تحتل الحبة السوداء أو حبة البركة في الطب العربي واليوناني قديماً مكانة كبيرة. وللحبة السوداء أهمية كبيرة وأساسية في علاج العديد من الأمراض، لا سيّما أمراض الكبد والجهاز الهضمي تحديداً.
هي عشبة نباتية، تنمو في منطقة البحر الأبيض المتوسط، لكنها تزرع في مناطق عديدة في شمال أفريقيا وآسيا والجزيرة العربية.
الاسم العلمي للنبات هو Nigella Sativa، وهو نبات قصير القامة، من العائلة النباتية التى ينتمى إليها الشمر أو الشومر، واليانسون.
تستخدم منذ القدم كنوع من العلاجات للعديد من الأمراض. كما أنها تستخدم في بعض الأطعمة كنوع من التوابل.
تحتوي ثمرة نبات الحبة السوداء أو حبة البركة، على كبسولات فيها بذور بيضاء ثلاثية الأبعاد. سرعان ما تتحول هذه البذور إلى اللون الأسود عند تعرضها للهواء.
تحتوي بذور حبة البركة على زيت عطري، وزيت دهني بنسبة تصل إلى 49٪، صابونين، نيغلين غليكوسيد، ثيموكينون، التانين والمواد المرة، الميلانثين غليكوسيد إيثيل رباعيتربين.
كما تحتوي على مواد نشطة بيولوجيا (ثيموكفينون وديثيموكفينون). وعلى أملاح K ، Mg Zn ، P ، Ca.
لا فرق بين الحبة السوداء وحبة البركة، فالتسميتان لثمار النبتة نفسها.
يطلق على الحبة السوداء أسماء كثيرة، منها: حبة البركة والكزبرة الرومانية، والكراوية السوداء، والكمون الأسود، وفي الهند عُرفت باسم "الكالونغي الأسود"، وفي بلاد فارس القديمة عرفت باسم "شونياز".
تغلب على التسميات صفة "السوداء" بسبب لونها الأسود.
بداية، لا يمكن استخدام أي متمم غذائي أو أي نوع من الأعشاب والتوابل كعلاج أو بديل عن الدواء، من دون مراجعة الطبيب، لأن آثاره الجانبية قد تكون خطيرة على الصحة.
عند تناول الحبة السوداء على الريق، من الأفضل تناول الحبوب المحمصة قليلاً من دون إضافات، فالحبوب السوداء النيئة قد تكون ثقيلة على الجهاز الهضمي.
رغم أن الحبة السوداء آمنة نسبياً، إلا أنها قد تحمل بعض الأضرار المحتملة عند استخدامها من دون استشارة المختصين. ويفضل تجنبها لدى:
1-المرأة الحامل والمرضعات والأطفال.
2- المصابون بانخفاض ضغط الدم، فقد تخفض الحبة السوداء الضغط بشكل كبير وخطير!
3- الأشخاص المقبلون على عملية جراحية (يفضل الكف عن تناول الحبة السوداء قبل موعد العملية بأسبوعين، لأنها تستخدم كعلاج لتخثر الدم).
4- مرضى السكري، فقد تؤثر على مرضى السكري بشكل خطير إن لم يتم تناولها بإشراف طبي.
5- من يتناول أدوية مضادة لتخثر الدم.
1- طفحاً تحسسياً لدى بعض الأفراد.
2- اضطراباً في المعدة أو التقيؤ أو الإمساك.
3- الاستخدام العشوائي لزيت أو جل الحبة السوداء، التهاب الجلد التحسسي التماسي.
أبحاث ودراسات كثيرة نُشرت في مختلف الدوريات العلمية، تناولت فوائد استخدام الحبة السوداء أو حبة البركة، والتي تؤكد ما ذكره الطب القديم عن هذا النبات. مثل العالم والفيلسوف ابن سينا الملقب بـ"الشيخ الرئيس" الذي ورد في كتابه الشهير "القانون في الطب"، أن حبة البركة يمكن أن تحفز الطاقة وتساعد في التغلب على الإرهاق والإجهاد.
معظم هذه الأبحاث الحديثة، أتت من روسيا والنمسا وألمانيا، حيث تكثر الدعوات إلى إحياء طب الأعشاب كطب بديل.
