يواجه المجتمع الطبي سباقًا مع الزمن لفهم أسباب انتشار فيروس “ميرس” في المملكة العربية السعودية، حيث ظهرت ثلاث حالات مؤكدة للعدوى لدى أشخاص لم يتلقوا اتصالًا مباشرًا مع الإبل، التي تُعتبر مصدرًا

تأهب صحي في السعودية بسبب مرض مرتبط بفيروس كورونا

رئيسيًا للفيروس، وفقًا لما نشرته صحيفة “تلغراف” البريطانية.
يُعرف الفيروس الذي يسبب متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، وهو جزء من عائلة فيروسات كورونا، بأنه أكثر فتكًا بكثير من فيروسات كورونا الأخرى، حيث يموت 35% من المصابين به، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
ينتقل الفيروس من الإبل، وقد تم ربط معظم حالات الانتقال السابقة بالأشخاص الذين يتعاملون مباشرة مع هذه الحيوانات أو بمنتجاتها الخام.
وعلى الرغم من ذلك، فإن السلطات لم تتمكن من تتبع مصدر التفشي الحالي للمرض إلى الحيوانات، حيث تم اكتشاف الحالات الأخيرة عندما توجه أستاذ في الخمسينات من عمره إلى المستشفى في الرياض في أوائل أبريل، مما أثار مخاوف من انتشار حالات معتلة دون الكشف عنها.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن تجاهل الحالات الأقل خطورة والعديمة للأعراض يمكن أن يؤثر أيضًا على معدل الوفيات الإجمالي.
وفي تنبيه لهذا الأسبوع، أكدت المنظمة أنه “لم يكن هناك تاريخ واضح للتعرض لعوامل الخطر المعتادة لميرس-كوف”، وأضافت أن “التحقيقات، بما في ذلك تحديد مصدر العدوى، لا تزال جارية”.
ويظهر الحالة الأولى التي دخلت المستشفى في أوائل أبريل – وهو رجل يعاني من حالة صحية أساسية – كسبب للقلق. ولقد أصابت الإصابة كذلك رجلين آخرين في نفس المستشفى، يبلغ كل منهما من العمر 60 عامًا، مما أدى إلى جهد كبير لتتبع المخالطين من قبل مسؤولي الصحة، لاكتشاف المزيد من الإصابات قبل أن تنتشر بشكل أوسع.
وقد أُجريت اختبارات على عشرات الأشخاص.
وفي تعليق لها على الوضع، قالت الدكتورة ساسكيا بوبيسكو، الخبيرة في الأمراض المعدية بكلية الطب بجامعة ماريلاند: “تحمل المستشفيات دورًا حيويًا في الوقاية من انتشار الفيروس أو تفاقمه”.
وأشارت: “لقد قضيت وقتًا طويلاً في دراسة حالات انتقال ميرس في الرعاية الصحية واستخدام تلك الدروس لتعزيز الاستعداد البيولوجي في مجال الرعاية الصحية، وبصراحة، هذا هو السبب في أننا نستثمر في برامج الوقاية من العدوى”.
ومن جهته، أكد البروفيسور بيتر هوربي، مدير معهد علوم الأوبئة بجامعة أكسفورد: “ميرس-كوف لا يزال موجودًا ويشكل تهديدًا”، مضيفًا أن السعودية لديها خبرة واسعة في اكتشاف ومواجهة انتقال الميرس المرتبط بالرعاية الصحية.
وأضاف أنه من الممكن أن تكون بعض المناطق “أقل وعيًا واستعدادًا” لهذه الأوبئة وفقاً لموقع الحرة.
في النهاية، تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من التقدم في فهم الفيروس وسيطرته، فإنه لا يزال هناك الكثير لاكتشافه ومواجهته للحد من انتشاره وتأثيره على المجتمع.

أعلن في شمرا