الصداع اليومي المزمن هو اضطراب صداع مستمر نادر يحدث فجأة، وتستمر أعراضه عدة أشهر، وتتراوح من معتدلة إلى شديدة. لا يُعد الصداع اليومي المزمن من الحالات الخطيرة، لكنه يؤثر في حياة المصاب ويعطل أنشطته الروتينية، وعلاجه صعب وفي أغلب الحالات غير مفيد.
له شكلين رئيسيين: أولي وثانوي.
قد يؤثر هذا الصداع في أي شخص وبأي عمر، ولكنه أكثر شيوعًا لدى النساء، وقد يحدث كثيرًا بين الأطفال والمراهقين، خاصة بين سن 10 و18 عامًا.
عادةً ما يؤثر الصداع اليومي المزمن فقط في الدماغ مباشرة. ومع ذلك، عندما يكون له خصائص مشابهة للشقيقة، قد يسبب حساسية للضوء والصوت، ودوار، وغثيان أو قيء.
لا يمتلك الصداع اليومي المزمن أعراض مميزة، فهو يجمع بين أعراض الصداع التوتري العادي وأعراض الشقيقة مثل:
لا يعرف سبب هذا النوع من الصداع بوضوح، لكن قد تكون بعض الأحداث والظروف المرهقة من المحفزات المحتملة. يعد نمط الحياة القلق والمتوتر سمة شائعة بين الأشخاص الذين يصابون بالصداع المزمن، لكن لا توجد بيانات كافية لتأكيد ما إذا كان هذا السبب يسهم في تطور الصداع اليومي المزمن.
تعد الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية واحدة من المحفزات الرئيسية المحتملة، بما في ذلك:
3. قد يحدث الصداع اليومي المزمن أيضًا كأثر ثانوي لحالة طبية أخرى تؤثر مباشرة في الدماغ أو الجهاز العصبي المركزي. تشمل بعض الأمثلة على ذلك:
لا، إن الصداع اليومي المزمن لا ينتشر من شخص لآخر. على الرغم من إمكانية حدوثه بعد الإصابة بعدوى، فإن الإصابة بتلك العدوى ليست ضمانة لتطويره.
تشخيص NDPH هو عملية متعددة الخطوات:
لا توجد فحوصات يمكنها تشخيصه بشكل مباشر. بدلاً من ذلك، تركز الفحوصات على استبعاد حالات أخرى قد تسبب أعراضًا مشابهة، خاصةً الحالات التي تشكل خطرًا على الحياة أو تهددها. تشمل بعض الفحوصات المحتملة:
غالبًا ما يكون علاج الصداع المزمن صعبًا، ولكن بعض الحالات قد تكون السيطرة على الأعراض فيها ممكنة، خاصة تلك التي تتضمن أعراضًا شبيهة بالشقيقة. من المرجح أن تقاوم حالات صداع التوتر العلاج. الوقت أيضًا عامل مهم، إذ تزداد احتمالية استجابته للعلاج كلما كان تلقيه أبكر بدلًا من سنوات بعد بدء الأعراض.
تكون الأدوية عادةً هي الوسيلة الرئيسية لعلاج الصداع اليومي المزمن. تشمل بعض أنواع الأدوية المحتملة:
لسوء الحظ، يحدث الصداع اليومي المزمن والعديد من العوامل المحفزة على ظهوره بشكل غير متوقع. لذلك لا توجد طريقة لتقليل المخاطر بشكل فعال.
يجب أن تتوقع صداعًا بألم معتدل إلى شديد يحدث يوميًا دون توقف. يستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. يستفيد بعض المرضى من العلاج، ولكن الكثير منهم لا يشعرون بأي تحسن.
بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن NDPH هو ألم سيختبرونه لسنوات قبل أن يختفي في النهاية. يتوقف الصداع عندهم عادة خلال ثلاث سنوات. وفي حالات أخرى، لا يختفي الصداع أبدًا، بهذه الحالة سيكون المريض مضطرًا للعيش مع ألم مزمن متوسط أو شديد يؤثر سلبًا على حالته العقلية والعاطفية، ويتعارض مع قدرة المريض على العمل والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
عوامل متعددة تجعل من الصعب تشخيص هذه الحالة. نذكر منها:
بسبب العوامل المذكورة أعلاه، قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون الصداع المزمن إلى استشارة العديد من الأطباء بالاختصاصات المختلفة قبل أن يحصلوا على التشخيص.
إذا كان الشخص يعاني صداعًا يوميًا مزمنًا، فمقدم الرعاية الصحية سيقترح بعض السلوكيات لتحسين الحالة.
حيث وُجِدَ أن الاهتمام بالصحة العامة يدعم العلاجات الدوائية ويخفف الأعراض. تشمل هذه السلوكيات الصحية المفيدة ما يلي:
علاج الصداع المزمن بنفسك أمرٌ صعب عامة، خاصة عندما لا تمتلك تشخيصًا، لأن هذه الحالة غالبًا لا تستجيب لعلاجات الصداع القياسية.
يجب أيضًا عدم محاولة التشخيص أو العلاج بنفسك، لأن الصداع المعتدل أو الشديد الذي يبدأ فجأة هو أيضًا أحد الأعراض الرئيسية للسكتة الدماغية التي تحدث بسبب انسداد أحد الشرايين الدماغية، فانقطاع التروية عن قطاعات الدماغ وبالتالي التلف الدائم أو الموت. لذلك كلما تأخرت باستشارة الطبيب بعد ظهور الأعراض، قلّت احتمالية عكسها.
إذا لم تكن تعاني عامة الصداع سابقًا، وتطور حديثًا صداعًا مؤلمًا إلى حدٍ ما يلبي أحد المعايير التالية:
المعايير المذكورة أعلاه، ليست علامات توجه للصداع اليومي المزمن فقط، ولكن يمكن أن تحدث أيضًا مع العديد من اضطرابات الصداع الشديدة الأخرى أو الحالات الصحية. يحدث هذا عادة مع الحالات الخطيرة التي يجب على مقدم الرعاية الصحية فحصها لمعرفة ما إذا كان لديك قلق يحتاج إلى رعاية طبية.
اقرأ أيضًا:
خمس طرق لعلاج الصداع النصفي (الشقيقة)
هل توجد علاقة بين القلق والصداع؟
ترجمة: رنيم قرعوني
تدقيق: بسام موسى
مراجعة: هادية أحمد زكي
المصدر