يمكن القول إن جميع المشاريع والمبادرات التي تتحدث عن استعمار القمر بشقيها الحكومي وتلك التي تنبع من القطاع الخاص التجاري الأميركي، ما هي إلا محاولات لإعادة ضبط الفضاء باتجاه مشاريع قديمة. ويحاول علماء من "ناسا" ومستثمرون مؤيدون لنهجها إبراز فكرة الذهاب إلى القمر، مستغلين بذلك الفترة العصيبة التي يمر بها مشروع استعمار المريخ الذي يقوده إيلون ماسك.

سؤال الاقتصاد المزدهر على سطح القمر طُرح منذ أعوام عدة، ويمكن إرجاعه إلى حقبة "ناسا" القديمة بزعامتها التقليدية والتي تركز على البحث العلمي، وذلك قبل وصول إيلون ماسك إلى سدة عرش الفضاء الأميركي، الذي تزامن مع إعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب مطلع العام الحالي. لأن السؤال اليوم عن استعمار القمر لا يعد سؤالاً ملحاً بقدر السؤال عن استعمار المريخ، خصوصاً في ظل دعم الرئيس ترمب مشاريع استعمار ذلك الكوكب الجار في المجموعة الشمسية. ويمكن القول إن جميع المشاريع والمبادرات التي تتحدث عن استعمار القمر بشقيها الحكومي، أو تلك التي تنبع من القطاع الخاص التجاري الأميركي، ما هي إلا محاولات لإعادة ضبط الفضاء الأميركي باتجاه مشاريع قديمة، إذ يحاول علماء من "ناسا" ومستثمرون مؤيدون لنهجها إبراز فكرة الذهاب إلى القمر مجدداً، مستغلين بذلك الفترة العصيبة التي يمر بها مشروع استعمار المريخ الذي يقوده ماسك، خصوصاً بعد فشل بعض تجارب إطلاق صواريخ "ستارشيب" التابعة لشركة "سبيس أكس".

ملخص الفكرة

يمكن تلخيص فكرة بناء اقتصاد مزدهر على المريخ التي تداولتها وكالات إخبارية ومواقع علمية بما كتب على موقع "ذا زكربيرغ ريبورت" thezuckerbergreport.com تحت عنوان، هل يمكننا بالفعل بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر وحوله؟ حيث يتزايد الاهتمام بتطوير اقتصاد قمري يشمل الفضاء بين الأرض والقمر، بين مختلف دول العالم. لذلك، شكل هذا المفهوم محور تركيز رئيس في ندوة الفضاء الـ40 لمؤسسة الفضاء الأميركي في كولورادو سبرينغز التي عقدت من السابع إلى الـ10 من أبريل (نيسان) الماضي.

ندوة الفضاء

وترى الندوة أنه لإقامة اقتصاد قمري لا بد من توفير بنية تحتية أساس مثل الطاقة الموثوقة للعمليات القمرية المستمرة، إذ يعد هذا أمراً جوهرياً وبالغ الأهمية. وتعد "لوكهيد مارتن" من بين الشركات التي تتصور مستقبلاً يستضيف فيه القمر أنشطة بحثية وتجارية دولية، مما قد يحوله إلى نظام بيئي صالح للسكن بحلول عام 2044. وأكد مدير الاستراتيجية في "لوكهيد مارتن" روب تشامبرز خلال الندوة أن الاقتصاد المستدام على سطح القمر يجب أن يقدم شيئاً ذا قيمة كبيرة للأرض. وبينما لا تزال هناك تحديات، فإن الأفكار الأساس لهذا التطور الاقتصادي المهم تتبلور ببطء شديد.

إشارة مهمة

من الضروري الإشارة هنا أيضاً إلى أن أنصار فكرة استعمار القمر وبناء مشاريع اقتصادية هناك، يلعبون خلال هذه الأوقات على وتر حساس بالنسبة إلى الجمهور الأميركي، وهو وتر المنافسة الشرسة بين الفضاءين الأميركي والآسيوي تحديداً، ممثلاً في اليابان والصين. ويدور تنافس شرس لاستعمار القمر بحجة قربه من الأرض، ويروج هؤلاء العلماء الأميركيون لفكرة تسارع وتيرة سباق الوصول إلى القمر التي تلقى أصداءها لدى النخب أيضاً في الولايات المتحدة، حتى إن هذه الفكرة تؤثر بصورة واضحة على قرارات ودعم الرئيس ترمب لمشاريع حليفه القديم إيلون ماسك.

القمر_هو_الأقرب_للانسان_الصورة_من_موقع_بوابة_مايكروسفت_للاخبار.jpg


كثير من العمل الشاق

وفي هذا السياق، يرى ليونارد ديفيد وعدد من خبراء مواقع الفضاء المتخصصة الأميركيين أن هناك كثيراً من العمل الشاق لاستدامة هذه الفكرة المدرة للدخل، مؤكداً أن "لدينا في الأقل بعض الأفكار حول كيفية البدء في هذا المشروع". ويرى ديفيد أنه "بات من الممكن بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر، خصوصاً مع التزايد الكبير في عدد المركبات الفضائية التي تشق طريقها إلى أقرب جار للأرض، حيث يحظى الفضاء القمري أو المنطقة الممتدة من كوكبنا إلى القمر باهتمام كبير هذه الأيام من قبل مستثمرين أميركيين".