ورد في كتاب "الطب والرعاية الصحية" الذي نشره الموقع الإلكتروني للمجلة العلمية الروسية "مولودويّ أوتشونّي"، فوائد متعددة لبذور الحبة السوداء، منها:
· في الطب العلمي الحديث، يوصف مغلي بذور الحبة السوداء أو حبة البركة على أنه طارد للريح، ومنوم، ومسكن لألم الأسنان.
· تستخدم الحبة السوداء أو حبة البركة في علاج التهاب البنكرياس والتهاب الكبد والمرارة.
· تحتوي مستخلصات بذور الحبة السوداء، على خصائص كبدية ومضادة للأكسدة.
· الخصائص المضادة للأكسدة في الحبة السوداء، تحمي الغشاء المخاطي في المعدة من الآثار الضارة للكحول والعوامل العدوانية الأخرى. وتقلل من الحموضة، وتزيد من إنتاج المخاط وأكسيد النيتريك، وبالتالي تمارس تأثيراً جيداً في علاج مرض القرحة الهضمية.
· تحفز مستحضرات بذور الحبة السوداء إنتاج البنكرياس للأنسولين، وحماية "جزر لانجرهانس" أو جُزَيراتُ البَنْكرياس من الإجهاد التأكسدي. بالإضافة إلى ذلك، فإن مستحضرات حبة البركة تقلل من امتصاص الجلوكوز في الأمعاء وتزيد من تحمله.
· أظهرت الدراسات السريرية، أن تناول بذور الحبة السوداء، بجرعة 2 غرام في اليوم، قد تكون دواء لسكر الدم من النوع الثاني.
· بيّنت الدراسات التجريبية لمستخلصات بذور الحبة السوداء أو حبة البركة، تأثيرها على معدل ضربات القلب. وكان تأثيرها أقوى بكثير من الديلتيازيم (Diltiazem) وهو دواء يشترك بعملية توصيل الإشارات في عضلة القلب والأوعية الدموية.
· الاستخدام الطويل للحبة السوداء (شهرين) يحسن وظائف القلب، ويزيد من قوة النتاج القلبي.
· أظهرت طرق البحث الإكلينيكي العشوائية، أن تناول بذور الحبة السوداء لفترة طويلة (شهرين) يؤدي إلى تطبيع ضغط الدم، لدى المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم المعتدل.
· تمنع مستخلصات الحبة السوداء أو حبة البركة، تطور آفات القلب والأعضاء الأخرى، إذا حصل تسمم بعنصر الكادميوم (يسبب الكادميوم آثاراً سامة على الكلية والهيكل العظمي والجهاز التنفسي، ويصنف على أنه مسرطن بشري).
· تعمل مستخلصات الحبة السوداء على تحسين صورة الدهون في الدم، وتقليل البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، ولها تأثير وقائي للقلب.
· أظهرت دراسات عشوائية أن تناول 2 غرام يومياً من بذور الحبة السوداء لمدة شهر، يقلل بشكل كبير من تركيز الكوليسترول والدهون الثلاثية والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة.
· تمتلك بذور الحبة السوداء فعالية مضاد للحساسية، في علاج التهاب الأنف التحسسي.
· أظهرت الدراسات السريرية فعالية بذور حبة البركة في علاج حساسية الأنف، في غياب مفعول الأدوية المعيارية.
· المستخلصات المائية لبذور حبة البركة لها تأثير مضاد للربو. في الدراسات التجريبية، كان للثيميكوينون تأثير مريح على عضلات الشريان الرئوي.
· أظهرت الدراسات السريرية العشوائية أن حبة البركة تمنع تطور التسمم بالمواد المسمِمة المستعملة في الحروب.
· تتمتع بذور الحبة السوداء بخصائص مسكنة وخافضة للحرارة.
· أظهرت التجارب السريرية العشوائية فعالية مستخلصات بذور حبة البركة في علاج التهاب اللوزتين والبلعوم الحاد.
يحتوي زيت حبة البركة على العديد من الأحماض الدهنية الأساسيّة. كما يحتوي على مادة Nigellone، وهي أحد مضادات الأكسدة الطبيعية، وكذلك الجلوتاثيون. بالإضافة لاحتوائه على حمض الأرغينين.
