يجب عدم الخلط بين التكيسات البشرانية وبين الكيسات الدهنية، إذ تُعد التكيسات البشرانية كتلًا متحركةً على شكل قبة مليئة بمادة الكيراتين، ونادرًا ما يكون لهذه الكيسات علاقة بالسرطان، ومعظمها لا يرافقها أي أعراض. ومن الأفضل عدم محاولة التشخيص الذاتي للحالة الجلدية وعدم محاولة تصريف الكيس، لأن ذلك قد يجعل الأمور أسوأ وقد يؤدي إلى العدوى. لذا يجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية للمساعدة.

التكيسات البشرانية هي التكيسات الأكثر شيوعا في الجلد، وتُعرف أيضا بأسماء مثل الكيس الجلدي والكيس البشري والكيس الكيراتيني. وغالباً ما يشار إلى التكيسات البشرانية بأنها أكياس دهنية مع إن هذا الاسم خاطئ، لأن هذا العرض لا يتضمن الغدّة الدهنية، ويجب استخدام مصطلح (كيس دهني) فقط عند الإشارة إلى الكيس الدهني المتعدد.

عادةً ما تظهر التكيسات البشرانية بشكل كتلة متحركة ببطء ومتدرجة الحجم مليئة بمادة الكيراتين، وتقع أسفل سطح الجلد. وقد تكون أحجامها متراوحة ما بين 0.5 سم إلى عدة سنتيمترات.

غالبًا ما توجد فتحة صغيرة ملونة بلون داكن على سطح التكيسات البشرانية، وترتبط بالكيس الذي يقع أسفل سطح الجلد. ومن خلالها يستطيع طبيب أمراض الجلد تصريف مادة الكيراتين.

عمومًا، تُعد التكيسات البشرانية ورمًا حميدًا (غير سرطاني)، إلا في حالات نادرة (بنسبة 1%) من الأورام الخبيثة التي تنشأ داخل الكيس.

قد توجد التكيسات البشرانية في أي مكان على الجلد، ولكنها أكثر شيوعًا على الوجه يليه الصدر أو الظهر أو فروة الرأس أو العنق أو الساقين الذراعين أو الأعضاء التناسلية. وغالبًا ما تكون دون أعراض، لكن تراكم مادة الكيراتين داخل الكيس قد يزيد من حجمه ويصبح مؤلمًا، وفي النهاية قد ينفجر ما يؤدي إلى تصريف مادة تشبه الجبن ولها رائحة كريهة بلون أبيض إلى أصفر.

قد يكون التكيس البشراني مثيرًا للقلق إذا امتلك أيًّا من الخصائص الآتية:

من الصعب على الشخص غير المتخصص أن يميز الانتفاخ أهو كيس أم شيء آخر. لذلك تجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية لضمان تشخيص صحيح.

تنتشر التكيسات البشرانية خلال سنوات البلوغ المبكرة حتى منتصف العمر البالغ (من عمر 20 إلى 60 عامًا)، ونادرًا ما تظهر الكيسات القاطعة للجلد قبل سن البلوغ، مع إنها قد تظهر في أي عمر، وتُعد أكثر شيوعًا بمقدار واحد ونصف بين الذكور مقارنة بالإناث. ومن الجدير بالذكر إنها غير معدية.

عادةً لا تختفي تمامًا بنفسها ما لم تُزل جراحيًا بواسطة عملية جراحية. لكنها قد تتقلص في الحجم وتبقى دون أعراض فترة طويلة، وقد لا تظهر حاجة إلى أي علاج، وبهذا قد تظل التكيسات البشرانية موجودةً طوال الحياة.

تتكوّن التكيسات البشرانية من البَلعم الجريبي، الذي يعد جزءًا من بصيلة الشعر، وتتشكل عندما يتعطل البلعم الجريبي أو عندما يُغرس سطح الجلد تحت الجلد نتيجة إصابة أو أذية في المنطقة، مثل خدش أو جرح أو حالة جلدية مثل حب الشباب.

تحدث معظم التكيسات البشرانية على نحو عشوائي، ولا توجد أطعمة أو مشروبات معروفة تؤثر في التكيسات البشرانية.

