تبدأ الدورة الشهرية عند المرأة في فترة حيضها، ويعني ذلك تساقط بطانة الرحم، وتُعد هذه الدورة جزءًا من الجهاز التناسلي وتحضير جسم المرأة لاحتمالية حدوث الحمل. تتراوح مدة الدورة الطمثية النموذجية بين 24 و38 يومًا.

هو تساقط بطانة الرحم في كلّ شهر عند عدم حدوث الحمل، ويُعرف الطمث أيضًا بالحيض أو الدورة الطمثية أو الدورة الشهرية أو الدورة، وينتقل دم الدورة الطمثية -الذي يتكون جزئيًا من الدم والجزء الآخر من النسيج الرحمي- من الرحم عبر عنق الرحم إلى خارج الجسم عبر المهبل.

تتحكم الهرمونات بالدورة الطمثية وتُعد نواقل كيميائية في الجسم، إذ تصنع كل من الغدة النخامية والمبيضان هرمونات معينة في أوقات محددة من الدورة الطمثية. تتسبب هذه الهرمونات في سماكة بطانة الرحم، ويتيح ذلك إمكانية حدوث حمل وتعشيش البيضة الملحقة في بطانة الرحم.

تحفّز الهرمونات المبيضين أيضًا لتحرير البويضة (الإباضة)، وتتجه البويضة بعدها إلى قناة فالوب حيث تنتظر قدوم النطاف. فإذا لم تتلقح البويضة من النطفة، حينها لا يحدث الحمل، وتتمزق بعدها بطانة الرحم وتنهار، وتُسمى هذه العملية الشهرية بالدورة الطمثية.

يستخدم مصطلح الدورة الطمثية لوصف سلسلة من الأحداث التي تحصل في الجسم كل شهر من أجل تحضيره لاحتمالية حدوث حمل، تمتد فترة الدورة الطمثية بين اليوم الأول للدورة الشهرية واليوم الأول للدورة التي تليها. تختلف الدورة الطمثية بين امرأة وأخرى، لكن مسارها ثابت.

تُشكل الأيام الفاصلة بين دورتين متتاليتين مدة الدورة الطمثية، ويبلغ متوسط مدة الدورة الشهرية 28 يومًا، وتبقى الدورة الطمثية في حدودها الطبيعية حتى عند تراوحها بين 21 على الأقل أو 35 يومًا على الأكثر.

وتدوم الدورة الشهرية عند معظم الإناث بين 3 و7 أيام.

يحفّز ازدياد تركيز الهرمونات أو تناقصها بدء الدورة الشهرية، وتتسبب الهرمونات في استجابة كل أعضاء الجهاز التناسلي بطريقة محددة. وتتضمن بعض الأحداث المميزة ما يلي:

يستمر عادةً هذا الطور من اليوم الأول للدورة حتى اليوم الخامس، تنهار خلاله بطانة الرحم وتتساقط عبر المهبل في حال عدم حدوث الحمل، وتدوم الدورة الطمثية لدى معظم الإناث بين 3 أو 5 أيام، ولا يعد استمرار الحيض لمدة 3 أيام فقط أو 7 أيام أية مشكلة.

يمتد هذا الطور عادة بين اليوم 6 إلى 14 من الدورة الطمثية. وتزداد مستويات هرمون الإستروجين في هذه الفترة، ما يسبب نمو بطانة الرحم وثخنها.

يدعم هرمون FSH (الهرمون المنبه للجريب) نمو الجريبات وتطورها في المبيضين، ويشكل أحد هذه الجريبات بويضة ناضجة بين الأيام 10 و14.

تحدث الإباضة في حوالي اليوم 14 من الدورة الطمثية التي طولها 28 يومًا، ثم يسبب تزايد هرمون الملوتن (LH) تحرير المبيض للبويضة، وتسمى هذه الحادثة بالإباضة.

تمتد هذه المرحلة بين الأيام 15 حتى 28. تغادر البويضة المبيض وتتجه عبر قناة فالوب إلى الرحم، وتزداد مستويات هرمون البروجسترون لتحضير بطانة الرحم للحمل.

يحدث الحمل عند تخصيب النطفة للبويضة، وارتباطها ببطانة الرحم (التعشيش)، وتنخفض مستويات الإستروجين والبروجسترون وتتساقط بطانة الرحم في أثناء الدورة عند عدم حدوث حمل.

تبدأ معظم الإناث دورتها الشهرية في عمر 12 سنة تقريبًا. قد تحيض بعضهن في وقت مبكر يصل إلى 8 سنوات أو متأخر يصل إلى 16 سنة. تحيض معظم الفتيات عمومًا في غضون بضع سنوات من نمو الثدي وشعر العانة.

