ارتفع عدد حالات الإملاص والأطفال الذين يموتون في غضون الأسابيع الأولى من حياتهم في المملكة المتحدة، مما يعكس منحى آخذاً في الانخفاض على مر ثماني سنوات.
وأشار تقرير مراقبة الوفيات قبل الولادة من قبل MBRRACE-UK [برنامج تدقيق وطني، بتكليف من جميع حكومات المملكة المتحدة مهمتها جمع معلومات حول جميع وفيات الأطفال حديثي الولادة ووفيات الأمهات] أن 698,909 أطفال ولدوا في الأسبوع الـ24 أو أكثر من الحمل في المملكة المتحدة بين الأول من يناير (كانون الثاني) و31 ديسمبر (كانون الأول) 2021، بزيادة قدرها 1.5 في المئة عن عام 2020.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال هذه الفترة، ولد 3.54 بالألف طفل ميتاً، وهو ارتفاع مقارنة مع 3.33 لكل 1000 ولادة في عام 2020. حيث تم تصنيف سبب نسبة كبيرة من حالات الإملاص على أنه غير معروف.
وكما أشار التقرير أيضاً إلى ارتفاع حالات وفيات الأطفال حديثي الولادة -الأطفال الذين يموتون خلال شهر من ولادتهم- من 1.53 إلى 1.65. وقال التقرير، إن الأرقام تضع حداً للانخفاض المستمر في حالات وفيات الرضع والأمهات في المملكة المتحدة منذ عام 2013.
كما زادت المعدلات بين جميع الفئات العمرية للحمل، مع قفزة بنسبة 12 في المئة في حالات الإملاص بين 28 و31 أسبوعاً.
وشكل الأطفال الذين ولدوا قبل إتمام 37 أسبوعاً من الحمل 75 في المئة من حالات الإملاص والوفيات الجنينية المتأخرة، وكذلك 73 في المئة من وفيات الأطفال حديثي الولادة.
وكانت الأسباب الأكثر شيوعاً لحالات الإملاص هي المشيمة والتشوهات الخلقية والحبل السري والعدوى، حيث يقع أكثر من نصفها (51.7 في المئة) ضمن هذه التصنيفات، لكن كانت هناك "نسبة كبيرة" من حالات الإملاص تم تصنيف سببها على أنه غير معروف.
ويعزى نحو 77 في المئة من وفيات المواليد إلى التشوهات الخلقية والخداج والأمراض العصبية والقلبية التنفسية والعدوى.
وفي عام 2019، التزمت الحكومة تخفيض معدلات حالات الإملاص ووفيات المواليد ووفيات الأمهات وإصابات الدماغ التي تحدث أثناء الولادة إلى النصف بحلول عام 2025.
وعلى هذا الصعيد، قال روبرت ويلسون، رئيس وحدة السياسة المشتركة في "ساندز وتومي" Sands and Tommy"s، إن "تقرير الجهة البريطانية المعنية بوفيات المواليد يوضح التقاعس الذي يكلف حياة الأطفال، ويرسم صورة مثيره للقلق لفقدان الأطفال في جميع أنحاء المملكة المتحدة، والحالة الموصوفة في التقرير هو ببساطة غير مقبول"، مضيفاً "هذا يتطلب استجابة شاملة على جميع الصعد الحكومية تتناسب مع الحالة الملحة وانتشارها".
وأظهرت الأرقام أيضاً زيادات ملحوظة في حالات الإملاص بين النساء من المناطق الفقيرة أو خلفيات عرقية معينة، مما يشير إلى تعاظم عدم المساواة. ونحو 4.69 لكل 1000 طفل ولدوا ميتين بين النساء في الفئات الأكثر فقراً مقارنة بـ2.37 لكل 1000 في الفئات الأقل فقراً. وكانت معدلات الإملاص أعلى بين النساء من السود (7.52 لكل 1000) والآسيويين (5.15 لكل 1000)، مقارنة بالنساء البيض (3.30 لكل 1000).
دعت وحدة السياسة المشتركة في ساندز وتومي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الدوافع المتعددة لعدم المساواة في تقرير مرحلي لإنقاذ حياة الأطفال في مايو (أيار)، كما دعت إلى اتخاذ تدابير لضمان حصول الجميع على الرعاية بما يتماشى مع المعايير المتفق عليها وطنياً، والتركيز بشكل أكبر على تعلم الدروس عندما يموت الأطفال".
وأضاف ويلسون "ما زلنا نسمع هذه الإحصاءات المفجعة، لكن إنقاذ حياة الأطفال ومعالجة عدم المساواة في الحمل وفقدان الأطفال لا يعتبران بين الأولويات السياسية كما يفترض أن تكون".
وقال الدكتور حبيب نقفي، الرئيس التنفيذي لـ"مرصد العرق والصحة التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية"NHS Race and Health Observatory، إن "معدلات الوفيات غير المتناسبة للأطفال السود مثيرة للقلق"، مضيفاً، أن "هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة التحديات الصعبة التي تواجهها أمهات الأطفال حديثي الولادة من الأقليات السوداء والعرقية لتحسين ممارسات التقييم والرعاية بشكل كبير".
وأردف "النساء السود أكثر عرضة للوفاة أثناء الحمل أو الولادة بأربع مرات مقارنة بالنساء البيض، أما من جانب النساء ذوات الأصول الآسيوية فيواجهن ضعف خطر وفيات الأمهات".
واستطرد "بصراحة، هذه إحصاءات غير مقبولة، فالأمهات والأطفال يدفعون حياتهم ثمناً لعدم اتخاذ إجراءات في شأن عدم المساواة العرقية".
وقال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية "نحن ملتزمون بجعل هيئة الخدمات الصحية الوطنية المكان الأكثر أماناً في العالم للولادة لجميع النساء، بغض النظر عن العرق أو الوضع الاقتصادي"، مضيفاً "وللحد من الفوارق بين النساء والأطفال من الأقليات العرقية وأولئك الذين يعيشون في المناطق الفقيرة، نشرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا إرشادات لأنظمة الأمومة المحلية، مدعومة بمبلغ 6.8 مليون جنيه استرليني".
وأردف "نحن نستثمر 165 مليون جنيه استرليني إضافية سنوياً لتنمية ودعم القوى العاملة في مجال الأمومة وتحسين رعاية الأطفال حديثي الولادة، في حين نشرت خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا، أخيراً، خطة مدتها ثلاث سنوات لجعل رعاية الأمومة وحديثي الولادة أكثر أماناً وأكثر تخصيصاً وأكثر إنصافاً للنساء والأطفال والأسر".
© The Independent