آلاف المرضى في حالة من القلق وعدم اليقين.
وتقول كارولين راسيل، الرئيس التنفيذي لجمعية باركنسون المملكة المتحدة، "إن تراكم قوائم الانتظار الطويل والمؤلم بسبب كوفيد، والتعافي البطيء لخدمات طب الأعصاب، قد ترك آلاف الأشخاص المصابين بمرض باركنسون يعانون للحصول على معاينة طبية، والبعض قد ينتظر خمس سنوات لمراجعة طبيب أعصاب".
وأضافت "كثيراً ما نسمع أنهم [المرضى] يحولون بين الخدمات المختلفة، ويعيشون حالة من عدم اليقين، يخشون الأسوأ بينما ينتظرون التشخيص".
© The Independent