يتوقف الحيض عادة في سن الضهي (انقطاع الطمث) الذي يبدأ في عمر 51 سنة تقريبًا، إذ يتوقف المبيضان عن إنتاج البويضات (الإباضة). وتُعد المرأة أنها وصلت سن الضهي عند انقطاع دورتها الطمثية مدة عام كامل.

تعاني بعض الإناث من أعراض الدورة الطمثية وتتنوع شدة هذه الأعراض أيضًا. ويُعد التشنج العرض الأكثر شيوعًا، إذ يتقلص الرحم لإخراج بطانته المتساقطة مسببًا هذه التشنجات المؤلمة في منطقة الحوض. وتتضمن بعض العلامات الأخرى التي تدل على الطمث ما يلي:

تتغير حال الدّورة الطمثية بين سنين الشباب وعمر 40 أو 50 عامًا. إذ تكون الدورة الشهرية أطول ومتصاحبة بنزف طمثي أقوى عند بداية الحيض، وقد يتطلب انتظام الدّورة الطمثية عند بعض الفتيات 3 سنوات بعد أول طمث لهن. وتتصف الدّورة الطمثية النموذجية بأنها:

تصبح الدّورة الطمثية أكثر انتظامًا واتساقًا عند بلوغ المرأة 20 سنة، وتعود الدورة للاضطراب والتغير مرة أخرى عند الاقتراب من سن الضهي. ومن الطبيعي أيضًا أن تسبب كل من الولادة والرضاعة والأحداث الأخرى اضطرابًا في الهرمونات، ما يؤثر في الدورة الطمثية.

توصف حالة اضطراب الطمث لأي دورة طمثية غير طبيعية، وتتضمن بعض الأمثلة عن الدورات الشهرية غير المنتظمة ما يلي:

تخسر المرأة على المتوقع بين 2 إلى 3 ملاعق كبيرة من الدم في أثناء الدورة الطمثية، وتتضمن بعض دلائل النزف والتدفق الحيضي غير المنتظم ما يلي:

تُعد المعاناة من اختلاف كمية التدفق الدموي في كل دورة طمثية شيئًا طبيعيًا. ويعد ضروريًا تذكر أن الطبيعي لبعض النساء يُعد مختلفًا لدى غيرهن، ولذلك يلزم ألّا تقارن المرأة نفسها مع غيرها. ويفيد في ذلك التواصل مع مقدم الرعاية الصحية عند الشعور باضطراب أو زيادة في التدفق الدموي خلال الدورة الطمثية.

من الجيد أن تعرف المرأة موعد بدء الدورة الشهرية، ولا يُعد غياب الطمث عادة شيئًا مهمًا، لكن تشير الدورات الطمثية غير المنتظمة أحيانًا إلى وجود مشكلة. قد يسأل مقدم الرعاية الصحية عادةً عن الدّورة الطمثية السابقة وغيرها، لذلك من المفيد معرفة الحالة الطبيعية الشخصية، ويساعد تتبع موعد بدء الدورة الشهرية في تحديد موعد الإباضة التي تُعد الفترة الأكثر احتمالًا لحدوث الحمل، ويفيد أيضًا في التخطيط مسبقًا لبدء عطلةٍ أو حدثٍ ما يتناسب مع موعد الحيض.

وتتضمن خطوات تتبع الطمث ما يلي:

توجد أيضا تطبيقات على الأجهزة الذكية للمساعدة على تتبع الدورة الطمثية.

يجب التواصل مع مقدم الرعاية الصحية عند حدوث أي مما يلي:

تساعد الدورة الطمثية مقدم الرعاية الصحية التأكد من صحة الجهاز التناسلي. وتتراوح مدة الطمث النموذجي بين 21 و35 يومًا. ويستمر التدفق الطمثي كل دورة شهرية بين 3 إلى 7 أيام، ويعد من المفيد التواصل مع مقدم العناية الصحية عند وجود أية مشكلات أو استفسارات، إذ قد يشير عدم انتظام الدورة الطمثية أحيانًا إلى وجود مشكلات صحية تحتاج إلى العلاج.

اقرأ أيضًا:

أضرار عدم انتظام الدورة الشهرية

علينا نسيان أن الدورة الطمثية 28 يومًا، فخصوبة المرأة أكثر تعقيدًا من ذلك!

ترجمة: رهف وقّاف

تدقيق: غفران التميمي

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر

الدورة الطمثية (الدورة الشهرية) الطبيعية: ما هي ومراحلها وأعراضها ومدتها؟
أعلن في شمرا