هبوط الرحم من الحالات الشائعة التي قد تحدث مع التقدم في العمر. مع مرور الوقت وتكرر الولادات المهبلية، تضعف العضلات والأربطة الداعمة للرحم، ونتيجة لانهيار هذه البنية الداعمة، يصبح الرحم أكثر قابلية للتدلي من موضعه.
يتطلب علاج هبوط الرحم خيارات جراحية وأخرى غير جراحية، وذلك تبعًا لدرجة تقدم الحالة.
هي حالة تضعف فيها العضلات والأربطة الداعمة للرحم، ما يؤدي إلى تدلي الرحم ونزوله ضمن المهبل. قد يصيب أي أنثى، لكنه أكثر شيوعًا بعد سن الضهي، وعند النساء اللائي ولدن أكثر من ولادة مهبلية.
تسمى العضلات والأربطة والأنسجة في الحوض بعضلات أرضية الحوض، التي تدعم الرحم والمستقيم والمهبل والمثانة، إضافة إلى الأعضاء الحوضية الأخرى. يحدث الهبوط عندما تتأذى عضلات أسفل الحوض أو تضعُف لدرجة ألا تستطيع تقديم المزيد من الدعم، ما يسبب سقوط الأعضاء الحوضية ضمن المهبل أو خارجه.
تتراوح درجة هبوط الرحم بين الخفيفة والشديدة تبعًا لدرجة ضعف العضلات الداعمة للرحم. ينزلق الرحم في الهبوط غير التام بما يكفي ليصبح جزء منه ضمن المهبل، ما يخلق كتلةً أو انتفاخًا، أما في الحالات الشديدة، فينزلق الرحم كثيرًا بما يكفي ليصبح خارج المهبل، ما يسمى بهبوط الرحم التام.
يُصنف إلى أربع مراحل:
من المرجح أن يحدث لدى النساء اللائي:
إن هبوط الرحم من الحالات الشائعة، إذ تزداد خطورة الإصابة به مع التقدم في العمر ومع تكرار الولادات المهبلية.
قد يعيق النشاطات اليومية ويصبح غير مريح. ربما لا تحتاج الحالات الخفيفة إلى علاج وقد لا تسبب أي إزعاج. بالمقابل، قد تسبب الحالات الشديدة عسر تبول أو اضطرابًا في الحركات المعوية، إذ يُعد هبوط الرحم مشكلة تتعلق بجودة الحياة، ويعالجه الأطباء عندما تبدأ الأعراض بالتأثير في الحياة اليومية.
قد لا تظهر الأعراض في الحالات الطفيفة من هبوط الرحم، ولكن مع استمرار الرحم بالانزلاق، سوف يضغط على الأعضاء الحوضية، مثل المثانة والأمعاء، ويسبب:
قد تزداد الأعراض سوءًا عند الوقوف أو المشي لمسافات وفترات طويلة، أو عند السعال والعطاس، بسبب ازدياد الضغط التي تطبقه الجاذبية على عضلات الحوض.
يُثبّت الرحم في مكانه ضمن الحوض بواسطة مجموعة من العضلات والأربطة، إذا ما تضررت تلك البنى، ستصبح غير قادرة على الحفاظ عليه ثابتًا في مكانه، ما يؤدي إلى انزلاقه. تساهم عوامل عدة في إضعاف عضلات الحوض:
يُستخدم الفحص السريري للحوض أساسًا لمعرفة حالة الرحم. يُجريه الأطباء باستخدام منظار المهبل ثم يفحصون المهبل والرحم، إذ يشعر الطبيب بأي انتفاخات قد يسببها الرحم الهابط ضمن القناة المهبلية، وقد يطلب الطبيب من المريضة السعال أو حبس التبول، إذ يستطيع فحص القدرة العضلية.
