دمشق-سانا

في إطار سعيها لتعزيز دور الشباب في المجتمع، أطلقت منظمة بنفسج بالتعاون مع 12 فريقاً تطوعياً مبادرة تحت عنوان “نبض التاريخ”، والتي  تهدف إلى تسليط الضوء على قدرة الشباب لإحداث التغيير الإيجابي، من خلال نشاطات تطوعية تشمل تنظيف وتجميل قصر العظم التاريخي في دمشق.

وتأتي هذه الخطوة كجزء من جهود أكبر لإعادة إحياء التراث الثقافي والحضاري السوري، وتعكس التزام الشباب بالتأثير على مجتمعهم ومحيطهم.

ويسعى القائمون من خلال هذه المبادرة، إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي كجزء من الهوية الوطنية.

وعن فكرة المبادرة يقول علاء يحيى، منسق منظمة بنفسج في دمشق وريفها: “إن المبادرة تهدف إلى إشراك 60 إلى 70 متطوعاً في عملية تنظيف وتجديد قصر العظم، حيث ستستمر الفعالية مدة يومين”.

وأضاف يحيى: “المبادرة ليست مجرد نشاط تنظيمي، بل تعكس الرغبة في حشد وسائل الإعلام للتعريف بالهدف من المبادرة ودعمها، حيث يسعى المشاركون إلى إظهار كيف يمكن للشباب أن يكونوا قوة دافعة للتغيير، ودورهم في المحافظة على التراث الثقافي، من خلال ورشات عمل توعوية تهدف إلى تعزيز مهارات الشباب في مجالات التطوع والخدمة المجتمعية.

وحول التجهيز للمبادرة أوضح يحيى أنه تمت عملية التنسيق من خلال اجتماع بين المنظمة والفرق التطوعية في دمشق وريفها، حيث طرحت فكرة المبادرة ومناقشة تفاصيلها بشكل شامل، كما تم التنسيق مع مديرية الآثار والمتاحف وإدارة قصر العظم، ما أسهم في تحديد المشاركين والوقت المناسب لتنفيذ الفعالية.

ولفت إلى أنه قبيل إطلاق المبادرة تم وضع خطة عمل دقيقة، تضمنت تحديد المهام وتوزيعها بين الفرق المختلفة لضمان سير العمل بسلاسة.

هذا التعاون برأي يحيى يعكس أهمية التنسيق بين المؤسسات المختلفة لتحقيق أهداف مشتركة، ويظهر كيف يمكن للعمل الجماعي أن يسهم في إنجاح المبادرات المجتمعية.

وأشار يحيى إلى وجود مبادرات أخرى مماثلة في مدينة حلب وغيرها، حيث يعمل 30 فريقاً تطوعياً ومنظمة ناشئة على تنظيف الطرقات وتزيينها.

وبين أن هذه الأنشطة تشمل مدناً مثل حمص وحماة واللاذقية وطرطوس، ومن المتوقع أن تتحول هذه المبادرات إلى مشروعات كبيرة، تسهم في تحسين البيئة المحلية.

واعتبر يحيى أن هذه المبادرات تسلط الضوء على أهمية التعاون بين الشباب والمجتمعات المحلية، وتعكس روح العمل الجماعي الذي يسعى إلى تحسين نوعية الحياة في المناطق المختلفة، وتعزز الروابط الاجتماعية بين الشباب والمجتمعات، ما يسهم في بناء مجتمع متماسك وواعٍ.

من جانبه أوضح سنا الله أبو كامل من فريق اليد الخضراء التطوعي أن مشاركتهم تأتي في إطار بناء سوريا الجديدة وترميمها بسواعد الشباب، حيث قام الفريق بتنظيف الغرف الداخلية للمتحف مع الحفاظ على القطع الأثرية، ما يشجع السياح على زيارة المواقع التاريخية.

ويؤكد أبو كامل أن هذه الجهود تعكس الأمل بالمستقبل، حيث يمكن للشباب أن يكونوا عنصراً مهماً في إعادة بناء وطنهم ، مضيفاً إنه من خلال هذه الأنشطة يكتسب الشباب خبرات جديدة تسهم في تطوير مهاراتهم القيادية والتنظيمية.

من جانبها جودي الحسين من  فريق بصمة حياة أوضحت  أن مشاركتها مع أكثر من 12 فريقاً تطوعياً في مبادرة ترميم قصر العظم تعكس دور الشباب الإيجابي في المجتمع، حيث عمل الفريق على تنظيم الباحة الخارجية للقصر، ما يعكس التزامهم بالمساهمة في تحسين البيئة المحيطة.

واعتبرت جودي أن هذه الأنشطة تعطي دافعاً إنسانياً للشباب، ما يساعد على تعزيز الروح الجماعية والشعور بالانتماء، مشيرة إلى أن العمل التطوعي يعزز الثقة بالنفس ويشجع الشباب على اتخاذ المبادرات في مجالات أخرى.

وتعد مبادرة “نبض التاريخ” مثالاً حياً على الجهود الشبابية الرامية لإعادة بناء المجتمع وتجميل البيئة المحيطة، ما يسهم في دعم الهوية الثقافية السورية، ويعزز من روح التعاون والعمل الجماعي، هذه المبادرات تمثل أملًا في مستقبل أفضل، حيث يمكن للشباب أن يكونوا قادة التغيير وركيزة أساسية في بناء وطنهم.

ميس العاني و مرام القباقلي

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen

أعلن في شمرا