ورام الأذن هي كتل أو نتوءات تتكون من خلايا غير طبيعية داخل الأذن، ومع أن معظمها حميدة، فإن بعضها قد يكون خبيثًا أو سرطانيًا.

قد تنشأ الأورام في أي جزء من الأذن، في الأذن الداخلية أو الوسطى أو الخارجية، وهي قد تؤثر أيضًا في القدرة السمعية، لذا ينبغي فحصها مبكرًا قبل أن تسبب مشكلات طويلة الأمد.

على غرار أورام الأذن، قد تسبب التكيسات ظهور نتوءات أو كتل داخل الأذن أو على سطحها، لكن ما الفرق بينهما؟

التكيسات هي أكياس صغيرة تحتوي غالبًا على سوائل وعادةً لا تكون سرطانية، وتُعد التكيسات الدهنية من أكثر الأنواع شيوعًا في الأذن، وقد تظهر في قناة الأذن أو خلف الأذن أو على شحمة الأذن.

أما الأورام فهي كتل صلبة من الأنسجة التي قد تكون سرطانية أو حميدة. معظم أورام الأذن حميدة وتتكون على الأذن الخارجية.

في بعض الأحيان، تؤدي الأورام الحميدة داخل الأذن إلى انسداد قناة الأذن، ما يسبب بدوره تراكم الشمع، وقد تنمو بعض الأنواع التي تتكون داخل الأذن إلى درجة تؤثر في الأعضاء المسؤولة عن السمع والتوازن، مثل:

قد تتكون الأورام السرطانية داخل الأذن أو على سطحها الخارجي، لكنها مع ذلك حالات نادرة. تنشأ معظم السرطانات التي تصيب الأذن في الواقع من الجلد. إذ يبدأ 6 – 10% من سرطانات الجلد على الأذن الخارجية، وتتضمن أنواعها التي قد تصيب الأذن:

تعد الأورام السرطانية التي تصيب الأذن الوسطى أو الداخلية مباشرةً أكثر ندرة، وتشمل:

تختلف أعراض ورم الأذن حسب نوع الورم والجزء المصاب به من الأذن، غير أن هناك بعض العلامات التي قد تدل على وجود ورم في الأذن، منها:

تنتج أورام الأذن عندما تنمو الخلايا الجديدة بمعدل أسرع من الطبيعي، لكنها قد تنجم في بعض الحالات من عدم موت الخلايا التالفة أو القديمة كما ينبغي، ما يؤدي إلى تراكمها مع الخلايا الجديدة وتكوين ورم.

تحدث الأورام السرطانية في الأذن عندما تنمو الخلايا على نحو غير منضبط. وقد تنتشر هذه الخلايا الخبيثة إلى أجزاء أخرى من الجسم حال عدم علاجها.

قد تصيب أورام الأذن أي شخص من جميع الفئات العمرية متضمنةً الأطفال، تتضمن العوامل التي تزيد خطر الإصابة بهذه الأورام:

قد تؤدي أورام الأذن الحميدة والسرطانية إلى فقدان السمع، وقد تسبب التهابات متكررة، والتأثير في الأجزاء الداخلية من الأذن، المسؤولة عن السمع والتوازن.

تنبغي دائمًا استشارة الطبيب للتحقق من إمكانية ترك الورم دون علاج تحت الملاحظة، أو ضرورة الحصول على علاج.

من المتوقع أن يكتشف الطبيب الورم في أثناء إجراء فحص مباشر للأذن، ثم يحول المريض إلى مختص سمعيات لإجراء اختبار السمع، وقد يحتاج المريض أيضًا إلى استشارة طبيب أنف وأذن، متخصص في اضطرابات الأذن.

إذا اشتُبه في أن الورم قد يكون سرطانيًا، يجري الأطباء خزعة لأخذ عينة من الورم أو استئصاله جزئيًا من أجل تحليل الخلايا، ثم يفحصها اختصاصي علم الأمراض تحت المجهر في المختبر لتحديد التشخيص بدقة.

نظرًا إلى صعوبة الوصول إلى أورام الأذن الداخلية وأخذ خزعة منها، فقد يوصي الطبيب بإجراء تصوير مقطعي أو تصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على معلومات تفصيلية حول الأورام. لكن في بعض الحالات النادرة، قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة الورم بسرعة قبل تشخيصه تشخيصًا دقيقًا.

لا تتطلب بعض الأورام الحميدة علاجًا إلا إذا كانت تؤثر في السمع أو التوازن، لكن في بعض الأحيان يراقب الأطباء نمو الورم بانتظام ودون علاج مع متابعة الأعراض التي قد يسببها.

عادةً ما يعالج المختصون أورام الأذن الحميدة باستئصالها جراحيًا أو غيرها. مثلًا، تُستخدم الجراحة الإشعاعية -مثل تقنية سكين غاما- لعلاج أورام العصب السمعي الحميدة، وتُوجّه فيها جرعات عالية من الإشعاع إلى الورم بدقة عالية دون الحاجة إلى جراحة تقليدية.

في حالة الجدرة أو الكيلويد، فقد يعالجها الأطباء بواسطة حقنها بالكورتيكوستيرويدات لتقليل حجمها، لكن يلزم أحيانًا استئصالها جراحيًا ثم علاجها بالعلاج الإشعاعي للقضاء على أي خلايا متبقية.

يعالج أطباء الأمراض الجلدية سرطان الجلد الذي يصيب الجزء الخارجي من الأذن، لكن يعتمد علاج الأورام السرطانية في الأذن عمومًا على نوع الورم وموقعه، وقد يتضمن:

قد لا تتطلب الأورام الصغيرة التي لا تسبب أعراضًا أي علاج، لكن إذا سبّب الورم فقدان السمع أو مشكلات أخرى، فقد يكون التدخل الجراحي ضروريًا لإزالته، وعادةً يتعافى الأشخاص الذين يخضعون للعلاج أو الجراحة للأورام الحميدة.

يعتمد مصير سرطان الأذن على عدة عوامل، مثل نوع الورم وموقعه ومرحلة انتشاره، حال استؤصل السرطان قبل انتشاره، فإن معدل النجاة يصل إلى 99% مدة خمس سنوات، حتى في حالات الورم الميلانيني، الذي يُعد أخطر أنواع سرطان الجلد.

بيد أن سرطان الجلد الذي يصيب الأذن الخارجية قد يعود في بعض الحالات، وقد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ما يستدعي إجراء فحوصات دورية للجلد لمراقبة أي علامات لعودته وعلاجها مبكرًا.

يُنصح باستشارة الطبيب عند ملاحظة أي من الأعراض التالية:

اقرأ أيضًا:

الأذن: التشريح والوظيفة والاضطرابات والعلاج

طنين الأذن: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: رحاب القاضي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر

أورام الأذن: الأسباب والعلاج
أعلن في شمرا