السردين سمك دهني غني بأحماض أوميغا-3، ويعد مصدرًا جيدًا للبروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية، إضافةً إلى احتوائه على كميات زئبق أقل من تلك الموجودة في الأسماك الكبيرة. يتوفر السردين طازجًا أو معلبًا أو مدخنًا أو مخللًا.
ينتمي السردين إلى عائلة أسماك الرنجة التي تتميز بليونة عظامها. اشتُقّت كلمة سردين من اسم جزيرة سردينيا في البحر المتوسط توجد فيها هذه الأسماك بكثرة.
سنتعرف في هذه المقالة على الفوائد الغذائية المترتبة على إدخال السردين في النظام الغذائي، وما يجب أخذه بعين الاعتبار عند شراء السردين، والكمية اللازمة لتلبية حاجاتنا الغذائية.
تحوي أسماك السردين أحماض أوميغا الدهنية الموجودة في النباتات والكائنات الحية البحرية، وتعد مصدرًا جيدًا للبروتينات وأملاح السيلينيوم والكالسيوم.
تعد أحماض أوميغا-3 الدهنية من المكونات الأساسية للأغشية الخلوية، وهي أحماض أساسية لا يستطيع الجسم صنعها، إنما يحصل عليها من الطعام.
توجد ثلاثة أنواع رئيسية لهذه الأحماض، اثنان منها موجودان في الأسماك ومن ضمنها السردين، والأطعمة البحرية الأخرى، وهما حمض الإيكوسبانتايونيك (EBA) الذي تحصل عليه الأسماك من الطحالب، وحمض الدوكساهيكسانويك (DHA) الموجود في أجزاء متعددة من الجسم مثل العيون والدماغ والقلب.
يزود استهلاك 8 أونصات من الأطعمة البحرية المتنوعة كل أسبوع قرابة 250 ملغ كل يوم من أحماض (EPA) و(DHA)، وذلك وفقًا للأدلة الإرشادية للأمريكيين.
تشير الأدلة الإرشادية إلى أن استهلاك تلك الكمية خلال الحمل والإرضاع مرتبط بتحسين صحة الرضيع، ولكن على الحوامل والمرضعات تجنب الأطعمة البحرية المحتوية على كميات كبيرة من الزئبق.
تناول تلك الكمية أيضًا يقلل نسبة الوفيات الناتجة عن الحوادث القلبية عند المصابين بالأمراض القلبية أو غير المصابين بها.
إضافةً إلى كل ذلك، تزود أحماض أوميغا-3 الجسم بفوائد إضافية وفقًا للمعهد الوطني للصحة (NIH)، ولكن ما نزال في حاجة إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة الجرعات الضرورية بدقة.
تقلل أحماض أوميغا-3 احتمالية حدوث السرطان، وتخفف آثار العديد من الأمراض، مثل:
إضافةً إلى ذلك فإنّ أحماض أوميغا-3 تؤثر في المزاج، إذ بينت دراسات تحليلية أجراها باحثون أعطوا المشاركين خلالها مكملات غذائية حاوية على (DHA) و(EPA) فعالية تلك الأحماض في التقليل من الكآبة.
يوصي الأطباء البالغين بتناول 46-56 غرامًا من البروتين في اليوم، مع اختلاف تلك الكمية حسب العمر والجنس، ويعد السردين مصدرًا جيدًا للحصول على البروتين، فكوب واحد من السردين المعلب في الزيت يحوي 36.79 غرامًا منه.
يعد السردين أيضًا من الأطعمة الغنية بالسيلينيوم، ومضادًا للأكسدة يؤدي دورًا مهمًا في التكاثر والحفاظ على سلامة الوظيفة الدرقية واصطناع DNA، إضافةً إلى أنه مصدر غني بفيتامين B12 الذي يحافظ على صحة الجهاز العصبي والدم.
يؤمن تناول 100 غرام من السردين المعلب في الزيت 52.6 مكغ من السيلينيوم مشكلًا قرابة كامل الاحتياج اليومي منه البالغ 55 مكغ، و8.94 مكغ من فيتامين B12 أي أكثر من أربعة أضعاف الحاجة اليومية منه البالغة 2.4 مكغ.
