هل يمكن أن يظهر في روسيا أطفال معدلون وراثيا؟

تحدثت الأكاديمية الروسية، أولغا دونتسوفا، على هامش مؤتمر العلماء الشباب عما إذا كان من الممكن ظهور أطفال معدّلين وراثيا في روسيا.

شهد العالم منذ 4 أعوام ضجة مدوية حيث وُلد توأمان هما البنتان (لولو) و(نانا) في الصين، وتم "تعديلهما" وراثيا حتى قبل الولادة. فقد وُلد الطفلان من أنبوب اختباري، ولكن بعد الإخصاب في المختبر تم قطع عدة أقسام من جينوم التوأمين، ثم زرع الجنين في الرحم. وكان والد البنتيْن مصابا بفيروس نقص المناعة البشرية، أما أمهما فلم تكن كذلك. وبهذا جعلت لولو ونانا محصنتيْن ضد فيروس نقص المناعة، وهذه الحصانة، كما هو مخطط له، يجب أن يرثها أطفالهما.

ربما عوّل مؤلف التجربة الفريدة من نوعها، عالم الوراثة الصيني (هي جيانكوي) الذي ألقى خطابا في مؤتمر دولي لنيل شهرة عالمية. ومع ذلك، فقد تلقى إدانة دولية حيث قيل إن "الأناس ليسوا آلات! فهل من المعقول أن يصطف في المقبل من الأيام إلى علماء الوراثة طابور من الآباء الراغبين في تعديل أطفالهم وراثيا وفقا لـ "مشاريعهم" هم؟ واندلعت فضيحة خطيرة. وتم حظر مثل هذه التجارب في جمهورية الصين الشعبية حيث تم سجن العالم المجرِّب.

وماذا عن لولو ونانا؟ - كانت الأسرة سرية طوال هذا الوقت: فلا يعرف أحد أسمي الوالدْين، أما اسما البنتيْن فهما من الأسماء المستعارة. بينما تم تسريب معلومات إلى وسائل الإعلام تفيد بأن البنتيْن تبدوان عاديتيْن، ولا تعانيان من مشاكل صحية ، وكلتاهما تخضعان لرقابة مستمرة من قبل العلماء. حتى أن الصين تريد، حسب وسائل الإعلام"  إنشاء مركز بحوث خاص لدراستهما، لأنه من غير المعلوم ما ستسفر عنه هذه التجربة الجريئة على الأطفال.

فما موقف العلماء الروس  من الأطفال المعدلين وراثيا؟ وقد دار الحديث في هذا الموضوع على هامش مؤتمر العلماء الشباب الذي عقد في 1 – 3 ديسمبر  في سوتشي الروسية.

قالت العضوة في أكاديمية العلوم الروسية والأستاذة في جامعة "سكولتيخ" الروسية، أولغا دونتسوفا :" كل شيء ممكن في الحياة ، لكن لا يمكننا دائما احتساب ما سيسفر عنه. وفي هذه المرحلة من تطور العلم، لن أتجرأ على التدخل في هذه الآلية المعقدة وهي الإنسان".

 وأضاف مدير معهد الكيمياء العضوية في أكاديمية العلوم  ألكسندر حبيبوف قائلا:" في كثير من الأحيان، حتى عند استبدال الجين المسؤول عن شيء ما في الفأر، أو تشغيل (إدخال) جين بوظيفة متغيرة ، يتبين أن الفأر بعيد عما توقعه العلماء. وفي بعض الأحيان لا توجد تغيرات على الإطلاق، وأحيانا أخرى هناك مجموعة من الآثار الجانبية، وحتى من الآثار الفتاكة. ويحدث أحيانا أنه بعد التلاعب بنوع واحد من جينوم الفأرين، يتبين أنهما مختلفان. لذلك  فإن الأطفال المعدلين وراثيا أمر غير مستحيل على مستوى العِلم العالمي، لكن معرفتنا اللازمة لتحقيقه ليست كافية إلى حد الآن".

المصدر: كومسومولسكايا برافدا

أعلن في شمرا