حال تعرض شخص لتوقف عمل القلب، قد تؤدي عملية الإنعاش القلبي الرئوي دورًا حاسمًا في زيادة فرص نجاته.
حتى في حال عدم امتلاك مهارات الإنعاش، تمكن المساعدة بتطبيق إنعاش القلب، بالضغط فقط ببساطة.
لضمان أفضل فرص النجاة، يجب اتخاذ إجراء فوري، إذ يجب البدء بعملية الإنعاش القلبي الرئوي فورًا، في حين يتصل شخص آخر بالإسعاف.
الإنعاش القلبي الرئوي هو طريقة لإنقاذ حياة شخص يعاني توقف عمل القلب، أي توقف ضخ الدم، بمحاولة إعادة تشغيل القلب.
إنها تقنية بسيطة يستطيع أي شخص تعلمها، العنصر الرئيس في الإنعاش القلبي الرئوي هو ضغط الصدر، ما يساعد على تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية حتى يعود نبض القلب إلى طبيعته. يطبق المسعف التنفس الاصطناعي بضخ زفير يحمل الأكسجين إلى رئتي المريض، ما يسهم في توفير الأكسجين اللازم لجسمه.
تساعد تلك العمليات معًا على زيادة فرص نجاح عملية الإنقاذ، وتعزيز فرص بقاء المريض على قيد الحياة.
يمكن تذكر خطوات الإنعاش القلبي الرئوي بالتسلسل بتذكر الحروف CAB
يُعد الإنعاش القلبي الرئوي إجراءً طبيًا حيويًا يهدف لإعادة تشغيل وظيفة القلب والرئتين للشخص المصاب، عندما ينفذ شخص ما عملية الإنعاش، فإنه ببساطة يضمن استمرار تدفق الدم المؤكسج والأكسجين في جميع أنحاء الجسم، إذ يؤدي القلب والرئتان عادةً هذه الوظيفة بانتظام، لكن في بعض الحالات، يحتاج الشخص المصاب إلى مساعدة خارجية لتحفيز هذه العملية الحيوية.
يوفر الإنعاش القلبي الرئوي المساعدة للأشخاص الذين لا يمتلكون نبضًا أو قدرة على التنفس ذاتيًا.
يحتاج أي شخص بأي عمر إلى الإنعاش في الحالات التالية:
يقدر أن نحو 60% من الأشخاص الذين يتعرضون لتوقف قلبي خارج المستشفى، لا يحصلون على المساعدة فورًا. أما إذا أُجري لهم الإنعاش القلبي الرئوي فور دخولهم حالة توقف القلب، فإن فرصتهم في النجاة تتضاعف.
قبل بدء عملية الإنعاش القلبي الرئوي، يُنصح باتباع الخطوات التالية:
في أثناء تنفيذ الإنعاش القلبي الرئوي، يجب على شخص ما جلب جهاز صدمات القلب الكهربائية الخارجي الآلي لاستخدامه لإنعاش القلب.
إذا كان فريق الإنقاذ مؤلف من شخص واحد، يجب على المسعف وضع يده برفق على جبين الرضيع لتثبيت رأسه بشكل مناسب، وتوفير مجرى تنفسي صحيح، ثم استخدام إصبعين من اليد الأخرى للضغط على الصدر، مع الحرص على أن تصل هذه الضغطات إلى نصف عمق صدر الرضيع. عدد عمليات الضغط والتنفس مماثل لعددها لدى البالغين.
حال كان فريق الإنقاذ مؤلف من شخصين، بوسع الشخص الأول تقديم التنفس الاصطناعي، في حين يضغط الآخر على الصدر بواسطة الإبهامين. بوضع كل إبهام فوف منتصف الصدر أي أسفل الحلمة، ووضع باقي الأصابع على الجوانب، ثم تنفيذ عمليات الضغط باستخدام الإبهامين.
بوسع الشخص إجراء الإنعاش القلبي الرئوي وإن لم يكن لديه تدريب كافٍ. إذا أصيب مراهق أو شخص بالغ بسكتة قلبية، يجب الاتصال بالإسعاف على الفور ثم الضغط على الصدر حتى وصوله، ما يسمى «الإنعاش القلبي الرئوي باليدين فقط». بتوزيع الأكسجين في جسم الشخص، إذ يهدف الضغط على الصدر إلى توزيع الأكسجين في جسم المصاب بفعالية، ما يساعد الشخص الذي يعاني توقف القلب، حتى وصول شخص مدرب على تقديم الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي بشكل صحيح.
يجب ضغط الصدر في عمليات الإنعاش القلبي الرئوي بمعدل 100 – 120 ضغطة في الدقيقة.
ينبغي الاستمرار في تنفيذ عمليات الإنعاش القلبي الرئوي حتى يستعيد الشخص وعيه، أو وصول الإسعاف. حال شعر الشخص الذي يجري الإنعاش بالتعب، يحل آخر محله.
بعد أن تتولى فرق الإسعاف الأولي الاعتناء بالشخص الذي يتلقى الإنعاش القلبي الرئوي، يُنقل إلى المستشفى سريعًا. حال نجاة الشخص، يتحقق الأطباء من وجود أي ضرر قد لحق بالأعضاء نتيجة لنقص التأكسج. ويحددون أيضًا سبب التوقف القلبي، مع تقديم العلاج الضروري لذلك.
يدخل العديد من الأشخاص الناجين من التوقف القلبي حالة غيبوبة، ينجو منها زهاء النصف.
بالحفاظ على تدفق الدم في جسم الشخص، يساعد الإنعاش القلبي الرئوي على منع الضرر الناجم عن توقف القلب عند الشخص المصاب بالسكتة القلبية.
قد ينقذ الإنعاش القلبي الرئوي حياة الشخص إذا تلقى العلاج مباشرة بعد تعرضه لتوقف القلب. يعيش نحو 25% من الأشخاص الذين يتلقون الإنعاش القلبي الرئوي الفوري في المستشفى ويعودون إلى منازلهم بعد فترة. نحو 11% من الأشخاص الذين يتلقون الإنعاش القلبي بعد توقف القلب خارج المستشفى، يبقون على قيد الحياة.
تنجم مخاطر الإنعاش القلبي الرئوي عن قوة الضغط المطلوبة على الصدر للحفاظ على تدفق الدم. قد تحدث كسور في الأضلاع وإصابات في الأعضاء داخل الصدر في أثناء الإنعاش. لكن الأمر يستحق المخاطرة لإنقاذ حياة الشخص.
قد يحتاج الأشخاص الذين عانوا أزمة قلبية واستعادوا الوعي بعد دخولهم حالة غيبوبة إلى عدة أشهر لتتحسن مشكلات الذاكرة والتعلم والتركيز، وقد يعاني الأشخاص الناجون من أزمة قلبية أيضًا مشكلات متعلقة بالصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
عند إجراء الإنعاش القلبي الرئوي، قد يحدث كسر في الأضلاع، نتيجة الضغط الكبير الذي يجب تطبيقه على الصدر، بهدف ضخ الدم من القلب ليصل إلى جميع أنحاء الجسم.
اقرأ أيضًا:
الحلقة الأولى من سلسلة الإسعافات الأولية، الإنعاش القلبي الرئوي
الحلقة الثالثة عشرة من سلسلة الإسعافات الأولية كيف تتعامل مع النوبة القلبية؟
ترجمة: حسن السعيد
تدقيق: نور حمود
المصدر