لا بد أنك لاحظت شيئًا مختلفًا في آذان بعض الرياضيين إذا سبق لك وشاهدت مباراة مصارعة. يشير مصطلح الأذن القرنبيطية، والمعروف أيضًا باسم الورم الدموي حول سمحاق الغضروف أو أذن المصارع إلى تشوه يحدث في الأذن نتيجة تعرضها للصدمات.
تحدث الأذن القرنبيطية عند تجمع الدم في صيوان الأذن بعد تعرضها للّكم أو الضرب. يعرف الصيوان بأنه الجزء الخارجي من الأذن. يحتاج هذا التجمع الدموي، والمعروف أيضًا باسم الورم الدموي حال حدوثه إلى تلقي العلاج على الفور.
رغم عدم وجود علاج للأذن القرنبيطية، فإنه يمكن الوقاية منها حتى بعد التعرض للصدمات. لذلك يعد من المهم معرفة العلامات التحذيرية واتخاذ الإجراءات اللازمة على الفور.
إذا كنت قد تعرضت لإصابة في أذنيك أو ضربة مباشرة على جانب الرأس، تفحص أذنك الخارجية في المرآة بحثًا عن وجود أي تورمات أو كدمات. قد تلاحظ أيضًا تغيرًا في شكل أذنيك. عندما يبدأ الدم بالتجمع حول المنطقة المصابة، ستتوقف الإمدادات الدموية الجديدة عن التدفق إلى غضروف الأذن.
قد يؤدي إهمال علاج الأذن القرنبيطية إلى:
وجدت دراسة أن المصارعين ذوي الأذن القرنبيطية هم أكثر عرضة للإصابة بفقدان السمع من المصارعين غير المصابين بهذه الحالة. قد ترتبط الأذن القرنبيطية أيضًا بزيادة خطر الإصابة بالتهابات الأذن. ستحميك ملاحظة ظهور الأعراض الأولية للأذن القرنبيطية من حدوث أي مضاعفات أخرى في المستقبل، إضافةً إلى المساعدة في منع تشوه أذنك.
تظهر الإصابة بالأذن القرنبيطية نتيجة تعرض الأذن للصدمات، يتكون الجزء الخارجي للأذن من الغضروف، لا العظم. قد تتمزق الأوعية الدموية المسؤولة عن وصول الدم إلى الغضروف وتغذيته حال تعرض الأذن لإصابة ما، ما يؤدي إلى تجمع الدم بين الغضروف والسمحاق. السمحاق هو النسيج الضام الذي يحيط بالغضروف، وهو مهم لنقل الدم والغذاء إليه.
فور توقف تجدد التدفق الدموي اللازم لتغذية الغضروف، لن يتمكن غضروف الأذن من الحصول على التغذية الجديدة التي يحتاجها. ما يؤدي إلى حدوث العدوى وموت الأنسجة. قد تتشكل أنسجة ليفية جديدة حول تلك المنطقة، وتكون النسيج القرنبيطي على أذنك.
أي شخص معرض لخطر الإصابة بصدمات الرأس والأذنين معرض لخطر الإصابة بالأذن القرنبيطية. قال اختصاصي الجراحة مانيش شاه: «تزداد عوامل الخطر المتعلقة بالصدمات القوية عند الأشخاص الذين يمارسون رياضات معينة مثل الملاكمة والرياضات القتالية وكرة الماء والمصارعة، إضافة إلى استخدام مضادات التخثر».
ضع ثلجًا على مكان الإصابة فورًا. يمكنك تطبيق الثلج على مكان الإصابة مدة 15 دقيقة. هذا سيساعد على تقليل التورم وقد يمنع حدوث الأذن القرنبيطية. ثم اطلب المساعدة الطبية فورًا.
بوسع الطبيب مساعدتك بتفريغ الدم الزائد من الأذن. وذلك بعمل شق في موقع الإصابة فيمكن تفريغ الدم.
بعد ذلك، سيصف الطبيب المضادات الحيوية لتلافي حدوث العدوى. سيضع أيضًا ضمادة ضاغطة على أذنك لضمان الشفاء في الشكل الصحيح.
يجب تجنب الأنشطة التي قد تسبب صدمة إضافية لأذنك حتى تُشفى تمامًا. اسأل طبيبك متى يمكنك العودة لممارسة الأنشطة العادية. من المهم اتباع مشورة الطبيب لضمان الحصول على النتائج المطلوبة.
قد يتكرر حدوث الأذن القرنبيطية، لذلك من المهم مراقبة أذنك بحثًا عن تورم حتى بعد تفريغها. إذا لم يعالج التورم بسرعة، أو إذا كان العلاج الأولي غير ناجح، سيصبح الغضروف سميكًا ومشوهًا ويبدو مثل نبات القرنبيط، ومن هنا جاء مصطلح الأذن القرنبيطية.
تعد الأذن القرنبيطية حالة دائمة، لكن في بعض الحالات قد تكون قادرًا على تغيير المظهر بإجراء الجراحة التصحيحية المعروفة باسم رأب الأذن.
في أثناء الجراحة، سيعمل الطبيب على إجراء شق خلف أذنك للكشف عن الغضروف. ثم يعمل على إزالة جزء من الغضروف أو يستخدم القطب لإعادة تشكيل الأذن. قد تحتاج إلى تخدير كلي عند إجراء الجراحة، لكن في بعض الحالات يمكن استخدام مخدر موضعي.
من المفترض أن تكون قادرًا على العودة إلى ممارسة الأنشطة البدنية في غضون ستة أسابيع، مع أن طبيبك قد يوصي الانتظار فترة أطول.
أفضل طريقة لمنع حدوث الأذن القرنبيطية في المقام الأول هي تجنب تلقي الصدمات. إذا كنت تشارك في الألعاب الرياضية عالية الخطورة، مثل المصارعة، لذلك ينبغي عليك ارتداء خوذة واقية.
تكتسب الحماية أهمية خاصة بالنسبة إلى الأطفال. ابحث عن معدات حماية الرأس التي تضمن حماية الأذن، وتحقق من أن طفلك دائمًا يرتدي هذه المعدات عند مشاركته في الرياضات الاحتكاكية.
تحقق من أن طفلك ومدربه على علم بالعلامات المبكرة للأذن القرنبيطية وأهمية البحث عن الرعاية الطبية الفورية.
يجب عليك أيضًا التحدث مع الطبيب حول استخدام مضادات التخثر عند المشاركة في الرياضات الاحتكاكية. قد تزيد مضادات التخثر من خطر الإصابة بالأذن القرنبيطية، لذلك فإن تجنب استخدامها قبل المشاركة في هذه الرياضات قد يساعد على منع حدوث هذه الحالة.
لا تتوقف أبدًا عن تناول الأدوية التي وصفها الطبيب دون استشارته أولًا.
قد يساعد العلاج المبكر في منع حدوث الأذن القرنبيطية. من المهم أيضًا توفير الحماية لأذنيك في أثناء ممارسة الرياضات الاحتكاكية. حين يصاب الشخص بالأذن القرنبيطية، فإنها تلازمه طيلة حياته.
اقرأ أيضًا:
التهاب الأذن الوسطى: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
مرض منيير (Meniere) عندما تتسبب الاذن الداخلية بدوار مزمن
ترجمة: لارا الطراونة
تدقيق: مازن النفوري
المصدر