قد ترتبط بعض الحالات الوراثية بظهور العديد من التكيسات البشرانية، ومنها:

قد ترتبط بعض الأدوية بزيادة خطر ظهور التكيسات البشرانية وتشمل:

العرض الرئيسي للتكيسات البشرانية هو وجود كتلة صغيرة قابلة للتحرك تحت الجلد، ولا تكون الكتلة مؤلمةً عادةً، لكنها قد تتورم أحيانًا وتصبح مؤلمةً عند اللمس، وقد يكون الجلد في منطقة الكيس أحمر أو دافئًا.

يستطيع مقدم الرعاية الصحية تشخيص التكيسات البشرانية بسهولة عادةً بالفحص البسيط للجلد، وأحيانًا قد يجري عملية استئصال لاستبعاد تنشؤات الجلد الأخرى. وإذا اشتبه بأن التكيسات البشرانية خبيثة، قد يطلب الاختبارات الآتية:

غالبًا ما يمكن ترك التكيّسات البشرانية دون علاج ومراقبتها، فهي ليست خطيرة خصوصًا إذا لم تسبب أي أعراض. أما إذا أصبحت التكيسات ملتهبةً أو مؤلمةً، فقد ينظر مقدم الرعاية الصحية في علاج التكيسات البشرانية بما يأتي:

لا تحاول شق الكيس وتصريفه بنفسك، إذ قد يسبب ذلك العدوى وانتشارها، ومن المرجح أن يعود الكيس مرةً أخرى. ولدى القلق بأنها أصيبت بالعدوى مسبقًا، يجب الاتصال بمقدم الرعاية الصحية الذي قد يستخدم مضادات حيوية.

تشمل مخاطر استئصال التكيّسات البشرانية جراحيًا احتمالية نزيف صغير وعدوى، وعادةً ندبةً صغيرةً في المنطقة التي أزيل منها الكيس.

قد تساعد الكمادات الساخنة فوق التكيسات البشرانية في تقليل الالتهاب والألم. وعادةً ما تكون التكيسات البشرانية تلقائية فيصعب الوقاية منها، لكن يُنصح عمومًا بتجنب إصابة الجلد، ومعالجة حالات الجلد التي قد تتسبب في إصابة الجلد، مثل حب الشباب. ولا توجد أية أدوية يمكنها منع تطور التكيسات البشرانية.

من الممكن الانتظار لرؤية تطور الكيس أو إذا كان سيتحسن بمفرده، ويُنصح بعدها بمناقشة خيارات العلاج مع مقدم الرعاية الصحية.

تظل التكيّسات البشرانية أحيانًا صغيرة الحجم وبلا أعراض مدة تصل إلى عدة سنوات. لكنها قد تزداد أيضًا في الحجم مع مرور الوقت، وقد تصبح مزعجةً أو مهيجةً، وفي هذه الحالة تجب مناقشة خيارات العلاج مع مقدم الرعاية الصحية

يتنوع ذلك اعتمادًا على مدى إزعاج الكيس. فقد تكون التحديات أكبر بالنسبة لبعض الأشخاص، خاصةً إذا كان الكيس في مكان مرئي جدًا مثل الوجه أو فروة الرأس، أو إذا كان مؤلمًا.

دائمًا ما تجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية عند اكتشاف كتلة على الجلد، فقد يكون الأمر متعلقًا بالتكيسات البشرانية أو نوع آخر من الكيسات أو شيئًا آخر، وهو القادر على تقديم تشخيص واضح وخطة علاج. ويُنصح بتجنب التشخيص الذاتي والاعتماد على الإنترنت. وفي هذه الحالة عمومًا، بالوسع سؤال مقدم الرعاية الصحية ما يلي:

الخلاصة

يجب عدم التردد في الاتصال بمقدم الرعاية الصحية أو طبيب الأمراض الجلدية أو جراح التجميل لدى وجود أسئلة أو مخاوف تتعلق بالجلد، حتى لو كانت لأسباب تجميلية فهذا لا يقلل من أهمية العناية بالجلد، ويجب الحذر ﻷن الكتلة على الجلد قد تكون تكيسًا بشرانيًا غير ضار، أو قد تكون تشخيصًا أكثر خطورة، ويجب الاعتماد على مقدم الرعاية الصحية للحصول على تشخيص وخيارات علاج صحيحة.

اقرأ أيضًا:

خمس نصائح لحماية البشرة في الصيف

العناية بالبشرة للرجال: ما تحتاج إلى معرفته

ترجمة: عقيل الحسن

تدقيق: منال توفيق الضللي

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر

التكيسات البشرانية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
أعلن في شمرا