حلب-سانا

بدأت فعاليات المؤتمر السنوي لتاريخ العلوم عند العرب اليوم بنسخته الثامنة والثلاثين في مدرج معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب.

ويشارك في المؤتمر علماء وباحثون يمثلون جامعات ومؤسسات تُعنى بالتراث من سورية وإيران ومصر وليبيا والجزائر وسلطنة عُمان والإمارات والعراق والأردن والاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، ويناقشون على امتداد خمس جلسات 45 بحثاً جديداً، إضافة إلى 12 ملصقاً جدارياً تعرض خلال أيام المؤتمر، وتشمل مجالات تاريخ العلوم الطبية والتطبيقية والأساسية والتراث العمراني والآثار عند العرب.

رئيس جامعة حلب الدكتور ماهر كرمان ذكر في كلمته أن المؤتمر يحتفي اليوم بالطبيب العربي عمار بن علي الموصلي، تأكيداً على الإرث الخالد الذي تركه العرب للعالم، مشيراً إلى دور معهد التراث العلمي العربي على مستوى سورية والوطن العربي منذ تأسيسه قبل 49 عاماً في مواظبة تنظيم المؤتمر السنوي باعتباره فرصة ثمينة لصون تراث الأجداد الذي رفد التطور والعلم بكنوز ثمينة منذ عصور طويلة.

بدورها لفتت عميدة المعهد الدكتورة بثينة جلخي إلى أن المؤتمر يحظى بدعم كامل من جامعة حلب للارتقاء بالعلم وفق ما تركه العلماء العرب من أساسات متينة تشكل خميرة صالحة للخروج بنتائج مهمة في التطور والحداثة.

الباحث الوافد من سلطنة عمان الدكتور أسعد بن خلفان العامري بين أن المؤتمر يكتسب أهميته من تعدد محاوره ضمن مجالاته العلمية المتعددة، ويشكل إحدى التظاهرات العلمية الضخمة والبناءة على مستوى الوطن العربي بمساهمته في إبراز الحضارة والتراث العربيين وإسهامات العلماء العرب فيهما بمختلف مجالات العلوم وانعكاساتها على الواقع، موضحاً أن محوره يركز على العمارة الدفاعية في سلطنة عمان وأشكالها وسماتها والجهود المبذولة للحفاظ عليها وأبرز المقارنات العمرانية بينها وبين قلعة حلب التاريخية وجهود الدولة السورية في إعادة تأهيلها باحترافية.

ونوه رئيس الجمعية الفلكية السورية الدكتور محمد العصيري بأهمية إقامة المؤتمر في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة جراء العدوان الصهيوني المتواصل على فلسطين ولبنان وسورية للفت انتباه العالم بأكمله إلى حضارة المنطقة الموغلة بالتاريخ، موضحاً أن المنطقة في معركة ثقافية ضد إرهاب عالمي تتعرض له من خلال تشويه الحقائق والتاريخ، ما يستدعي حماية وصون التاريخ والتراث.

وتحدث رئيس جامعة الشارقة حميد النعيمي خلال مشاركته عن بُعد عن التطور والقفزات النوعية التي تحققها سورية في مختلف العلوم من خلال كوادرها وقواها العلمية الوطنية، ولاسيما في علم الفلك وانضمامها للاتحاد الدولي للفلك في النمسا، ما يعكس دورها المحوري في مجال العلوم جامعةً بين العلوم في التراث والعلوم الحديثة والخروج بمخرجات نوعية من خلال الأبحاث المقدمة على مستوى محلي وعربي وإقليمي.

يذكر أن الطبيب العربي عمار بن علي الموصلي قد ولد في العراق خلال القرن العاشر الميلادي وتنقل بين الأقطار العربية بحثاً عن التطوير في مجال طبابة العيون وجراحتها ومعالجتها، وهو أول من أبدع في تصميم المقدح الأجوف لشفط الساد الطري والذي ما زال يجري حتى الآن.

أوهانيس شهريان

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen

أعلن في شمرا