لهبوط الرحم علاجات جراحية وأخرى غير جراحية. يختار الطبيب العلاج اعتمادًا على شدة الهبوط والحالة الصحية والعمر، وهل المريضة ترغب بالإنجاب مستقبلًا؟ تكون نتيجة العلاج ممتازة في معظم الحالات، وتتضمن الخيارات العلاجية:
التمارين: تُستخدم في الحالات الطفيفة من هبوط الرحم تمارين خاصة لتقوية عضلات أرضية الحوض تُسمى تمارين كيجال. تُجرى بتقلص عضلات الحوض لثوانٍ عدة ثم الإفلات، وتُكرّر عشر مرات.
الفرزجة المهبلية: جهاز مطاطي أو بلاستيكي على شكل كعكة دائرية، يوضع حول الجزء السفلي من الرحم «عنقه». يساعد هذا الجهاز على دعم الرحم وتثبيته في مكانه، يضعه الطبيب ضمن المهبل ويجب تنظيفه باستمرار وإزالته عند ممارسة الجنس.
النظام الغذائي ونمط الحياة: قد تساعد التغيرات في نمط الحياة والغذاء على التخفيف من الأعراض مثل الإمساك. يسهل النظام الغني بالماء والألياف حركة الأمعاء والتغوط، إضافةً إلى أن الحفاظ على وزن طبيعي يفيد في التقليل من الضغط المطبق على عضلات الحوض عند الوقوف أو المشي.
استئصال الرحم وإصلاح الهبوط: علاج الهبوط بالاستئصال التام للرحم، فإما أن تُجرى الجراحة عبر المهبل أو عبر البطن، ويؤدي ذلك إلى خسارة القدرة على الحمل.
الإصلاح الجراحي دون استئصال: يتضمن الإجراء إعادة الرحم إلى مكانه الطبيعي، وقد يُعلق الرحم بإعادة وصل الأربطة الحوضية إلى الجزء السفلي من الرحم، لتثبيته في مكانه. تُجرى الجراحة عبر المهبل أو البطن.
قد لا ينصح الطبيب بعلاج هبوط الرحم في الحالات الخفيفة التي لا تترافق مع أعراض تؤثر في جودة الحياة، أما في الحالات الشديدة، قد يؤثر هبوط الرحم في أعضاء الحوض الأخرى مثل المثانة والمستقيم. ويوصي الخبراء ببدء العلاج عندما يصبح هبوط الرحم مزعجًا. يجب عدم محاولة المريضة رد رحمها بنفسها مطلقًا.
لا يمكن تجنب بعض العوامل مثل الولادات المهبلية المتكررة أو الوصول إلى سن انقطاع الطمث.
من شأن بعض التعديلات في نمط الحياة أن تقلل خطر الإصابة بهبوط الرحم:
في معظم الأوقات يكون علاج هبوط الرحم شافيًا، لكن في بعض الحالات، قد تعاود الحالة خاصةً إن كان:
في معظم الحالات يكون الإنذار جيدًا. إن اتباع العلاج والتغيرات الصحيحة في نمط الحياة مثل الوزن الصحي والتمرين، يقي من معاودة هبوط الرحم. تجب مناقشة أي مخاوف أو اعتبارات لدى المريض مع طبيبه دائمًا، لا سيما أن الطبيب يستطيع وضع الخطة العلاجية المناسبة، ويساعد في بناء عادات حياتية صحية للوقاية من أي حالة هبوط رحم في المستقبل.
يجب التواصل مع الطبيب حال ظهور أي من الأعراض التالية:
هبوط الرحم حالة شائعة لدى النساء اللائي خضعن لولادات مهبلية متكررة أو ممن بلغن سن الضهي. تعتمد الأعراض على شدة هبوط الرحم وقد تكون غير مريحة أبدًا. يجب طلب الرعاية الطبية حال الشعور بأي أعراض تدل على هبوط الرحم، مثل انتفاخ المهبل أو ضغط في الحوض، إذ توجد علاجات تساعد على التحسن لتجنب إصابة أعضاء أخرى.
اقرأ أيضًا:
تدلي أعضاء الحوض Pelvic organ prolapse
استئصال الرحم: الدواعي والمخاطر وتفاصيل الإجراء
ترجمة: حيان الحكيم
تدقيق: نور حمود
المصدر