· يمتلك زيت الحبة السوداء تأثيراً مفيداً على مسار التهاب القولون التقرحي، ويحمي الأمعاء من الآثار الضارة لنقص التروية.
· يعتقد الباحثون اليابانيون أن خصائص زيت حبة البركة تتجلى من خلال تثبيط تكوين السكر في أنسجة الكبد.
· يمنع زيت حبة البركة، بفضل الثيميكوينون، تطور الاعتلالات العصبية وهشاشة العظام في داء السكري.
· أفادت التجربة أن لزيت الحبة السوداء، خصائص مضادة للفطريات ومضادة للفيروسات ويعمل كمضاد للفيروس المُضخِم للخلايا البشرية.
· يمنع زيت حبة البركة تلف عضلة القلب، عند استخدام السيكلوسبورين (Cyclosporine)، وهو دواء مثبط للمناعة، يستخدم بعد عمليات زراعة الأعضاء.
· يحتوي زيت حبة البركة على خصائص موسعة للقصبات، ومعدلة للمناعة، ولها تأثير علاجي في التهاب المفاصل الروماتويدي.
· تشير الدراسات العلمية إلى وجود خصائص مناعية للمستخلصات المائية من حبة البركة (منقوع أو مغلي).
· ينشط زيت الحبة السوداء الخلايا التائية القاتلة (T) ومساعداتها (الخلايا التائية تشكل مجموعة من الخلايا اللمفاوية الموجودة في الدم وتلعب دوراً أساسياً في المناعة الخلوية)، لذلك من الأصح الحديث عن خصائص مناعية وعلاج مناعي. هذه الخصائص تجعل زيت الحبة السوداء واعداً جداً لاستخدامه في علاج الربو القصبي وأمراض الأورام.
· يقلل زيت الحبة السوداء من تلف أنسجة الرئة في حالة فرط التأكسج.
· أظهرت الدراسات السريرية العشوائية لزيت الحبة السوداء أنه يمكن استخدامه كعامل مساعد في علاج أمراض الحساسية.
· أظهرت الدراسات السريرية أن التطبيق الموضعي لمرهم حبة البركة فعال مثل مرهم بيتاميثازون (هو من أدوية الستيرويد، يستخدم لعدد من الأمراض بما في ذلك اضطرابات الروماتيزم مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والأمراض الجلدية مثل التهاب الجلد والصدفية).
· أظهرت الدراسات التجريبية أن الثيميكوينون Thymoquinone (وهو عنصر موجود في الزيت العطري المستخلص من بذور حبة البركة) فعّال في التهاب الجيوب.
· مع الاستخدام المطول لزيت حبة البركة، لوحظ انخفاض في مؤشر "الهيماتوكريت" أي النسبة المئوية لحجم خلايا الدم الحمراء من إجمالي حجم الدم، والصفائح الدموية.
- يقلل من احتمال ظهور حبّ الشباب بعد مدة شهرين من استخدام المستحضرات التي تحتوي على زيت الحبة السوداء بنسبة 10%.
- يمنح البشرة الرطوبة والحيوية.
- يساعد زيت الحبة السوداء على التئام الجروح، ويحفز نمو خلايا جديدة.
يمكن استخدام زيت حبة البركة من خلال تدليك فروة الرأس به جيداً، وفرده على كامل الشعر لمدة ثلاث ساعات قبل الاستحمام، ثم غسله بالصابون البلدي أو الشامبو والماء الدافئ.
يحتوي زيت الحبة السوداء على مضادات للالتهابات ومضادات للفطريات وخصائص مخدرة. لذلك، يعتبر مثالياً لحل مشاكل فروة الرأس، خاصة المشاكل الجلدية مثل الأكزيما والصدفية.
قدرة زيت الحبة السوداء على إيقاف تساقط الشعر من أهم فوائد هذا الزيت للشعر. إذ يحتوي زيت حبة البركة على عدد كبير من العناصر المغذية للشعر وللبصيلات.
يحتوي زيت الحبة السوداء على مواد طبيعية من مضادات الهيستامين، التي تستخدم عادة كأدوية لعلاج مرض الثعلبة، وتساعد هذه الأدوية في إعادة إنبات الشعر ولو بشكل محدود.