يحتاج الجسم إلى الكالسيوم للحفاظ على صحة العظام. يؤمن كوب واحد من السردين المعلب 569 ملغ من الكالسيوم، أي أكثر من نصف الاحتياج اليومي الموصى بتناوله للبالغين بين 19-50 سنة والبالغ 1000 ملغ. إضافةً إلى الكالسيوم، يحتوي السردين على الكثير من المغذيات الأخرى الضرورية لصحة العظام مثل فيتامين D والمغنيزيوم والفوسفور.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2018 تساعد أحماض أوميغا-3 على فقدان الوزن بتغيير عمليات الأيض والاستقلاب المتضمنة كبت الشهية والالتهاب والتعبير الجيني.
تقترح الدراسة أن تلك الأحماض تنظم عمل هرمون اللبتين المسؤول عن الشبع ومنه ضبط الشهية.
لم تظهر الدراسة منافع ثابتة لأحماض أوميغا-3 في إنقاص الوزن، ولكن أثبتت أن تلك الأحماض تحسن عمليات الاستقلاب لدى البدناء.
توصي الأدلة الإرشادية باستهلاك منتظم للأسماك الدهنية مثل السردين، وتنصح الجمعية الأمريكية للقلب (AHA) بتناول وجبتين من الأسماك الدهنية كل أسبوع، بمعدل 3.5 أونصة من السمك المطبوخ في كل وجبة.
تعد إدارة الغذاء والدواء (FDA) السردين من أفضل الاختيارات الغذائية نظرًا إلى احتوائه على كميات قليلة من الملوثات مثل الزئبق مقارنةً بالأسماك الأخرى الحاوية على كميات كبيرة منه، وتنصح وكالة حماية البيئة (EPA) بتناول الأسماك الحاوية على القليل من الزئبق، بسبب أهميتها والمنافع الكبيرة لها لجميع الناس وخاصةً:
تنصح إدارة الغذاء والدواء بعدم استهلاك أكثر من 3غ في اليوم من EPA وDHA، لأنها تتفاعل مع مضادات التخثر كالوارفارين وتؤثر في فاعليتها.
يتوفر السردين طازجًا أو معلبًا، ووفقًا للمنظمات غير الربحية يكون السردين الطازج ذا رائحة طازجة وملمس قاسٍ وعيون لامعة وجلد براق.
يحوي السردين المعلب في الزيت كمية من أحماض أوميغا-3 مشابهة لتلك الموجودة في السردين المعلب في صلصة الطماطم، ولكن الأخير يحوي إضافةً إلى ذلك على الليكوبين والكاروتينويد الضروريين لصحة القلب، والموجودين في الطماطم.
يوصي برنامج مشاهدة المأكولات البحرية المستدامة في خليج مونتيري أكواريوم بتجنب أسماك الرنكة الأوروبية المعروفة بالسردين لأنها قد لا تكون أسماكًا مستدامة.
يعد السردين وجبة صحية سريعة التحضير، يمكن إضافته إلى السلطة، أو تناوله مع الخبز المحمص أو وضعه في طبق المعكرونة.
يحتاج السردين إلى التجهيز قبل أكله، إذ يجب غسله بالماء البارد إذا كان طازجًا، أما السردين المعلب فيُزال الزيت الزائد منه بغسله بالماء وبعدها يؤكل.
يتوفر السردين معلبًا مع صلصة الطماطم، ويؤكل مباشرةً من العلبة، أو بعد تسخينه.
يمكن إضافة السردين إلى العديد من الوجبات والأطعمة مثل:
يعد السردين وجبة صحية سريعة التحضير، يتوفر طازجًا أو معلبًا، وهو مصدر ممتاز لأحماض أوميغا-3 الدهنية والبروتينات وبعض الفيتامينات والمعادن، إضافةً إلى امتلاكه خصائص مضادة للالتهاب. ونظرًا إلى القيمة الغذائية الغنية له يعد خيارًا ممتازًا عند إضافته للوجبات وتناوله بانتظام، ولكن يجب ضبط الكمية المتناولة منه عند الأشخاص الذين يتناولون مضادات التخثر.
اقرأ أيضًا:
ما هي أحماض أوميغا 3 الدهنية وما هي فوائدها؟
ما هي أفضل أنواع الأسماك من أجل صحة جيدة؟ وكيف تختار أنواع السمك الأكثر جودة
ترجمة: هادي سلمان قاجو
تدقيق: رزان حميدة
المصدر