منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة تفيد بأنّ شكاوى العمّال المهاجرين في قطر "زادت بأكثر من الضعف"، ووزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تؤكد حصولها على "ضمانات أمنية" لجميع المشجّعين الذين سيزورون قطر خلال كأس العالم.

القسم الأكبر من شكاوى العمال المهاجرين في قطر يتعلق بأجور غير مدفوعة

أفادت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بأنّ شكاوى العمّال المهاجرين في قطر "زادت بأكثر من الضعف"، منذ خصّصت الدوحة قبل عام منصّة إلكترونية لتلقّيها، مشيرةً إلى أنّ الغالبية العظمى من هذه الشكاوى تتعلّق بأجور غير مدفوعة. 

وفي تقريرين نشرتهما قبل 19 يوماً من انطلاق كأس العالم في كرة القدم في قطر، قالت منظمة العمل الدولية إنّ "عدد هذه الشكاوى ارتفع بين تشرين الأوّل/أكتوبر 2021 والشهر نفسه من العام الحالي بأكثر من الضعف ليبلغ نحو 35 ألف شكوى"، مشدّدةً على وجوب أن "تبذل السلطات القطرية المزيد من الجهود لتطبيق الإصلاحات التي بدأتها في السنوات الأخيرة".

وبحسب المنظمة، فإنّ "الأسباب الرئيسية للشكاوى تتعلّق بعدم دفع الأجور ومكافآت نهاية الخدمة، وعدم منح الإجازة السنوية أو دفع تعويض مالي عنها".

ولفتت إلى أنّ عدد العمّال الذين عولجوا من مشاكل مرتبطة بدرجات الحرارة المرتفعة جداً صيفاً انخفض، بعدما فرضت قطر قيوداً جديدة في 2021.

وقالت المنظّمة إنّ 4 عيادات مخصّصة للعمّال المهاجرين عالجت 351 عاملاً هذا الصيف، في انخفاض كبير، بالمقارنة مع 620 عاملاً في 2021 و1520 عاملاً في 2020.

وأشادت المنظمة بتنفيذ قطر إصلاحات "مهمّة" أدّت إلى "تحسين ظروف العمل والمعيشة لمئات آلاف العمّال"، وكان لها أيضاً تأثير في منطقة الخليج عموماً، لكنّها شدّدت على "ضرورة فعل المزيد من أجل تطبيق إصلاحات العمل وفرضها بالكامل".

وقالت المديرة الإقليمية للدول العربية في منظمة العمل الدولية، ربا جرادات: "ندرك جميعاً أنّنا لم نصل بعد إلى خط النهاية، وسنقوم بالبناء على هذا الأساس المتين لمعالجة الثغرات في التنفيذ، والتأكّد من أنّ جميع العمّال وأصحاب العمل يمكنهم الاستفادة بالكامل من هذه الإصلاحات الرئيسية".

ويأتي نشر هذين التقريرين، في وقت تجد فيه قطر نفسها عرضة لسيل من الانتقادات، على خلفية سجلّها في مجال حقوق الإنسان ومن بينها خصوصاً حقوق العمّال المهاجرين.

وتردّ السلطات القطرية على هذه الانتقادات بتسليط الضوء على الإصلاحات التي أجرتها في السنوات الخمس الماضية، لناحية سلامة مواقع البناء وظروف العمل.

وفي الآونة الأخيرة، أشادت اتحادات العمال الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بهذه الإصلاحات، لكنّها مع ذلك دعت الدوحة إلى القيام بالمزيد على هذا الصعيد.

ويأتي نشر هذين التقريرين، غداة وصول وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، المسؤولة أيضاً عن الشؤون الرياضية، إلى الدوحة، بعدما أدلت بتصريحات شكّكت في أهلية قطر لاستضافة البطولة، الأمر الذي أثار عاصفة دبلوماسية بين البلدين.

شاهد أيضاً: تصريحات وزيرة الداخلية الألمانية تُغضب قطر قبل انطلاق المونديال

وفي ختام زيارتها إلى الدوحة، اليوم الثلاثاء، أعلنت فيزر أنّها ستعود إلى قطر لحضور المباراة الأولى لمنتخب بلادها في كرة القدم في 23 الجاري.

وأكّدت فيزر أنهّا، وخلال زيارتها إلى الدوحة، حصلت "للمرة الأولى" على "ضمانات أمنية" لجميع المشجّعين الذين سيزورون قطر، خلال كأس العالم.

والتقت فيزر في الدوحة رئيس الوزراء ووزير الداخلية القطري الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الاتّحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو، ومسؤولين في اتحادات نقابية وآخرين من منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة.

لكنّ مصدراً مطّلعاً على المحادثات، التي أجرتها فيزر في الدوحة، أكّد أنّ "رئيس الوزراء القطري نقل للوزيرة الألمانية الرسالة نفسها التي نقلها مسؤولون قطريون آخرون علانية وإلى وسائل الإعلام، ومفادها أنّ الجميع مرحّب بهم، لكنّ قطر تطلب من الجميع احترام ثقافتها ومعتقداتها".

وأفاد تقرير للمنظمة، صدر في 2021، أنّ 50 عاملاً لقوا حتفهم في ورش بناء في 2020. ولم تقم المنظمة في أيّ من تقريريها الجديدين بتحديث هذه الأرقام، لكنّها نوّهت بما بذلته الدوحة من "جهود كبيرة" في مجال "حوكمة هجرة اليد العاملة، وإنفاذ قانون العمل والوصول إلى العدالة، وتعزيز صوت العمّال والحوار الاجتماعي".

ولفتت إلى أنّ أكثر من 300 ألف عامل في قطر تمكّنوا من تغيير وظائفهم، بعدما تخلّت السلطات عن كثير من أحكام نظام الكفالة الذي كان يمنع العامل من تغيير عمله، أو حتى أن يغادر البلاد، ما لم يأذن له بذلك صاحب العمل.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: شكاوى العمّال المهاجرين في قطر تضاعفت

أعلن في شمرا