يعتبر زيت الحبة السوداء مثالياً لمنع الشيب وإيقافه قبل حصوله، كما أنه مفيد كذلك لاستعادة لون الشعر الطبيعي.
يساعد زيت الحبة السوداء في الحفاظ على توازن زيوت فروة الرأس، والحفاظ على رطوبة الشعر ولمعانه وزيادة نعومته وانسداله.
يحتوي زيت الحبة السوداء على مضادات الأكسدة الضرورية، للحفاظ علة الشعر وحمايته من أي تلف.
رغم كل الفوائد التي يحتويها خليط الحبة السوداء مع العسل، إلا أنه قد يكون غير آمن لبعض الأشخاص.
لذلك، يجب استشارة أخصائيي تركيب الأدوية، بشأن كيفية تحضير خليط الحبة السوداء مع العسل، وكذلك بشأن الكمية التي يجب تناولها يومياً. فالخلطات المتداولة شعبياً قد تؤدي إلى نتائج خطيرة.
من فوائد العسل مع حبة البركة أنهما قادران على تخليص الجسم من السموم، التي تؤثر على وظائف الأعضاء الحيوية في الجسم مثل الرئتين والكبد.
تتمتع كل من الحبة السوداء والعسل بخصائص تقاوم الخلايا السرطانية، لأنهما غنيان بمضادات الأكسدة.
نظراً لما تتمتع به الحبة السوداء والعسل من خصائص مضادة للإلتهابات، فإن مزيجاً مكوناً من ملعقتين من العسل مع ملعقة من الحبة السوداء وملعقتين من الطحينة، يعمل على تخفيف وتهدئة التهابات الحنجرة، خصوصاً في بداية الالتهاب.
يحتوي خليط حبة البركة والعسل أيضًا على مواد وزيوت قادرة على علاج بكتيريا الجهاز الهضمي، حيث تقضي على بكتيريا مثل E. Coli، و V. Colera.
إن تناول الحبة السوداء مع العسل بشكل يومي، يساعد في تنظيم عمل القلب، وكفاءته، وتنظيم تدفق الدم إليه. كما أنّه يعمل على علاج التخثر، وتقليل نسبة الكولسترول في الدم. كما أنّه يحسّن من مستوى الأنزيمات في القلب.
من فوائد الحبة السوداء مع العسل أنه يعالج مرض التهابات المفاصل، إذا تم تناوله بشكل يومي. فمادة الكولاجين الموجودة بهما تقلل من التهاب المفاصل.
مزيج الحبة السوداء مع العسل قادر على علاج الربو. إذ استُخدم في أحد التجارب ماء بذور الحبّة السوداء المغلي، فثبت أنَّ له تأثيرًا قويًّا مضادًّا للربو.
رغم كل الفوائد التي تتمتع بها حبة البركة، تبقى مادة قد تسبب أضراراً لمن يتناولها بإفراط ومن دون استشارة الطبيب المختص.
لذلك، على الحامل التي ترغب بتناول الحبة السوداء أو حبة البركة،استشارة طبيبها، لأنه الوحيد الملم بملفها الطبي، وبقدرة جسمها وحملها على تحمل الحبة السوداء.
فهناك انقسام بالرأي. بعض المختصين يعتبرها مادة غير آمنة للحامل والرضيع وإن كانت مدرة للحليب. فالاستخدام العشوائي للحبة السوداء له مخاطر على الحامل تصل إلى الإجهاض. والبعض الآخر من المختصين يعتبر استخدامها باعتدال لا يضر.
يتم تحضير واستخراج مستحضرات طبية متنوعة من الحبة السوداء أو حبة البركة، على شكل أقراص، وكبسولات، وشراب، وزيوت.
بالإضافة إلى ما سبق، يمكن تناولها من خلال إضافتها (مقدار رشة) إلى مختلف أنواع الأطعمة المطهوة والسلطات وحتى العصائر، حسب الرغبة.
كما يمكن إضافتها إلى الشاي وجميع أنواع المشروبات الساخنة (زهورات) أو شرب منقوع الحبة السوداء لوحدها.
من الممكن تناولها عالريق أو مع الأكل أو بعد الطعام. ومن الأفضل استشارة أخصائيي تركيب الأدوية، لاستخدام آمن.