الترويج للفكرة

 وتنظر شركة "لوكهيد مارتن" نظرة ثاقبة إلى أساسات البنية التحتية القمرية، وتعتقد أنه بحلول عام 2044 قد يعج القمر بالأبحاث الدولية والبنية التحتية التجارية، مما سيحول سطحه القاحل إلى نظام بيئي صالح للعيش. ويذكر أن هذه الشركة نظمت فعالية ترفيهية فضائية عرضت من خلالها تجربة "سباق أكواريوس ريجوليث"، وهو عرض توضيحي للعبة فيديو فضائية تدور أحداثها المثيرة على سطح القمر، وهي من إنتاج شركة "لوكهيد مارتن". وقدمت اللعبة للمرة الأولى ضمن ندوة الفضاء خلال أبريل 2025.

رسم_فني_قديم_للقاعدة_القمرية_المبتكرة_المحتملة_الصورة_منذ_2023وهي_أيضا_لناسا.png


توصيل وتشغيل

يقول الخبراء "لدينا في الأقل بعض الأفكار حول كيفية البدء في هذا العمل"، إذ اتضح أن الطاقة التي تسمح بالعمليات الليلية والنهارية على القمر لتشغيل أية معدات قمرية تعد ضرورة أساساً لا طموحاً عادياً، إذا أرادت البشرية تطوير اقتصاد قمري حقيقي. وأطلق خبراء هذا المشروع على هذه الفكرة اسم عملية "التوصيل والتشغيل"، وناقشت ندوة الفضاء الـ40 لمؤسسة الفضاء التي عقدت من السابع إلى الـ10 من أبريل الماضي فكرة أن يصبح الفضاء القمري مصدر دخل كبير للكون بصورة مكثفة. وقال مدير استراتيجية الاستكشاف في "لوكهيد مارتن" روب تشامبرز "إذا أردنا الذهاب إلى أي مكان فلا أرى بديلاً لصناعة نظام شمسي داخلي، نطور فيه مشاريع القمر بصورة كبيرة. ويجب أن يكون اقتصاد القمر أساس أي اقتصاد يدفع سكان الأرض ثمنه"، لذلك تنظر "لوكهيد مارتن" نظرة ثاقبة إلى أساسات البنية التحتية القمرية.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

العثور على ماء القمر

بدوره لفت مهندس استكشاف الفضاء في "لوكهيد مارتن" تيموثي سيشان إلى نقطة حاسمة في هذا المشروع وهي العثور على الماء، الذي يعد القوة الهائلة الأساس في إنتاج الطاقة على سطح القمر. وقال لوسائل إعلام "نحن نركز على الماء، بالتالي على وقود الهيدروجين والأوكسجين كمنتج رئيس للطاقة التي تشكل أساس الاقتصاد".

إعادة إحياء

في السياق ذاته سعت وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة الأميركية (DARPA)، وفق مقالة للكاتب الصحافي المتخصص في مجال الفضاء جوش دينر منذ أغسطس (آب) 2023، لبناء "اقتصاد تجاري مزدهر" على القمر خلال 10 أعوام، مما يجعل المشروع الذي أعلنته "لوكهيد مارتن" تأكيداً لهذه الفكرة لاستثمار القمر اقتصادياً، ومحاولة لإعادة إحياء ذلك المشروع القديم. وسعت إدارة البحث والتطوير في البنتاغون إلى دراسة البنية التحتية للطاقة والاتصالات على القمر. وتسعى وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة (DARPA)، وفق دينر، أيضاً إلى تطوير تقنيات سريعة لدعم أسس بنية تحتية قمرية متكاملة منذ ذلك الوقت.

عرض_توضيحي_للعبة_فيديو_من_إنتاج_شركة_لوكهيد_مارتن_عُرض_في_ندوة_الفضاء_في_أبريل_٢٠٢٥_حقوق_الصورة_للمصورة_باربرا_ديفيد_عبر_موقع_سبس_دوت_كوم.png


توحيد المجتمع العلمي

وستسعى دراسة قدرات البنية القمرية لـ10 أعوام التي تسمى اختصاراً "لونا 10" (LunA-10) إلى توحيد ما تعده الوكالة جهوداً متفرقة داخل المجتمع العلمي، وذلك بهدف وضع إطار تكنولوجي متنوع لتسهيل الأنشطة الفضائية حول القمر وعلى سطحه خلال العقود المقبلة، ومن المقرر أن تستمر دراسة DARPA سبعة أشهر، وستشمل مقدمي الخدمات القمرية والمستخدمين، وفقاً لبيان نشر على موقع الوكالة الإلكتروني حينها. وخلال ذلك الوقت قال مدير البرامج في مكتب التكنولوجيا الاستراتيجية التابع لـDARPA مايكل ناياك، ضمن بيان صحافي، "ستشهد الأعوام الـ10 المقبلة تحولاً جذرياً في اقتصاد القمر". وللمساعدة في تسريع هذا التحول المهم، سيحدد مشروع LunA-10 الشركات التي لديها خطط عمل دقيقة تقنياً، وسيعزز الابتكار التعاوني بينها لإنشاء خدمات متعددة ومجدية تجارياً على القمر بحلول عام 2035 تقريباً.

هل ما زال بإمكاننا بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر؟
هل ما زال بإمكاننا بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر؟
هل ما زال بإمكاننا بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر؟
هل ما زال بإمكاننا بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر؟
هل ما زال بإمكاننا بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر؟
هل ما زال بإمكاننا بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر؟
هل ما زال بإمكاننا بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر؟
هل ما زال بإمكاننا بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر؟
هل ما زال بإمكاننا بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر؟
هل ما زال بإمكاننا بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر؟
هل ما زال بإمكاننا بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر؟
هل ما زال بإمكاننا بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر؟
هل ما زال بإمكاننا بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر؟
هل ما زال بإمكاننا بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر؟
هل ما زال بإمكاننا بناء اقتصاد مزدهر على سطح القمر؟
أعلن في شمرا