أثار إعلان إدارة الشؤون السياسية في سوريا، تعيين “عائشة الدبس” رئيسة لمكتب شؤون المرأة. وردود فعل واسعة عبر السوشيل ميديا بين مرحب بالقرار وبين حذر من عودة ثقافة “الاتحاد النسائي” التي كرسها نظام البعث المخلوع.

وقالت إدارة الشؤون السياسية إن مكتب شؤون المرأة يعنى بالمجال الحقوقي والاجتماعي والثقافي والسياسي للمرأة السورية. لتكون “الدبس” واحدة من نساء قليلات تولين مناصب في حكومة “محمد البشير” التي من الواضح اعتمادها بشكل شبه كامل على الرجال في مفاصل الإدارة. سواء في لجان تسيير الجامعات السورية أو في الحكومة ذاتها.

وأثارت تصريحات المتحدث الرسمي باسم الإدارة السياسية “عبيدة أرناؤوط” جدلاً واسعاً في السوشيل ميديا. حيث قال مؤخراً إن التكوين البيولوجي للمرأة يمنعها من القيام ببعض المهام.

لتخرج النساء ويطالبن بحقوقهنّ كاملة، سواء عبر منشورات في الفيسبوك، أو من خلال الحراك على الأرض الذي تضمن رفع لافتات مناصرة للنساء بعدة محافظات سورية.

وتعرّف “الدبس” عن نفسها عبر صفحتها الشخصية بالفيسبوك، بأنها ناشطة في مجال تطوير المرأة وتنمية العمل الميداني والإنساني. ولقي تعيينها كرئيسة لمكتب شؤون المرأة تفاوتاً في الآراء بين من اعتبره خطوه إيجابية، وبين من انتقد فكرة وجود مكتب خاص بالمرأة.

الناشطة النسوية “وجدان ناصيف“، التي سبق أن اعتقلت من عام 1987 وحتى عام 1991 بسبب انتمائها إلى حزب العمل الشيوعي، قالت إنه لا مشكلة لديها مع “عائشة الدبس”. إنما مشكلتها مع مكتب شؤون المرأة الذي يذكرها بالاتحاد النسائي. وقالت: «هي العقلية ذاتها التي لدي مشكلة معها، وهذه الذهنية التي تعتبر أن شؤون المرأة السياسية والقانونية والاجتماعية يمكن تدار من مكتب وتختزل قضايانا بـ”شؤون”».

وأضافت الناشطة النسوية التي التجأت إلى فرنسا مع عائلتها عام 2017 هرباً من الاعتقال لتأييدها الثورة السورية، أن «السوريات هن نصف الشعب السوري. كل المكاتب والمواقع والأماكن لنا نصفها، نحن شريكات في بناء الوطن .. لنا منظماتنا وتشكيلاتها وتجمعاتنا التي لا يتسع لها أي مكتب».

بخلاف ذلك وصفت الناشطة النسوية “هبة عز الدين” مؤسسة منظمة “عدل وتمكين”، قرار تعيين “عائشة الدبس” بالصائب.

وقالت الناشطة والمدافعة عن حقوق النساء والأقليات التي تقيم في تركيا بسبب معارضتها للنظام المخلوع في منشور لها إنه خطوة بالاتجاه الصحيح، وتابعت: «عائشة قريبة جداً من المجتمع المدني وتدير منظمة لدعم النساء، و هي إنسانة لطيفة و راقية جداً ومتقبلة للآخر».

يذكر أن عدداً من السوريات والسوريين دعوا إلى اعتصام في ساحة الحجاز، يوم غد الأحد، عند الساعة الـ2 ظهراً. بهدف رفع الصوت لضمان حقوق النساء في سوريا الجديدة.

أعلن في شمرا