العدوان التركي.. واختبار الحليف.. بقلم: هيثم صالح     

حرصت ميليشيا «قسد» الانفصالية منذ البداية على الرهان على تحالفها مع الاحتلال الأميركي حين قررت النأي بالنفس عن الوطن والدولة السورية في مشروعها الانفصالي غير المعلن صراحة حتى هذه اللحظة.

لكن تجريب المجرب ضرب من الحماقة السياسية، فما بالك إن كان هذا المجرب هو الولايات المتحدة الأميركية التي لها تاريخ طويل جداً في التخلي عن أتباعها في أي لحظة وعند أي مفترق مصيري ولــ «قسد» أسوةٌ بما حدث في أفغانستان سابقاً.

مهما يكن من رهان «قسد» على الحليف الأميركي سواء بالدعم أو الحماية فإن ما يقوم فيه نظام أردوغان على الحدود الشمالية للدولة السورية لا يمكن تسميته بشكل من الأشكال سوى عدوان على سيادة دولة مستقلة وتهديد لوحدة تراب وكيان وطن مهما كانت مبرراته وأسبابه.

صحيح أن ما يسوقه نظام أردوغان من مبررات لا يعدو كونه مجرد أكاذيب للسيطرة على أجزاء من سورية وتوطين مجرميه من الإرهابيين في المناطق التي يدّعي أنها حزام أمان وخط فاصل يدرأ عنه عدواناً لم يكن موجوداً سابقاً عندما كانت الدولة السورية تسيطر على الحدود وتصون حسن الجوار وتحفظ المعاهدات والقوانين الدولية التي خرقها هذا النظام بإدخال آلاف المجرمين والإرهابيين إلى داخل الأراضي السورية وتقديم الدعم المالي والعسكري لهم.

لقد كانت «قسد» بحاجة لهذا العدوان لتدرك أن الرهان على الولايات المتحدة رهان خاسر، وأن التنكر للدولة السورية لن يجلب لها إلا مزيداً من الخسائر المادية والبشرية، وما عليها سواء نفذ نظام أردوغان تهديده بالعدوان البري أو لم ينفذه، سوى فك الارتباط مع الأميركي، وعدم توفير الملاذ الآمن لقواعده، والعودة إلى الوطن لأنه وحده من يضمن لها الحماية والأمن والاستقرار.

أعلن في شمرا