تدريبات حكومية مجانية على الحرب النووية وقيام الساعة

مع انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية ازداد الحديث عن إمكانية اندلاع مواجهة نووية قد تودي بالكوكب بأسره إلى ما لا يحمد عقباه.

وفي الأيام القليلة الماضية، عاد الحديث عن المواجهة النووية مجدداً إلى الواجهة مع زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي “نانسي بيلوسي”. إلى “تايوان” رغم التهديدات الصينية لمنع تلك الزيارة.

دول نووية كبرى تتصارع، وتهديدات بحروب قد تقيم الساعة فعلاً لا قولاً، قد يفنى هذا الكوكب بكبسة زر على حقيبة الصواريخ النووية كما يحدث في أفلام “هوليوود”، ولكن ماذا سيحدث.

هذا وقد رأيت فيما يرى النائم أن مخاوفي من القيامة النووية تحققت، فلم أشعر بشيء، لأنني سبق وأن جربت خوض تجربة العيش في الجحيم.

تدريبات حكومية مجانية على الحرب النووية وقيام الساعة
تدريبات حكومية مجانية على الحرب النووية وقيام الساعة

جرّبت أن أعيش بدرجة حرارة تتجاوز الأربعين دون كهرباء، جرّبت الحلم بماء بارد في أوج ظهيرة صيفية، جرّبت الانقطاع عن العالم في عصر السرعة والتواصل لأن طلّاب البكالوريا يتقدمون إلى امتحاناتهم والوزارة تخشى الاختراقات.

لقد جرّبت أن أكمل شهراً  براتب يكفي أسبوعاً، جرّبت انتظار رسائل الغاز والبنزين والمازوت والسكر والرز والخبز وحتى البرغل دون جدوى.

تدرّبت جيداً على القرارات الليلية المفاجئة والموت المفاجئ والحياة بالصدفة، تعلّمت معنى الرباط حين وقفت أنتظر السيرفيس، ومعنى المصابرة على طابور الخبز، تعلّمت الزهد حين أشتهي وجبة دسمة أو حبة فواكه فلا أجدها، تلقّنت دروسي جيداً.

والآن، لا يهمني اندلاع حرب نووية أو قيام الساعة، لأنني تحضّرت جيداً لهذه اللحظة وتحضّرت للجحيم بعد أن كفرت بكل الشعارات والمبادئ والقيم، ولم أعد آبه له لأنه ببساطة سبق ومرّ عليّ، ولذلك فإني أشكر الحكومات المتعاقبة التي حسبت هذا الحساب وعلّمت شعبها الصبر ودرّبته على القيامة فلم تعد تخيفه التهديدات النووية وبات يواجهها بقلب عامرٍ بالإيمان بأن ( أكتر من البطاقة الذكية ما مسخ الله).

أعلن في شمرا

الأكثر قراءة